x

طارق الغزالي حرب أشلاء أم أشباح دولة.. سيادة الرئيس؟! طارق الغزالي حرب الأحد 07-02-2016 21:19


أثارت مداخلة الرئيس الهاتفية مع الإعلامى عمرو أديب، التى جاءت بمناسبة ما حدث فى استاد النادى الأهلى من شباب الألتراس فى ذكرى مرور أربعة أعوام على حادث استاد بورسعيد المأساوى، العديد من التعليقات والتساؤلات والاختلافات.. صحيح أن هناك متهمين قُدموا للمحاكمة، وأن هناك أحكاماً مُشددة قد صدرت بشأن مجموعة من البلطجية والمجرمين الذين نفذوا جرائم القتل بأياديهم، ولكن مازالت هناك أسئلة حائرة فى عقول الشباب وأهالى الضحايا عمن كان وراء هذه العملية الإجرامية سواء بالتحريض أو التواطؤ، والذين يرى الشباب- وأنا معهم- أنهم لا يقلون جُرماً عن مُرتكبى الجريمة.. وربما هذا ما دفع الرئيس للقول- وأنا معه- بنص كلماته: «مفيش حقيقة جلية تقدر تقول إيه اللى حصل، حد أخفى حاجة، ممكن، حد خايف من حاجة، ممكن، حد مش عارف حاجة، ممكن» ومن هذا المُنطلق دعا الرئيس شباب الألتراس لاختيار لجنة منهم للاشتراك فى معرفة الموضوع بتفاصيله حتى يطمئنوا ويرتاحوا كما قال. لقد كانت هذه المداخلة فرصة للرئيس لأن يبث همومه وهو يحاول رأب الصدع، بل الهوة التى صنعها- وما زال- أركان نظامه مع الشباب، فقال ضمن ما قال: «فى كل حتة فيكى يا مصر أبص عليها وأحط إيدى فيها ألاقيها مليانة، لكن أنا مش عايز أزعل المصريين ولا أكسر خواطرهم»! على الرغم من أن الرئيس لم يُفصح عما هى «مليانة» به، فإننى هنا بالتحديد لا أتفق مع رأيه، لأن مصارحة الشعب والشفافية أهم بكثير من الزعل وكسر الخواطر.. وأضاف الرئيس أيضاً ما معناه أنه يحاول لملمة «أشلاء دولة»، ولكنى هنا أنبه إلى أن هذه الأشلاء والخرابات، «كما وصفها الديكتاتور مبارك من قبل»، لا يجب أن يسكنها ويتحكم فيها أشباح لا يعرفهم أحد، يُخيفون كل مَن يقترب ويُرعبونه، فيمضى إلى حال سبيله مذعوراً مدحوراً.. ليس هناك أشباح- سيادة الرئيس- وعليك ومعك الشعب، وفى المقدمة منه الشباب، مواجهتهم وكشفهم لنعرف ما مصلحتهم فى استمرار الفشل والخراب. يجب أن نعى أنه عندما تم التستر على المُحرِّضين والمُخطِّطين لمذبحة بورسعيد لألتراس الأهلى، ظهرت أشباح أخرى حرَّضت وخططت لجريمة أخرى فى استاد الدفاع الجوى ضد ألتراس الزمالك راح ضحيتها 22 من الشباب الواعد، وهؤلاء مازالوا مُطلَقى السراح ولم يمسهم أو يحاسبهم أحد. سيادة الرئيس، عليك أن تُخرج الأرواح والأشباح الشريرة التى تسكن خرابات أشلاء الدولة بكل الهمة والحزم والحسم قبل فوات الأوان، ولقد كانت مُداخلة الرئيس التليفونية فرصة عظيمة لإظهار حقيقة بعض عملاء هذه الأشباح، التى لا نراها ولا نعرفها فى وسائل الإعلام المختلفة، وفى المقدمة منها تلك الفضائيات الخاصة التى يمتلكها رجال أعمال عصر مبارك الذين هم مازالوا على العهد.. رأينا أحمد موسى يُسخر برنامجه لمكالمات مُرتبة لبضعة أشخاص ينتقدون كلام الرئيس بحدة بالغة وتطاول، وكذلك فعل السيد أحمد شوبير، الذى ظهر بوجه كله غضب وعبوس من مداخلة الرئيس، وكذلك فعلت شخصيات أخرى مكروهة شعبياً مثل هذا المستشار البذىء وغيره.. كلهم يهدفون بخبث ودهاء إلى استمرار الصدام مع الشباب، لإبقاء الدولة فى حالة عدم استقرار دائم، وبدا ذلك واضحاً وهم يركزون بشكل فج ومتعمد على لافتة أو هتاف، لإذكاء نار الوقيعة بين الشباب والنظام. لا أجد سبباً واحداً- سيادة الرئيس- لعدم الكشف عن أشباح عديدة فى هذه الدولة يعطون الأوامر للقيام بأعمال وتصرفات تُسىء للنظام، مهما ترتب على ذلك من إضرار بالدولة، وفى هذه المساحة الصغيرة سأذكر بعض الأمثلة القريبة: هل كان مَن أعطى الأوامر وخطط ووضع السيناريو لعملية القبض على المهندس صلاح دياب شبحاً أم أن هناك شخصاً محدداً بالاسم رسم الخطة وأمر بالتنفيذ يمكن الإعلان عن اسمه ووظيفته ولصالح مَن يعمل وما الهدف وماذا تم تجاهه، خاصة أن الرئيس صرح بأنه لا يقبل هذا الموقف؟ هل كان مَن أعطى الأمر بالقبض على الناشط السياسى حسام بهجت بدون تهمة حقيقية شبحاً أم شخصاً محدداً، مما أدى إلى إدانة الأمين العام للأمم المتحدة للتصرف ومطالبته بالإفراج عنه، وهو ما تم بعد إثارة لغط عالمى حول حقوق الإنسان فى مصر؟ هل هى أشباح تلك التى تصدر قرارات الاعتقال والخطف والتعذيب والمنع من السفر بدون أسباب مُقنعة كما حدث مؤخراً مع الرسام إسلام جاويش والمحامى المناضل جمال عيد وغيرهما، أم أنهم موظفون بأجهزة الدولة السيادية لهم أسماؤهم ورتبهم؟ مَن الذى وجه بإصدار تصريح رسمى عن الحادث المُشين الذى حدث للشاب الباحث الإيطالى بدون انتظار تحقيق، فأضَرَّ ذلك كله بمصداقية الدولة وسمعتها واقتصادها أَيَّما ضرر، هل هم أيضاً أشباح؟! سيادة الرئيس.. شئتَ أم أبيتَ هى مسؤوليتك.. ولن يقنع الشعب بأن تدير شؤونه أشباح لا نعرفها، وأن علينا أن نتحمل نتائج أفعالها الغبية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية