(1)
لماذا يبدو العنوان مبتذلاً؟..!
عادي، لا تشغلوا بالكم، فكل شىء في المرحلة مبتذل.. ابتسموا، فنحن نعيش في «زمن إش إش»، و«إش إش» هو اسم الدلع لأشلاء، و«أشلاء» هو الاسم الواقعي للدولة «الخربانة»، حسبما أكدت أعلى سلطة تجلس فوق «تلها».
(2)
لماذا تمشي سيارات الكبار على سجادة حمراء؟..!
عادي، فكل سياساتك حمرا يا إش إش.. أمناء الشرطة عيونهم على الأطباء حمرا، وعيون الأطباء من القهر حمرا، النظام ينظر للشعب بعيون حمرا، ويفرش تحت أقدام السلطة سجاجيد حمرا..!
(3)
لماذا صارت كل الخطوط التي تمس دولة الأشلاء حمرا؟..!
عادي، فالخطوط الحمراء تحفظ هيبة الأشلاء، خاصة وأن اللون الأعلى في عَلَم الدولة أحمر؟.
(4)
لماذا إذن لا تتذكرون حمرة الخجل، وأنتم تطلبون من الفقراء التقشف، وتجاهرون بنزع الدعم، ورفع الأسعار حتى لماء الشرب، وتدافعون عن الفساد، وتسكتون عن كبار الفاسدين؟
(5)
لماذا لم نسمع عن محاكمة عاجلة للمتهمين في سقوط أجزاء من كوبري سوهاج؟، ولماذا لم يتم تشكيل لجنة تقصي حقائق فيما يخص الاتهامات المباشرة لوزير العدل أحمد الزند بالفساد؟، ولماذا الصمت على تفسخ حالة القضاء في عهده، فالوزير توسع في مقاضاة خصومه في كل مجال سواء من الإعلاميين أو من داخل الوسط القضائي نفسه، فهل يليق بوزير لديه سلطات مباشرة على القضاة، وعلاقات غير مباشرة بحكم الزمالة والعشرة الطويلة في الانتخابات والامتيازات أن يستخدم القضاء كأداة تخويف وقمع لمنتقديه؟، وكيف يمكن التأكد من تسيير البلاغات والبلاغات المضادة بنزاهة؟، وكيف تقبل السلطة بأن يكون أحد رجالها طرف في قضايا تثير الشبهات، وكيف تسمح أن يكون الزند هو الخصم والحكم في هذه القضايا؟، وكيف يمكن لحكومة تحترم نفسها (أو شعبها) أن تتجاهل استقالة مسببة لقاض مثل المستشار محمد السحيمي، نشرتها وسائل الإعلام على نطاق واسع بكل ما فيها من اتهامات صريحة تستوجب مساءلة وزير العدل؟ ربما (بشوية من الأحمر) نستطيع الحفاظ على صورة القضاء بدون تشوه في ذهن الشعب؟
(6)
أخشى أن تستمر السلطة في إدارتها للناس بسياسة «العين الحمرا»، وأخشى أن يرد الناس بحالة استسلام مريب، وأقول «مريب» لأن الصمت لا يدل على الرضا عن حديث الأشلاء، بقدر ما يكشف عن مشاعر تبلد عجيبة، أخشى أن تصل بالناس إلى عدم الاكتراث ببقاء الدولة كأشلاء.!
(7)
الناس مبلطين
زادوا المبلة طين
وهيحصل مهما يحصل
الناس تقول: آمين
آآآآآآمين
...........................................................................................................
* أشعر بالخجل حتى الاحمرار من هذا المقال، لكنني لم أستطع استبداله لأنني أشعر أيضا بالغيظ حتى الاحمرار من الواقع الذي أعيشه، فاعتبروا المقال بكل ما فيه من غضب وجنوح، مجرد حيلة مشروعة ومهذبة للتنفيس، حتى لا أموت كمداً، خاصة وأننا نقول خارج المقالات ما هو أشد وأعنف.
جمال الجمل