x

سليمان جودة «صيام» فى فمه ماء! سليمان جودة الثلاثاء 09-02-2016 23:21


كنت أتوقع، منذ البداية، أن يتم تهميش المستشار سرى صيام فى مجلس النواب، وأن يجرى إقصاؤه تحت القبة، لأسباب كثيرة، أهمها، وربما أقواها، أن كثيرين لم يستطيعوا أن يمنعوا أنفسهم من المقارنة، بين العربية الرديئة التى ألقى بها الدكتور على عبدالعال كلمته المكتوبة، بعد فوزه بمنصبه رئيساً للمجلس، وبين عربية قوية تحدث بها «صيام» لأكثر من مرة فحاز الإعجاب!

ولم تكن الحكاية حكاية لغة رديئة لرئيس البرلمان، ثم لغة قوية وسليمة لواحد من أعضاء المجلس، وفقط، وإنما كانت هناك أسباب أخرى عديدة طبعاً، منها على سبيل المثال أن النائب «صيام» فى كل مرة تكلم فيها فى المجلس، كان يعرف ماذا بالضبط على البرلمان أن يفعل من أجل بلد هذا هو حاله، وهذا هو وضعه العام، وكان لا يتكلم لمجرد أنه يريد أن يتكلم، وإنما لأن عنده شيئاً يريد أن يقوله، وأن يضيفه، على العكس تماماً من كثيرين جداً، كانوا يتكلمون، ولا يقولون شيئاً.. أى شىء!

كان المنطق القوى يميز كلمات «صيام» القليلة من فوق مقعده البرلمانى، وكان مثل هذا المنطق يبدو فى كل الأحوال سلعة شحيحة للغاية هناك، وكان من الطبيعى، إذن، أن تطرد العملة الرديئة العملة الجيدة من سوق العمل البرلمانى، وأن تظل تحاصرها، وتطاردها، إلى اللحظة التى لا يجد فيها الرجل أمامه بديلاً سوى أن يكتب استقالته، ويرحل!

ولست أريد أن أقول إن «صيام» كان، منذ إعلان اسمه ضمن الأسماء التى جاءت بقرار من رئيس الدولة، يبدو فى كل الحالات على أنه المرشح الأقوى لرئاسة المجلس، ورغم أن الرجل أبدى، منذ أول لحظة، زهده فى المنصب، إلا أن وجوده، بديلاً قوياً ومحتملاً، طوال الوقت، قد زاد من أسباب التشويش عليه، والتعتيم على وجوده فى الأصل!

وأظن أن لدى الرجل الكثير الذى يمكن أن يقوله عن أسباب استقالته، بخلاف حكاية تهميشه، وإقصائه، كما أظن أن إلحاح الائتلاف المسمى «دعم مصر» فى إعادة إنتاج الحزب الوطنى، فى برلمان 2010 على وجه التحديد، من بين الأسباب الأقوى التى جعلت «صيام» على يقين من أن هذا ليس هو مكانه، بعد مشوار طويل مع القضاء، ومع القانون، ولابد أنها قد زادت من إحباطه، ويأسه، وخيبة أمله!

إننى أخشى أن يكون الموقف منه، تحت القبة، هو موقفاً ضد الرئيس شخصياً، لأنه هو الذى جاء به عضواً، ولست أستغرب ذلك، ولا أندهش له، لأن موقف البرلمان من قانون الخدمة المدنية كان موقفاً ضد خطة إصلاح يتبناها الرئيس، قبل أن يكون ضد أى شىء آخر!

وإذا كان «صيام» سوف يكون فى فمه ماء، فلا يتحدث أكثر، فلابد أن الرئيس مدعو إلى أن يكون أقوى من هذا بكثير، فى الدفاع عما يريده للبلد من إصلاح.. آسف.. إننى أريد من الرئيس أن يهاجم وبقوة، لا أن يظل يكتفى من الغنيمة بالدفاع!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية