الأستاذة هبة سعد، رئيس الرابطة المصرية للحفاظ على آثارنا المصرية، اتصلت بى تليفونياً وهى تكاد تحترق وتقول: النجدة! سيدة قطرية اشترت تمثالنا «سخم كا» بـ16 مليون جنيه إسترلينى، وسوف يخرج من لندن إلى الدوحة!! والأمر فى يد وزير الآثار د. الدماطى! قلت لها: اهدئى قليلاً، وقصّى علىَّ الموضوع بالتفصيل.
قالت: «سخم كا» هو كبير الكتبة للملك خوفو، خرج من مصر حوالى 1850م، وليس لدينا ما يثبت أنه خرج بصورة قانونية لأحد اللوردات فى إنجلترا، ظل هذا التمثال فى متحف نورث هامبتون ومعه صك أن هذا التمثال للعرض وليس للبيع، مرت الأيام وفى سنة 2012 عرض ورثة اللورد بالاتفاق مع المتحف التمثال للبيع فى مزاد علنى حيث رسا المزاد على سيدة قطرية بـ16 مليون إسترلينى، منها اثنان مليون إسترلينى لإنجلترا ضريبة مبيعات! فضيحة!
ثورة عارمة فى لندن.. محبو التراث المصرى فى إنجلترا من المصريين، وقفوا ضد المزاد وهم يرفعون لافتات: Our History Not For Sale أى تاريخنا ليس للبيع.
وقفت سيدة إنجليزية اسمها سوزان إدوارد تبكى على تاريخنا الذى لا نستحقه!
تظاهرت رابطة إنقاذ «سخم كا» فى إنجلترا برئاسة Gunilla Loe «جونلا لو» تطالب الخارجية البريطانية باتخاذ إجراء قانونى لمنع بيع التمثال.
سألت رئيسة رابطة «سخم كا» الأستاذة هبة سعد: ماذا فعلت مصر؟.
قالت: طلبنا من الخارجية المصرية التدخل، وقامت بدورها مشكورة، ونجحنا فى مد أجل خروج التمثال مرتين، تنتهى فى مارس 2016!! طالبت الخارجية وزير الآثار بأن يقوم بإجراء قانونى لإيقاف بيع وخروج التمثال، فلم يفعل شيئاً إلا طلب التبرع بـ16 مليون إسترلينى لشراء التمثال!!
رفعنا دعوى أمام القضاء المصرى والمحامى هو دكتور نصرى ماركو، فأخذنا تصريحا بمخاطبة خمس جهات، طلبنا، من وزير الآثار رفع دعوى مستعجلة لإيقاف خروج التمثال من لندن ولكن دون فائدة!
طلبنا من الأمير شارل التدخل، فرد علينا بالرغم من تقديره لمشاعرنا بأنه يعتذر لأن هذا الشأن خاص بوزارة الخارجية، اتصلنا بسفيرنا فى ألمانيا بدرعبدالعاطى، وكم كان موقفه وطنياً نبيلاً معنا، اتصلنا باليونسكو، اتصلنا بالصحفية البريطانية التى كتبت مقالة تبكى خروج التمثال تحت عنوان: لن نراه «التمثال» مرة ثانية!
قلت للأستاذة هبة سعد: من فى يده الأمر الآن؟ وماذا تقولين له؟!
قالت: سيدى وزير الآثار أرجوك ارفع دعوى مستعجلة، الخارجية تريد منك ذلك، وشعب مصر يريد منك ذلك، كيف تقبل وأنت الحارس الأمين على آثارنا أن يكون أحد تماثيلنا فى قطر وليس فى مصر لا فى لندن؟.
سيادة الوزير أنا كاتب هذه السطور أعرف حبك ووطنيتك، أرجوك أن تعمل كل ما فى وسعك، وأن تطلب مقابلة الأستاذة هبة سعد حتى نرفع عن مصر هذه المهانة.. شرف مصر يباع ويشترى؟! إن صورة واحدة تساوى مليون كلمة! فما بالنا بتمثال يمثل لنا حقبة زمنية من أعظم الحقب المصرية؟!