x

صلاح منتصر فاروق ظالماً ومظلوماً «26» صلاح منتصر الإثنين 01-02-2016 21:19


مذكرات ضابط المخابرات المصرى المتهم بقتل فاروق فى مطعم إيطالى

■ أبدأ بتصحيح خطأ وقعت فيه بخصوص السيدة ناريمان صادق، ملكة مصر السابقة، التى رافقت فاروق بعد تنازله عن العرش فى منفاه فى إيطاليا، لكن الحياة بينهما لم تدم طويلا بسبب الخلافات، فعادت ناريمان إلى مصر وتم تطليقها من فاروق بواسطة المحكمة، وبعدها تزوجت ناريمان مرتين ورحلت عن دنيانا فى 16 فبراير 2005 عن عمر 72 سنة. وأشكر كل الذين كتبوا لى لتصحيح الخطأ. ثم إلى الحلقة الجديدة.

إبراهيم بغدادى قتل الملك فاروق. هذه العبارة وردت على لسان صلاح نصر، أشهر من تولى رئاسة المخابرات العامة، أثناء محاكمته بتهمة انحراف جهاز المخابرات. أما إبراهيم بغدادى فقد عمل طويلا فى جهاز المخابرات وكوفئ مكافآت عديدة خلال فترتى عبدالناصر والسادات بتعيينه أولا محافظا للمنوفية، ثم لكفر الشيخ، ثم المنيا، وأخيرا محافظا للقاهرة، وهى كما ترى محافظات لها ثقلها، أهمها بلا شك محافظة القاهرة التى اختتم فيها مشواره العملى (من يونيو ٧١ إلى سبتمبر ١٩٧٢)، وبعد ذلك عاش بغدادى 37 سنة فى فترة تقاعد، قبل أن يتوفاه الله فى إبريل ٢٠٠٩ عن ٨٤ عاما.

وكان بغدادى بعد ١٤ سنة من تقاعده قد نشر فى عام 1986 فى صحيفة الدستور الأردنية ما أعطاه عنوان «مذكرات رجل مخابرات» ذكر فيها تفاصيل المهمة التى سافر فيها إلى إيطاليا لمراقبة الملك السابق فاروق. وقد تم نشر المذكرات على أكثر من 30 حلقة، من الواضح أنه أراد أن يحقق منها كسبا ماديا، إلا أن ما يتعلق بفاروق ضمته الحلقات الأربع الأولى، وهو ما يهمنا فى هذا المجال، أما باقى الحلقات فيتناول فيها بغدادى تاريخ ثورة يوليو وضباطها وصراعاتهم. وقد احتفظت على كل حال فى أرشيفى بجميع الأعداد التى نشرت مذكرات البغدادى، وهى التى أنقل منها على لسانه ما كتبه.

يقول إبراهيم بغدادى (عدد الدستور الأردنية بتاريخ ٢٣ ديسمبر ١٩٨٦): إنه فى يوم 24 يوليو 1952، أى بعد يوم واحد من ثورة يوليو، كلف بالعمل فى المخابرات الحربية بالإسكندرية، وقد استمر هذا العمل حتى قرار إنشاء المخابرات العامة فى أول سبتمبر 1955 فانتقل إليها. «وبحكم عملى كضابط مخابرات- يحكى بغدادى- فقد كنت أكلف من قياداتى بالسفر فى مهام مختلفة بأسماء مستعارة، فمرة تجدنى فى السويد، ومرة فى الأرجنتين حسب نوع المهمة. وكانت بعض هذه المهام أحيانا تاجر ملابس داخلية، وأحيانا مهندس كهرباء، وأحيانا «جرسون فى مطعم».

ويضيف إبراهيم بغدادى: لقد اشتهر عنى أنى «رجل الصناديق»، نسبة إلى قيامى بخطف شخص ما وأضعه فى صندوق وأحمله معى على الطائرة وأسلمه للسلطات المصرية، وقد حدث هذا مرة واحدة، لكنه التصق بى من كثرة أسفارى فى مهام خاصة كنت أسافر فيها بأسماء مستعارة دون أن أكشف مطلقا عن شخصيتى إذا قبض على مثلا.

ويضيف إبراهيم بغدادى أن روما كانت من المدن التى تردد عليها كثيرا مما جعله يزور «مقهى الدوينة»، الذى كان فاروق يهوى الجلوس إليه، خاصة بعد أن غضبت منه زوجته ناريمان وعادت إلى مصر بسبب علاقاته النسائية، والتى كانت الصحف الإيطالية تبالغ فى الحديث عنها. وحين ذاعت أخبار فاروق وحكاياته الفاضحة فى روما نصحوه بأن يذهب بعيدا عن وسط روما، فاختار مطعم أسماك يبعد عن روما ١٥ كيلومترا يقع فوق ربوة عالية، وكان يرى روما من بعيد مما جعله يستريح لهذا المطعم الذى كانت شهرته تقديم طعام شهى بأثمان غالية.

ولم يكن فاروق منذ غادر مصر غائبا عن عيون المخابرات المصرية، كما يقول بغدادى، وكان ما يهم الجهاز الأفراد الذين يحيطون بفاروق ويتصل بهم، ولذلك كانت هناك عملية «تجنيد» لبعض المصريين الذين فى الداخل ولهم أقارب يزورون فاروق فى الخارج، فكانوا يكلفون بنقل المعلومات لقاء أجر، إلى أن جاءت سنة 1965 وجاءت التعليمات من القاهرة بأن تتم مراقبة فاروق عن طريق شخصية مخابراتية تصبح قريبة من فاروق بدلا من الهواة والأصدقاء الذين كانوا يعتمدون عليهم. ولأن شكلى- يقول بغدادى- يوحى بأنى إيطالى أو إسبانى أو من البرازيل فقد نجحت عن طريق صديق قدمنى إلى صاحب المحل باسم «أرماندو اليونانى» وأقنعه بأننى وحيد فى هذه المدينة ومقطوع الجذور وليست لى زوجة ولا أولاد وأننى أجيد العمل كجرسون. وكانت هذه المؤهلات كافية لإقناع صاحب المحل بتدريبى بضعة أسابيع قبل أن أرتدى الجوانتى الأبيض وأقدم الطعام للزبائن.

يقول بغدادى: كنت قد درست الأمر جيدا، فمعظم من كانوا فى المطعم يتكلمون الإنجليزية أو الفرنسية وكان المترودوتيل فرنسيا ولا يجيد الإيطالية. وكنت أعرف بعض الكلمات الإيطالية القليلة ولا أتحدث بها إلا للضرورة. ولما كان فاروق زبونا دائما من زبائن المطعم فقد لاحظت أن الاستاكوزا كانت من أطباق فاروق الرئيسية. ورغم ما يقال عنها لدورها فى الجنس فإننى أستطيع القول (والكلام لإبراهيم بغدادى) إن فاروق ورغم علاقاته النسائية المتعددة كان يشكو العجز الجنسى، ومازالت هناك سيدات على قيد الحياة عندهن الخبر الأكيد وبعضهن فى مصر إلى الآن. (كتب هذا الكلام عام 1986)....

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية