x

نيوتن المتحف المصرى مرة أخرى نيوتن الثلاثاء 02-02-2016 21:24


عزيزى نيوتن..

فى قراءتى شبه المنتظمة لعمودكم بجريدة «المصرى اليوم»، أعجبنى فى عمود السبت 9 يناير بعنوان «عودة الروح للمتحف» دفاعكم المفهوم تماما عن بقاء موقع مبنى الحزب المحترق والمهدوم، والمجاور للمتحف المصرى «الأنتكخانة»، أرضا خلاء أو حديقة، حتى يظهر مبنى المتحف الجميل والفخيم من واجهة القاهرة على نهر النيل. ورغم أنه من المعلوم أن واجهة المتحف الرئيسية تظهر ببهائها بلا عائق من ميدان التحرير. وإننى أوافقك بلا تحفظ على إبقاء موقع المبنى المهدوم حديقة. وقد ظهر للناس، بعد زوال المبنى، المشهد الجميل ليس فقط للمتحف ولكن لكل ميدان التحرير من الجهة النيلية.

بقى لى تعليق صغير وهو أن مبنى المتحف المصرى الحالى قد شُيد وتم افتتاحه فى عصر الخديو عباس حلمى الثانى «حكم من 1892 إلى 1914» وليس فى عهد جد جده محمد على باشا الكبير. كانت مجموعة المصريات صغيرة فى عهد الباشا الكبير ثم نمت فى عهد حفيده الخديو إسماعيل باشا، مما دعاه إلى تكليف الأثرى الشهير «مريت باشا» بجمعها وتبويبها فى مكان مؤقت بناحية بولاق. وكذلك كان حال المجموعات الأثرية المختلفة، بدأت صغيرة ثم نضجت، وأُبرزت للعالم فى عصر الخديو عباس حلمى الثانى.

وبذلك تميز عصر الخديو عباس بافتتاح مؤسسات ثقافية هامة فى متتالية رائعة. فالمتحف المصرى تم افتتاحه فى عام 1902 ومتحف الفن الإسلامى افتتح فى عام 1903 ودار الكتب افتتحت فى عام 1903 ومتحف الفن القبطى افتتح فى عام 1910 كما أنشـئت مدرسة الفنون الجميلة فى عام 1908، قبيل تأسيس الجامعة المصرية (الجامعة العصرية الأولى فى البلاد) فى 1908!

تلك كانت الأيام العظيمة والجميلة التى نسيناها ونسينا من له الفضل فيها، بل ونسينا كيف نعتز بها ونزهو لها فخراً.

بلادنا لم تولد اليوم! وليس فقط التاريخ القديم العتيق هو الشاهد الوحيد على عظمة هذا الشعب، عندما يفيق! فالتاريخ المعاصر يفيض بالأمجاد، إذا عرفناها!

أما أن أرض ذلك المبنى المحترق، والذى تمت إزالته، كانت حديقة للمتحف وستعود إليه، فلى قول آخر. فكما بينت الخرائط القديمة الموثقة، كانت تلك الأرض مُقاماً عليها، وفى زمن بناء وافتتاح المتحف المصرى، مستشفى عسكرى بريطانى صغير، وكان ذلك بجوار قصر النيل الذى استخدمته قوات الاحتلال البريطانى معسكر/ قشلاق. وذلك القصر كان مطلاً على النيل من جانب ومن الجانب الآخر على ميدان «الإسماعيلية»، والمسمى الآن ميدان التحرير!

وعلى أى حال فأضم صوتى إليكم للمناداة بجعل تلك الأرض، التى كان مقاما عليها مبنى الحزب المحترق، حديقة جميلة ومتنفساً لهذه المدينة التى تكاد تختنق.

كذلك أضم صوتى إليكم لتجميل مبنى المتحف ورفع مصادر تعكير الجمال من سطحه. لا عليك سيدى، فالقبح أصبح شيئاً مسموحاً به وسلعة مقبولة!

أشكر لكم عمودكم الهادف.

محمد ناصر قطبى

طبيب

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية