قال الكاتب والباحث في مجال ريادة الأعمال والأسواق الناشئة، كريستوفر شرودر، إنه يرجح أن الكمبيوتر سيختفي بعد 3 سنوات، وتطرق في جلسة حوار تفاعلي بعنوان «بناء وادي السليكون القادم: أين وكيف؟»، إلى سؤال حول كيفية إنشاء منظومات مرنة قابلة للتكيف مع المتغيرات السريعة، مستعينًا بتجربة وادي السيليكون كمثال على النجاح الذي يتحقق رغم التحديات.
وأضاف أنه يجب أخذ زمام المبادرة بما يؤسس للنجاح في التوصل إلى المنظومة الصحيحة من حيث سيادة القانون والشفافية وتوحيد معايير الأنشطة الإلكترونية المتاحة في الواقع الافتراضي، واعتبر مؤلف كتاب «نهضة الشركات الناشئة: الثورة الريادية تعيد صياغة الشرق الأوسط»، أن المستثمرين بدأوا أخيراً يدركون قيمة سوق التكنولوجيا في الشرق الأوسط وعوائدها وأصبحوا أكثر وعياً بالاختلافات الجوهرية التي ستغير المستقبل في السنوات الخمس المقبلة.
وأشاد بما تقدمه القمة العالمية للحكومات من ابتكارات على مستوى العالم وفي جميع القطاعات، ما يشير إلى التغيير الذي سيطرأ على مستقبل حياة البشر وأثره على أسلوب الحياة بشكل عام وليس فقط على عالم الأعمال، واعتبر أن العالم يعيش أروع حقبة في تاريخه، وأن المستقبل يعد بأن ثلثي البشرية سيكون لديها هواتف ذكية، ما يعني فرصاً وفيرة للتواصل عبر الحدود وبناء الشراكات والتعاون بين الناس في مختلف أنحاء العالم.
وأكد أن الكمبيوتر أو الحاسوب سيختفي بعد 3 سنوات من الآن في ظل الابتكارات الهائلة التي تطرأ يومياً على منظومة التطبيقات الذكية، والتي توفر كل ما يحتاجه الإنسان بلمسة واحدة، وأوضح أن الزيادة التي يشهدها قطاع الهواتف الذكية في العالم والتي بلغت 1.5 مليار العام الماضي جعلت 90% من الناس يستخدمون الهواتف الذكية مع تراجع كبير في اهتمام الشباب بـ«الفيس بوك» على سبيل المثال لصالح «الواتس آب»، والتطبيقات الذكية الأخرى.
وأشار إلى ضرورة أن تعي الحكومات هذا الواقع الجديد وما يحمله المستقبل من إمكانات ستغير طبيعة العمل والتواصل والتفاعل بين الناس وخاصة في مجال التجارة الإلكترونية، ونوه بمسيرة الإمارات ورؤيتها المستنيرة لتبني سياسات مشجعة للابتكار وللاستثمار في إنترنت الأشياء، متمنياً لو تم اختياره وزيراً للسعادة.
وتوقع أن الابتكارات ستأتي من أماكن غير متوقعة والهاتف الذكي سيصبح مثل المياه والكهرباء حاجة أساسية لا غنى عنها، وأشار إلى أن التغيير المقبل سيطال جميع جوانب حياتنا وسلوكياتنا وأفكارنا ومفاهمينا والخدمات التي سنحتاجها.
كما تناول مستقبل العمل الوظيفي الذي سيفرضه التطور السريع والمذهل للابتكارات في عالم الهواتف الذكية، متوقعاً أن يتلاشى مفهوم العمل على أساس الحد الأدنى من ساعات العمل والحد الأدنى من الأجور.
وفي حديثه عن منطقة الشرق الأوسط، اعتبر «شرودر»، الذي زار أكثر من دولة عربية، أن هناك قفزة في المجتمعات العربية، مشيراً إلى أن 90% من الشباب يؤمنون بقدرتهم على تحقيق الريادة والنجاح من خلال التكنولوجيا.
وقال إن «الإمارات تقدم نموذجاً متميزاً للعالم بإدخالها ريادة الأعمال في المناهج التعليمية، وأعتقد أن ما يحتاجه المستقبل ليس مزيداً من المدارس بل تمكين الأجيال من التكنولوجيا التي تساعدهم على التعلم».
ورأى أن تفوق الإمارات في عدد مستخدمي التكنولوجيا يدعو إلى التفاؤل بمستقبل أفضل للأجيال المقبلة، وأشار إلى أهمية إنعاش الطبقة المتوسطة على مستوى العالم ودورها الهام في دفع عجلة النمو من خلال تأسيس شركات رائدة تستفيد من التقدم التكنولوجي والابتكارات الذكية.