x

عماد سيد أحمد وزارة السعادة عماد سيد أحمد الأربعاء 10-02-2016 21:18


أعلن حاكم دبى، الشيخ محمد بن راشد، عن تأسيس وزارة للسعادة فى بلاده، وهذه فكرة سباقة، عندى اقتراح بسيط، هو أن تكون هذه الوزارة إدارة فى الجامعة العربية. لا أظن أن وزارة السعادة ستجد لها عملا فى دولة الإمارات، التى يتمنى الجميع أن يعيش على أراضيها، بينما فى الجامعة العربية لن تتوقف الوزارة أو إدارة السعادة عن العمل، خصوصا بعد التعريف الذى قدمه حاكم دبى لوزارة السعادة، والدور الذى حدده لها.

التعاسة- أو الحزن- هى المقابل اللغوى للسعادة، وفى الإنجليزية تُسمى happiness، وعكسها sadness، وهو تعبير أدق وأكثر تحديدا منه فى اللغة العربية. غالبية الحكومات فى العالم العربى موهوبة فى خلق التعاسة والتعساء. فى كل شبر يقع تحت مسؤوليتها. وفى كل مكان تذهب إليه. وفى أى وقت تعمل فيه. لذا اخترعنا المثل الشعبى: «نوم الظالم عبادة»، وهذه الحكومات لا تقدم لشعوبها سوى البؤس والكآبة.

أمنيتى أن تنجح وزارة السعادة فى مهمتها، لأن الأمر ليس سهلا، فالسعادة كلمة بسيطة، تعريفها سهل، لكن تحقيقها السهل الممتنع، لذا أتمنى أن أعرف أكثر عن وزارة السعادة، وإداراتها، وكيف ستعمل؟

حالفنى الحظ لسنوات أننى كنت قريبا من صحبة الأستاذ على سالم الذى اشتهر ككاتب مسرح، لكنه فى الحقيقة مفكر عربى من طراز رفيع. سمعت منه الجملة التالية: «الدنيا ليست محلاً للسعادة، بل للإنجاز»، قالها فى إحدى جلساتنا، ثم أضاف: «هذه الكلمات ليست لى، بل لـ(شوبنهاور)».

ثم نشر مقالًا ترجم فيه أفكاره حول الموضوع ذاته، قال فيه: «هكذا تكون عملية البحث عن السعادة بتصور أنها موجودة هناك فى مكان ما، علينا أن نصل إليه، خرافة من أكبر خرافات الإنسان. لا يوجد على الأرض ما يُسمى السعادة، وإن كان نقيضها موجوداً بوفرة، وهو الشعور بالتعاسة. وطلَبُنا للسعادة راجع لما نعرفه عنها من أنها أعظم ينابيع الفرحة. غير أن الواقع المعيش يثبت لنا أن الإحساس بالفرحة ليس ممتد المفعول كبعض الأدوية. الفرحة مجرد لحظات تعقب الإنجاز».

وذات مرة سألت الأستاذ «على»: وما الهدف من الكوميديا؟

قال: الهدف من إضحاك الناس، من الكوميديا، هو تخليص حياتهم من القبح بكل أنواعه، الضحك عملية دفاع شرعية عن النفس، وعن الحياة ضد ما هو قبيح.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية