x

كرم كردي محمود بكر كرم كردي الأحد 07-02-2016 21:16


فقدنا جميعاً، خاصة الرياضيين، الكثير برحيل الكابتن محمود بكر، فقدنا حيويته ونشاطه وذكاءه وقفشاته ونصائحه، لم أَرَه صامتاً طيلة حياته، كان دائماً متحركاً متحدثاً لبقاً يجيد فن التعامل مع الجميع، هو دائماً الأب والأخ والصديق والزميل لكل مَن يجلس معه.

التقيت أول مرة بالكابتن محمود وجهاً لوجه منذ ما يقرب من نصف القرن، كان أحد قامات الفريق الأول للنادى الأوليمبى ومنتخب مصر، بالإضافة إلى أنه كان ضابطا بالقوات المسلحة المصرية، وكنت ناشئا فى صفوف ناشئى النادى الأوليمبى، وكنا نراه عملاقاً، وكنا نهابه ولا نحاول الاقتراب منه، ولكن مع مرور الأيام والسنين تقاربنا، ودار حوار كثير بيننا، واختلفنا واتفقنا، ولكن ظل الحب والود هو عنوان علاقتنا. ويتنقل الكابتن محمود بكر بين جميع المناصب الكروية التى يتطلع إليها كل لاعب كرة معتزل، فكان مدرباً وإدارياً ومديراً فنياً وعضو مجلس إدارة وأمين صندوق، ثم رئيساً لمجلس إدارة النادى الأوليمبى، وربما تلعب الظروف لعبتها، وربما يكون التمنى داخل نفسى، وأصبح كاتب هذه السطور رئيساً للنادى الأوليمبى من بعده مباشرة، ويكمل الكابتن محمود بكر مشواره الكروى، ويصبح عضواً بمجلس إدارة اتحاد الكرة، وأيضاً يصبح كاتب السطور عضواً بمجلس إدارة الكرة من بعده، ولأننى لست موهوباً مثله، ولا متفرغاً لكرة القدم مثل المرحوم العاشق لها، فلم أستطع أن أتجه إلى التعليق وتحليل المباريات مثله، والذى برع فيه، حتى إن جموع الجماهير العاشقة لكرة القدم كانت تتنقل بين القنوات، ويقف المؤشر على القناة التى يتصدرها الكابتن محمود بكر، وكانت جنازة وعزاء الكابتن وثيقة حب من المصريين ومن الرياضيين إليه، فامتلأت ساحة النادى الأوليمبى بالمُعزِّين من مصر كلها، ومن جميع الأطياف: سياسيين، رياضيين، جمهور، أعضاء.

رحم الله الكابتن محمود بكر، وأسكنه فسيح جناته.

ذكرياتى ليست كثيرة معه، لكنها محفورة فى ذاكرتى، ومنها مقابلتنا بعد فوزى برئاسة النادى الأوليمبى عام 2002، وكان الكابتن محمود يقف ويؤازر صديق عمره وكابتن فريقه الكابتن سعيد قطب- «أطال الله فى عمره»- وبعد انتهاء الانتخابات التقينا وجلسنا فترة طويلة، لم يبخل علىَّ بالنصح وبالإجابة عن جميع أسئلتى، وكانت كلها من القلب، لم نتطرق إلى حديث الانتخابات، لأنه كان همه الأول والأخير هو النادى الأوليمبى.

ولن أنساه صباح أحد أيام مايو 2006، وكنت فى رحلة عمل فى غرب الولايات المتحدة، وفرق التوقيت كان حوالى 9 ساعات، وكان الأوليمبى يلعب مباراة الصعود إلى الدورى الممتاز، وتركت الهاتف مفتوحاً، وجاءنى صوت الراحل كابتن محود بكر يهنئنى بالفوز والصعود إلى الدورى الممتاز بعد غياب عشر سنوات، وكان يبكى فرحاً، فالنادى الأوليمبى كان حياته وعشقه، وأنتهز الفرصة لأشكر المهندس طارق السيد، ونائبه الحاج إبراهيم الشيخ، وباقى أعضاء مجلس إدارة النادى على استقبالهم للجميع فى لفتة كريمة تدل على أصالة أبناء هذا النادى العريق.

رحم الله الكابتن محمود بكر، وأسكنه فسيح جناته.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية