x

حمدي رزق تحسبهم أغنياء من التعفف! حمدي رزق الأربعاء 10-02-2016 21:19


ونحن عنه غافلون، يرقد الأستاذ علاء الديب مريضاً منذ شهرين فى مستشفى المعادى العسكرى، نفد رصيد أسرته بالكلية، مطلوب وعلى وجه عاجل سداد فاتورة علاج بـ300 ألف جنيه، ولايزال العلاج مستمراً وقد يطول، أطال الله فى عمره، وردَّه معافىً لمحبيه ومريديه.

لن أتحدث عن قيمة وقامة الأستاذ علاء الأدبية والصحفية، مثلى لا يحيط تماماً بخصر هذه القلعة الأدبية، ولست من أصدقاء الأديب، يعرفونه كثيراً وهم كثر، ولا حتى من تلاميذه النجباء الأصفياء، لست روائياً ولا أديباً، ولكن الضمير الإنسانى يأبى أن يرقد الأستاذ ذاهلاً عمن حوله، ونحن عنه ذاهلون.

لم ألمح تحركاً من وزارة الثقافة لتدبير نفقات علاج الأستاذ علاء، ولم يتكفل أصحاب البصائر فى رئاسة الوزارة بكفالة علاج الأديب الكبير، وأنتظر بجد تحركاً رئاسياً كريماً يكرم الأستاذ فى محنته، ويرعاه فى مرضه، كما حدث كثيراً مع طائفة من المبدعين وكنت شاهداً على حالات منها، كان الكرم عاجلاً وحاتمياً ويزيد ويفيض.

فى انتظارى المضن لعطفة الرئيس، يجتاحنى حزن عميق، أكلما سقط بيننا فارس عن جواده لا يجد ما يكفله مريضاً بكرامة؟!.. أكلما داهم مخلصاً فى حب وطنه ما يعجزه ندور حول أنفسنا، وتدور بنا الدوائر لتدبير فاتورة العلاج؟!

حدث هذا مع كبار محترمين، منهم من قضى نحبه حزيناً محسوراً، ومنهم من ينتظر العطفة الرئاسية، أو القرارات الوزارية، أو تبرع محسن كريم، فى حِلٍّ أن أذكر أسماء تمنت الموت على فراش المرض خلاصاً من كلفة العلاج التى لا يقدر عليها إلا تجار الأقوات.

الأستاذ علاء الديب نموذج ومثال، مضى قطار عمره قانعاً بالقليل، زاهداً فى الكثير، من رهبان الأدب، قضى أيامه فى قلايته بـ«صباح الخير» يعصر الكتب فى عصارته الشهيرة، سائغاً شرابه لذة للشاربين، مثل كثير، مستور من الستر، مدخرات الأسرة وشقى العمر الطويل أكلتها الأيام العشرة الأولى من العلاج، الحالة مستقرة تحت الإشراف الطبى المحترم فى المستشفى العسكرى المحترم، ولكن فاتورة العلاج تراكمت، بلغت 300 ألف جنيه، وهناك فاتورة أخرى فى الطريق، وفواتير تدفعها الأسرة من أعصابها خشية موعد سداد اقترب، تتوجس قرينته المخلصة خشية، لا تملك ما ترد به على مطالبة إدارة المستشفى، سلَّمت أمرها لله.

ونسلم أمرنا لله من قبل ومن بعد، لن أسأل عن نقابة الصحفيين، لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم، سقف العلاج خمسة آلاف جنيه، ولن أغمز بكلمة فى جنب المقدرين فى المجلس الأعلى للصحافة، يترجى المجلس الله فى حق النشوق، وبالمثل يصعب سؤال ذوى الحاجة، أقصد المعتبرين فى اتحاد الكتاب، العين بصيرة والإيد قصيرة، أما عن العلاج على نفقة الدولة فلا تسل خبيراً، والتأمين الصحى هذا قصة شرحها يطول.

فى الأخير لن أتسول حق الأستاذ فى العلاج من كائن من كان، فقط أسأل الله أن ينير بصيرة رئاسة الجمهورية، وهى مبصرة، أسأل الرئيس السيسى هلا تكفل الرئاسة نفقات علاج الأستاذ علاء، هل يأمر سيادته بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة بتحمل القوات المسلحة فى مستشفى المعادى العسكرى نفقات علاجه؟

لست بطالب ولكن طامع فى هذا الذى ما كنت أحب أن أكتبه عنه وفى محنته، ولكن ما باليد حيلة، صمتت عن محنة الأستاذ علاء الديب آذان، كلمنا الحيطان، واكتفى محبوه بمصمصة الشفاه، وغادروا لا يلوون على شىء، كل فى شغل.

لو تذكر أحدهم ما كتب عنه الأستاذ فى مهده الروائى ما تأخر ثانية عمن قدم الحب بحب، وبدون مقدمات، ولا توالٍ، قدَّمه كريماً حاتمياً طائياً، وفى هذا قصص تُروى على ألسنة صمتت عن محنة الأستاذ، وأقلام بخلت بقطرة حبر عن نجدة مَنْ امتُحن بالمرض، الأستاذ علاء لم يكن يوماً طالباً أو مطلوباً، ولو علم بشأن هذه السطور لعزَّت عليه نفسه، أكتبها مذبوحاً من الألم على من يتألم فى صمت، وينزف أيام عمره، يدفع حتى النفس الأخير، تحسبهم أغنياء من التعفف.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية