x

الدكتور مصطفى النجار ياسمين مدكور فتاة هزمت أسطورة النيش والكوشة الدكتور مصطفى النجار الإثنين 08-02-2016 21:15


«فيه ناس استغربت أو زعلت منى لإنى معزمتهاش على جوازى، الحقيقة هي إننا معزمناش حد عشان معملناش فرح، كل اللى عملناه إننا روحنا للمأذون كتبنا الكتاب وبعدها روحنا معاد شغل سوا وبعدها اتعشينا في مطعم بقالنا كتير عاوزين نجربه، في هدوء وببساطة وكان نفسى في ده طول حياتى، ولحد دلوقتى مش قادرة أصدق إن ده حصل فعلًا، وإن الجواز بالبساطة دى بعيد عن أي تعقيدات ترتيبات فرح وزفة ومعازيم وطقم صينى وطقم 17 حلة وطقم الخشاف والجيلى اللى هيتحط في النيش وطنطات اللى معرفهمش وجايين يجاملوا والناس اللى جايه لتأدية واجب اجتماعى في أهم يوم في حياتى، بالشكل اللى مفرقش كتير عن العزا وبهرجة كتير وزحمة ودوشة، عشان بس الناس تعرف إن فيه اتنين اتجوزوا، مع إنهم برضه عرفوا ده لما عملنا married على الفيسبوك.

العادات والتقاليد لو بتسهل الحياة أهلاً بيها بعد ما نتأكد إنها فعلا بتسهلها، لكن لو بتصعب الدنيا وتعقدها يبقى بلاش منها، إنت بتتجوز عشان ترتاح قبل ما يكون عشان تتبسط وبتطور شكل حياتك وتختار حد تشاركه بعض حياتك، بينكم قيم مشتركة وأفكار متشابهة، لا شبكة بتحمى واحدة من إن جوزها يمنع عنها إنها تشتغل أو يديلها ملاليم كل شهر عن قصد لإذلالها ولا شقة بمليون جنيه بتضمن لواحد إنه يعيش سعيد ومرتاح، لا الفرح اللى بيتصرف عليه قد كده ويحضره ناس جايه تقول رأيها في الاتنين اللى بيبدأوا حياتهم، وهما أصلا ميعرفوش عنهم غير الساعتين دول.

المظاهر عمرها ما كانت بتعمر بيوت، ولا عمرها بتسعد البيوت اللى بتعمرها، والخوف من كلام الناس وهيقولوا إيه وهياكلوا وشنا وإزاى مانعزمش طنط فلانة، أهالينا شالوا لنا أطقم حلل وكاسات وبطاطين، وممكن جدا ينسوا في وسط كل ده يدوروا على سعادتنا وسعادتهم، والجواز اتربط عندنا بالعبء والمسؤولية المالية والمادية، من غير ما يبقى فيه مساحة أكبر من كده للأهم للمسؤولية النفسية والمعنوية وإن إنت بتدور على حد تسنده ويسندك وتبقوا فاهمين بعض وبتتكلموا لغة واحدة، البساطة أريح كتير، وفيه حاجات كتير أهم من حاجات، ماتخليش حد يلهيك عن الأهم بالمظاهر اللى بتزول بانتهائها، الحياة أكبر من التفاصيل دى، وأبسط من كل التعقيدات دى، فكر في سعادتك وراحتك لإن دى حياتك وكل قرار بتاخده فيها بتتحمل عواقبه لوحدك».

هذه كلمات ياسمين مدكور فتاة مصرية تعمل بالتنمية والعمل المدنى منذ قبل ثورة يناير حين كانت طالبة بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة عين شمس، حين شاركت في تأسيس النماذج الطلابية التي تعنى ببناء الإنسان وصقل المهارات وهاهى اليوم تدرس السيكولوجى وتعمل في مجال التدريب والعلاج النفسى لضحايا العنف، ياسمين العشرينية العمر ابنة ثورة يناير التي شاركت فيها من اللحظات الأولى وكانت في طليعتها، يصر هذا الجيل على كسر التابوهات الاجتماعية وعلى تقديم نموذج راق ومنفتح وبسيط للحياة بكل جوانبها، كم فتاة في مصر تملك شجاعة ياسمين؟ وكم أسرة مصرية تستطيع التفكير بهذه العقلية الرائعة، صُناع التغيير لا يعملون فقط في السياسة، شكراً ياسمين وتحية لك ولزوجك فقد قدمتم التجربة الملهمة.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية