x

وليد علاء الدين ما تتقالش غير كده: حمرا! وليد علاء الدين الإثنين 08-02-2016 21:14


- يا سيدي مش سجادة، قلنا دهان، دهان أحمر وما فيش داعي للمبالغة
- حتى لو كانت دهان، هو الدهان ده ببلاش؟!
- قال لك يابه علمني الهيافه
- دي مش هيافه يا بني، احنا مش دولة غنية
- يعني شوية السجاد دول اللي هيفقرونا؟
- قال لك قرش على قرش يعمل جنيه
- دا منطق الغلابة والشحاتين
- لا والله، حتى الدول الغنية
-افتي بأه
- مش هفتي يا عم ولا دياوله، هقولك على حاجة قريبة جدا
-ارغي ……
- تعرف الكويت؟
- لخّص….
- دولة نفطية غنية وألا فقيرة وغلبانة؟
- انجز …
بص يا سيدي، من فترة كده بدأت أسعار النفط تنزل في الأسواق، ناس بتقول أمريكا اكتشفت ثروة من النفط الصخري، وناس بتقول إن منتجين نفط كبار منهم إيران رجعوا للسوق، وناس بتقول أسباب تانية كتير، المهم النتيجة إن المعروض من البترول في الأسواق العالمية زاد وبالتالي انخفض سعره.
…..
سواء كانت الأسباب دي طبيعية أو متخططة، المهم إن النتيجة الملموسة هي إن أسعار البترول انخفضت لمستويات لم تكن متوقعة، وإن الانخفاض ده مرشح للاستمرار لسنوات محدش يقدر يحسبها، وبالتالي اللي كانت البلد بتبيعه بعشر قروش إمبارح بتبيعه النهارده بخمسة وبكره يمكن بأربعة، يعني العشرة اللي كانت بتصرف منهم قول على التعليم والزراعة والثقافة والصحة والمواصلات و…. وغيره، وتوفّر منهم شوية لو حبت، فجأة ومن غير سابق إنذار صاروا خمسه ثم أربعة، ويا عالم بكره كام.

والحل؟

قال لك لازم نغير مصادر الدخل شوية، يعني نجيب فلوس من حاجة تانية غير البترول، ودي حاجة يلزمها سنين وسبقتهم فيها الإمارات اللي بتشتغل من زمان على إن مصدر دخلها من البترول يقل كل سنة في مقابل زيادته من حاجات تانية زي السياحة والصناعة والخدمات والطاقة المتجددة وغيره كتير. وجنب تنويع الدخل هنفتح المجال للقطاع الخاص، ونساعد المشاريع المتوسطة والصغيرة عشان الناس تشيل نفسها شوية عن الحكومة، ونعمل استثمارات تانية…

طيب ولحد ما ننجح في تنويع مصادر الدخل، قال لك لازم كمان نخفض الصرف شوية. إيه ده! يعني هنلغي التعليم وإلا هنقفل المستشفيات وإلا هنبطّل زراعة وإلا نلغي إيه من خدمات وأكل عيش الناس يعني؟

قال لك لا، ما هو العقل زينة، إزاي؟ قال لك أول هام نشوف إزاي نقدر نخفض النفقات من غير ما نأثر على أي حاجة من دول؟

طبعًا في ناس مش هتصدق، يعني إزاي لا مؤاخذة تخفض وفي نفس الوقت ما تخفضش! لعبة هي وإلا إيه! قال لك لا والله ممكن.

إزاي يا عم الحاج؟

طبعًا دا سؤال المفروض ميسألوش واحد مصري، لأنك المفروض أبوالتدابير وحلال العقد والمشاكل بألف طريقة وطريقة، وبتقلب ياقة القميص، وتمشّي العربية بموتور غسالة... لكن الكلام ده لما بتكون بتصرف من جيبك، هما هناك عارفين إن كل صرف من الدولة صرف من جيبهم، ولذلك عملوا الواجب، قال لك بما إن كل حاجة في الدنيا عبارة عن مجموعة دواير بتصب في نقطة واحدة، يعني لو عندك شغلانة فأهم حاجة فيها هي دايرة الناس اللي تقدر تحقق الهدف المطلوب من الشغلانة دي، وبعدها دايرة الناس اللي بيساعدوهم وبعدها دايرة الناس اللي بيساعدوا اللي بيساعدوهم، وبعدهم دايرة الناس اللي بتشجع وبتسقف وتعمل بروباجندا... الدواير دي ممكن تفضل توسع كده لحد الصبح إذا كان المال- لا مؤاخذة سايب- لأن المال السايب بيعلم- بلاش نقول السرقة بس بيعلم الإسراف والهدر. يعني بالبلدي كده كل شىء وله لزوم الشىء، بس يوم ما نكون مضطرين فالمهم الشىء وبعدين نشوف موضوع لزومه إذا ينفع نستغنى عنه خير وبركه. أهو الكويت عملت كده.

إزاي؟

ما هو الموضوع مش فكيره وطلعت في دماغ واحد وقال لك نجرب، لأ دي الفكيره اتحولت لقرار من أعلى راس في الدولة اللي فورًا أمر بتشكيل فرق عمل لمراجعة الميزانيات في كل حتة في البلد من أصغر وحدة محلية -مثلًا يعني- لأكبر مؤسسة وطنية.

والهدف إيه؟

الهدف اقتراح بنود الإنفاق الممكن تخفيضها أو إلغاؤها أو تأجيلها. بس كده! لأ، بشرط إن التخفيض أو الإلغاء أو التأجيل لا يؤثر على مستوى الإنتاج وكفاءته. يا نهار …. طيب وهو ينفع؟ قال لك ينفع والله. لأن اللي بيتابع الموضوع بذات نفسه رئيس الحكومة، وفرق العمل دي ما اشتغلتش كده بُهليطي، لأ، الموضوع طبعًا له قواعد علمية وفنية زي كل حاجة في الدنيا، واللي كان مطلوب هو رغبة حقيقية وإرادة سياسية.

يعني كده في الكويت مش هيخفضوا رواتب الناس ولا هيشيلوا الدعم عن السلع؟

لا طبعًا، هيعملوا ده، لأن خطة إعادة النظر خطة متكاملة، يعني لو هاخفض راتب أو أرفع دعم عن سلعة لازم أعمل ده بشكل مدروس، ما يبقاش بأشيل الدعم عن البنزين وفي الوقت نفسه عندي عشرين عربية في وحدة محلية بتصرف بنزين من غير حساب، أو وزير عنده أورطة عربيات دايره تلف لصالح أفراد ومن غير ما تكون مرتبطة بخطة إنتاج متراقبة كويس ومحددة.

متبقاش الصبح دافع سعر المواصلة زيادة عن امبارح الضعف، عشان سعر البنزين زاد وأنت شايف عربية الشركة الحكومية اللي بتشتغل فيها بتوصّل عيال المدير للمدرسة وبعدين تلف تجيب الخضار للهانم.

ميبقاش سعر الأكل في الطالع يوماتي، ونقرا عن العربية اللي بيقولوا اتسرقت وكانت مليانهة أكل خمس نجوم رايح لموظفين في الدولة!

لما أقول لك إني هارفع سعر استخراج ترخيص العربية أو رخصة السواقة أو استخراج بطاقة لازم أعمل ده بعد دراسة وأكون واثقا إني مش باخد منك أكثر من اللي كنت بتضطر تدفعه من تحت الترابيزة عشان تسهل أمورك ومتتعرضش للبهدلة وتشتري وقتك ودماغك، يعني بأبيع لك خدمة محترمة نزيهة ونضيفة في مقابل اللي كنت بتدفعه في درج المكتب، ممكن كمان أعمل في كل المصالح الخدمية خدمة مستعجل للي يقدر يدفع، وتستفيد أنت ياللي مش مستعجل بسعر أقل وخدمة راقية.

ما ينفعش رئيس الدولة يطلب من الناس يشدوا الحزام من غير ما يكون أول واحد يشده، هو وحكومته- مش بس الوزرا- لأ من أول المحليات وصولًا لرؤساء القطاعات والهيئات والبنوك اللي دخولهم أحيانًا أكبر ومواقعهم أخطر من الوزرا. لو ده ما حصلش متبقاش سياسة شد حزام دي تبقى لعبة شد الحبل، وعلى فكرة كتلة الناس أتقل وأقوى بكتير من إن حد يلعبها قدامها لعبة شد الحبل، مهما كان فاكر نفسه بيقدر يشد.

الناس مستعدة تشد وتتقشف وتتعفف وتصبر وتعذر، بس تشوف خطة وتلمس نتيجة، وقبل ده وده تشوف الخطة بتتنفذ ع الكبير قبل الصغير، ع القوي قبل الضعيف. وتحس إن الحرص ع القرش رؤية مش استخسار.

وتحيا مصر.
[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية