مكتب أنيق ومُرتّب، تتراص عليه كومة من المنشورات التوعوية والكتيبات التثقيفية بديلاً عن زمرة «الروشتات»، وطبيب شاب مناوب يستقبل رواد معرض الكتاب بالزاوية الصغيرة التي لا تسمح مساحتها إلا بكُرسي لطالب الاستشارة بديلاً عن «شيزلونج»، هذه فقط محتويات جناح «الأمانة العامة للصحة النفسية» بسراي 2 في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
أخبار متعلقة
بعد بدء حملتها التوعوية في أكتوبر الماضي، تستكمل الأمانة العامة للصحة النفسية فعاليات أنشطتها في مكان يراه أحمد أبو الوفا، طبيب نفسي شاب وعضو إدارة الإعلام والعلاقات العامة، مناسبًا تمامًا للتعامل مع الجمهور.
يشرح «أبوالوفا» دور الأمانة العامة للصحة النفسية بأنها الجهة الحكومية المسؤولة عن إدارة مستشفيات الصحة النفسية في مصر، والتي ارتأت في أكتوبر الماضي ضرورة القيام بحملة توعوية للمرض النفسي، بدأتها بسلسلة من الفعاليات والندوات التي تستهدف شرح اضطراب نفسي بشكل شهري فتجوب النوادي العامة والجامعات للتعريف به.
ويتزامن مع حضور أمانة الصحة النفسية لأرض المعرض، تدشينها لخدمة جديدة للجمهور تحت اسم «خدمة الخط الساخن» للاستعلام والشكاوى، والتي أسهم تواجدها في تحقيق تفاعل أكبر بين الجمهور، الذين أصبح بوسعهم الحصول على استشارات نفسية عبر الخط المجاني بعد عملية تدريب كوادر قادرة على تقديم نصيحة نفسية تليفونية.
يقول «أبوالوفا»: «إحنا مش بنعالج، إحنا بنحوّل على مُقدِّم خدمة»، شارحًا طبيعة دور جناح الأمانة العامة في معرض الكتاب، طارحًا الجمعة الأولى في معرض الكتاب نموذجًا حيث استقبل الجناح 15 شخصًا تنبئ العلامات والأعراض باحتياجات لاستشارة طبيب نفسي، حيث تم إرشادهم بواسطة الجناح لأقرب مستشفى تابع للأمانة أو العيادات النفسية في محيطهم الجغرافي.
وعن مدى تجاوُب رواد المعرض مع جناح قد يوصم رواده «بالجنون»، يقول «أبوالوفا»: «هناك رد فعل مميز على تواجد الأمانة العامة في أرض المعرض، من بينها سلوك العارضين المجاورين للجناح الذي تطور من الحذر في الأيام الأولى إلى تفاعل حد طلب المشورة في الأيام التالية من أحد الأطباء الموجودين.
ويضيف: «إعراض بعض المارة ورفضهم أخذ الكتيبات التوعوية بعد إدراك تبعيتها لـ(اللأمانة العامة للصحة النفسية)، علامة إيجابية إذ يدُل على إدراك المُعرِض لمعاناته من مشكلة نفسية. بينما يُشكّل توجيه الأفراد ذوي الأعراض المرضية بواسطة الطبيب النفسي المناوب داخل الجناح إلى الاختصاصي الذي بوسعه مساعدته، إنجازًا للقائمين على الجناح».
«بعد المعرض مكملين»، هكذا يعبِر «أبوالوفا» عن تواصل فعاليات الحملة التثقيفية التي تتخذ من «آن الأوان.. نعرف أكتر عن المرض النفسي»، شعارًا لها بعد انتهاء فعاليات معرض الكتاب، مستهدفة زيارة عدد أكبر من الجامعات المصرية بواقع ما لا يقل عن أربع زيارات شهرية، في طقس يبدو مُرهقًا، فضلاً عن عدم ربحيته، غير أنه يُحقق المتعة للقائمين عليه، فيما تتنظر الأمانة العامة انقضاء العام لتقييم فاعلية الحملة عن طريق قياس نسبة التجاوب وزيادة زيارات مراكز الصحة النفسية الحكومية على مستوى الجمهورية.
