أسعدنى الحظ وحضرت مباراة مصر والجزائر في كرة اليد في افتتاح الدورة الأفريقية، وحمداً لله استطاع أولادنا الأبطال السيطرة على المباراة من بدايتها حتى انتهت بفوزنا، ورغم وجود ما يزيد على ثمانية آلاف مشجع مصرى في صالة استاد القاهرة، إلا أنه لفت نظرى عدم امتلاء الصالة التي تسع ستة عشر ألف متفرج، كنت أتمنى أن تكون الصالة كاملة العدد ولست أعرف السبب في عدم امتلائها رغم نفاد التذاكر جميعها- حسب تصريحات رئيس وأعضاء الاتحاد قبل المباراة- ربما تقديم موعد الافتتاح، وربما كان هناك عدم تقدير من جانب المنظمين لحفل الافتتاح الرائع الذي أبهرنا جميعا، بحيث كان من الصعب على كثيرين التواجد في الملعب من الساعة الرابعة ظهرا قبل الافتتاح بساعة حتى نهاية مباراة مصر بعد الساعة العاشرة مساء، هل الجماهير لم تستطع الدخول إلى الاستاد بسبب الإجراءات الأمنية المطلوبة والضرورية في مثل هذه الأيام.
حقيقة لست أدرى، ولكنها طبيعتنا التي تجعلنا نرتب كل شىء على مواعيد وترتيب المسؤولين الكبار، لا ننظر إلى الجماهير الحضور الذين هم في الحقيقة أهم من الجميع، فهم اللاعب رقم واحد في الملعب، وهم أهم أسباب الفوز. لا يهم أن ينتظر الجماهير ساعات، لا يهم أن يدخلوا ويجلسوا ويستمتعوا بفريقهم الوطنى، المسؤول يهمه المسؤول الأكبر منه، ويهمه إرضاءه فقط.
ما علينا، باقٍ عدة أيام قليلة وتختتم البطولة يوم السبت القادم، وبإذن الله يتوج فريقنا بالكأس وهو جدير بذلك. لاعبون ملتزمون واعدون، مديرهم الفنى الدكتور مروان رجب كفء، مجتهد، يبذل مع لاعبيه كل ما يستطيع حتى يجعلهم يعيشون أجواء المباريات، ومعه جهاز فنى وإدارى على مستوى المسؤولية. كل ما تم ويتم في كرة اليد في السنوات الثلاث الأخيرة، هو نتيجة تخطيط جيد وإخلاص من مجلس إدارة برئاسة الأستاذ الدكتور خالد حمودة، وضعوا نصب أعينهم أهدافاً وطنية بعيدة تماماً عن أي مصلحة شخصية متجاوزين في تعاملهم أي خلاف مع أي شخص مهما كان موقعه. لم يجاملوا أحدا أو يتقربوا إلى شخص على حساب مصلحة الاتحاد ومصلحة البطولات. مصر في لعبة كرة اليد بدأت تعود مرة أخرى إلى مكانتها العالمية والأفريقية كما كانت أيام العملاق الدكتور حسن مصطفى.
هذا المجلس المحترم وهؤلاء اللاعبون وجهازهم، لا ينقصهم غير زحف الجماهير إلى صالة استاد القاهرة لتشجيعهم ومؤازرتهم، ونحن في الحقيقة كجمهور عندما نذهب إلى الاستاد نذهب لنشجع أنفسنا، ونشجع مصر بلدنا، مصر التي نحلم جميعا بأن تعود إلى مكانتها العالية بين العالم في جميع المجالات.
يالّا بينا نشجع مصر، كل الحكاية ساعتين كل يوم، نروح الاستاد نشجع، ويوم السبت القادم بإذن الله نهنئ أنفسنا، ونحمل جميعا كأس أفريقيا لكرة اليد للمرة السادسة، وسوف يكون ذلك هو البداية لننطلق إلى أوليمبياد ريو دى جانيرو هذا الصيف ونحصد ميدالية بإذن الله، والعام القادم نقتحم كأس العالم، ولربما نحقق الأحلام ونفوز بكأس العالم.
يالّا بينا نشجع مصر.
مصر- مصر- مصر