أكدت دراسات أن الإنسان بحاجة إلى الوقوف والسكون وإعطاء الوقت لنفسه مع ازدياد الضغوط بشكل غير مسبوق ومتسارع، لأن التوتر الذي يعيشه البعض في هذا العالم يعد أحد أخطر الأمراض المهلكة لحياة الإنسان وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
جاء ذلك في جلسة للكاتب البريطاني، بيكو آير، بعنوان «رحلة إلى السكون في العصر الرقمي في 45 دقيقة» استعرض خلالها عبر منصة القمة العالمية للحكومات حاجة الأفراد للهدوء والسكون للتخلص من الضغوط وتخفيف التوتر.
وقال بيكو: «أود التأكيد أن تلقي كم كبير من المعلومات يومياً يسبب بدانة في البيانات، حيث نعتمد في هذا العصر بشكل كلي على أجهزتنا الذكية والتكنولوجيا من حولنا وأصبح وقتنا يضيق وتوترنا يتفاقم، فالبشر لم يولدوا للعيش في أوقات ومحددات صممت من قبل هذه الأجهزة، بل خلقنا لنحيا وفق سرعة الحياة وليس سرعة الضوء».
واستعرض بيكو بعض الأرقام التي نتجت عن الاستخدام الرقمي، حيث أن الفرد الأمريكي يجلس بمتوسط يزيد عن 8 ساعات أمام شاشات الكمبيوتر، ويمضي كل دقيقة بإرسال واستلام ما لا يقل عن 10 رسائل.
وأضاف: «لا نريد حلولاً نظرية لمشاكل التوتر لدينا، فالتوتر أصبح مرضاً خطيراً وعلينا التعامل معه، علينا أن نبدأ بخطوات عملية لاستخدام التكنولوجيا من حولنا، أدعو الجميع إلى التخلي عن أجهزتهم الذكية يومياً لبعض الوقت حتى تتسنى الفرصة لإضافة أشياء جديد وقيم أخرى مهمة لهذا العالم الرقمي! علينا أن نسارع في معالجة هذا الأمر، فثورة الانترنت لم تأتينا مع دليل للاستخدام ولهذا إن أردنا أن نتقدم علينا أن نقف الآن ونراجع اهتماماتنا وبرامج حياتنا اليوم».
وذكر بيكو أن عدم تنظيم طريقة عملنا واتباع سلوكيات مجهدة غير منظمة هو أحد أسباب التوتر في حياتنا، فإن لم نضع حدوداً منظمة لطرق تعاطينا مع العمل وبقينا في انشغال دائم في أعمالنا فإننا سنغرق وقتاً أطول في توتر مهلك، إن «عدم السكون يفضي لحياة غير صحية».