هل نؤمن بأنه كلما ازدادت ثروة رجل الأعمال المصرى تعتبر شيئاً جيداً بالنسبة لاقتصاد مصر؟
لا أعتقد. اسأل الناس وستجد الإجابة. المصريون غير مقتنعين بأن زيادة الخير لدى رجال الأعمال المصريين هو خير للبلد. رجل الشارع غير مقتنع، رجال الصحافة غير مقتنعين، القيادات في الوزارات غير مقتنعين. وهذا خطأ. المستثمر المصرى أفيد لاقتصادنا أكثر من المستثمر الأجنبى، لأن المستثمر الأجنبى سيفكر كثيراً حتى يقتنع بالاستثمار في مصر لأنه سيقارن مصر مع المغرب وتركيا ودبى وغير ذلك، وعندما يستثمر في مصر سيريد أخذ كل أرباحه إلى خارج مصر. أما المستثمر المصرى فعائلته هنا وأولاده هنا، وسيستخدم معظم أرباحه في مصر، ما يؤدى إلى خلق فرص عمل إضافية.
فمثلاً إذا حقق المستثمر مليون جنيه ربحية، الأجنبى سيريد أخذ هذا المبلغ إلى بلاده، أما المصرى فجزء كبير من هذا المبلغ سيتم استثماره في مصر في العقارات أو غير ذلك.
الضرائب التي يدفعها المستثمرون هي الوسيلة لمصر أو غيرها لتحقيق إيرادات للحكومة نستطيع منها الصرف على التعليم والصحة والبنية التحتية. المستثمر هو الوسيلة لتحقيق أهدافنا ولذلك يجب مساعدته على النجاح. والمستثمر المصرى سيحقق لنا كدولة إيرادات أكثر لأن الأموال سيبقى جزء كبير منها في مصر، وقراراته للاستثمار أسرع من الأجنبى.
نريد مصالحة مع القطاع الخاص. مصالحة توضح لنا بالأرقام حجم الفائدة التي ستعود علينا، وعدد فرص العمل التي من الممكن خلقها. أنا لا أقتنع بالكلام الجميل الذي لا تكون معه أرقام وحقائق تسانده. فالأرقام تقنع الناس بسرعة.
دنج شياو بنج، قائد التقدم الاقتصادى المذهل في الصين، قال: «لابد أن نعمل على توسيع السوق أولاً. والطبيعى أنه ستنجح مجموعة وتحقق ثراء أكثر من الباقين وهذا شىء طبيعى. دور الدولة بعد ذلك إعادة توزيع هذه الربحية بطريقة تكون عادلة للجميع. عادلة للمستثمر الذي حقق ثراء، وعادلة لبقية الشعب». ونجحت الصين وأصبحت الآن تقرضنا المال لكى ننفذ مشاريعنا.
علينا بالدعوة صباحاً ومساءً لكى يكون عندنا عدد أكبر من الأثرياء، وبالدعوة أن تكون عندنا إدارة قوية تفهم أن ربحية المستثمر تؤدى إلى إيرادات للدولة يستفيد منها الجميع، وأن عليها العمل طوال اليوم من أجل مساعدة المستثمر على النجاح، وفتح باب الفرص والأمل للجميع. الإدارة الجيدة أساس النجاح، والخطة المتكاملة لجذب أحسن الكفاءات في الصف الثانى بالدولة (من هم تحت الوزراء) هي مفتاح النجاح، كما كان خط بارليف مفتاح النجاح لاستعادة سيناء.
علينا أن نبدأ.