x

حمدي رزق مسك سيرة بنت هشام سليم حمدي رزق السبت 30-01-2016 21:41


«مستعد أن تغسل ابنتى الحمامات فى أقسام الشرطة لو ثبت أنها مُخطِئة». هكذا قطع الفنان المحترم هشام سليم الطريق على الكلاب العقورة التى قطعت عليه الطريق تنهش سمعة ابنته الطالبة «زين».. لكن هيهات البالوعة فاغرة فاها تلقف المحترمين، وتُغرقهم بالوسخ.

عمليات الاصطياد الإلكترونية مستمرة، وهناك فرق انكشارية مطلوقة على الفيس بوك للاغتيالات المعنوية، وآخر الضحايا الفنان هشام سليم، حمل على الشاب أحمد مالك، «بتاع الكوندومز»، وقال: عقابه يغسل الحمامات فى أقسام الشرطة تكفيراً عن خطيئته.

غلط فى «مالك»، فما كان من العقورين إلا أن نهشوا «هشام» من قلبه، من ابنته التى تورطت فى مشادة قديمة مع الفنانة ياسمين عبدالعزيز وصلت إلى المحاكم، طالبوا بأن تغسل حمامات أقسام الشرطة، عقاباً لوالدها الذى تجرأ وقال برأى فى قضية مُخزية استثارت الرأى العام، فجرى عقابه سريعاً بالتشهير بابنته التى لم تنفخ البلالين ولم تستهزئ بغلابة الأمن المركزى، طالبة فى مدرسة تؤدى فروضها، ووارد أن تتشاجر مع جارتها الفنانة، ومن حق الفنانة أن تصفح، وصفحت وانتهى الموضوع.

استهداف هشام سليم فى ابنته نوع من الخِسَّة، سابوا «هشام» ومسكوا فى «زين»، «هشام» خشى على مَن كان فى عمر ابنته من محاكمة قد تودى به وزميله إلى السجن، فعاجله عقور: امض جئت تطفئ نارا.. أم تُرى جئت تشعل البيت نارا!.

آخر ما كان يتصوره «هشام» أن تمتد النار إلى ابنته، و«هشام» طول عمره محترم مع الناس والجمهور، ولم يُخطئ فى حق أحد، ويبتعد ببناته تماماً عن الإعلام، وحاول قدر المستطاع حل المشكلة ودياً مع الفنانة «ياسمين»، وحُلت أخيراً، لماذا إذاً مسك سيرة طالبة فى مدرسة، للأسف لم يعد هناك حرمة ولا حرام.

فى كل مرة يختلف شخصية عامة مع التيار السائد يستديرون لنهش سيرة عائلته، وينتهكون حرماته، حدث هذا مع ابنة الدكتور محمد البرادعى فى أول ظهوره فى الساحة المصرية، وحدث لاحقاً مع ابنة الأستاذ حمدين صباحى.. وحدث مرات.. وكأن المجتمع فقد عقله، وتخلى عن حرماته، وصارت العائلات نهباً موزعاً على المواقع، والصور الشخصية مستباحة، والجوازات والطلاق والملابس والصدقات محور الحكى على صفحات نهش السمعة.

هشام سليم شخصية عامة، وليس بيننا حتى لقاء أو اتصال، لم يَسْعَ ولم أَسْعَ، كلٌّ فى طريق، وابنته ليست فوق القانون، والرجل صرخ فيهم لو ابنتى أخطأت تغسل الحمامات، لماذا إذاً مسك سيرة طالبة، كيف تذهب إلى مدرستها بعد كل هذا «اللوكلوك».

كيف تمضى فى طريقها وقد وُصِمَت، فقط لأنها ابنة «هشام»، ابن صالح سليم، استهداف العائلة بكل رموزها فقط، لأن «هشام» قال كلمتين، أعتقد أن «هشام» نادم بشدة أن تحدث عن خطيئة «مالك» و«شادى» التى تحدث بها العربان، وما كان يتصور أن عقابه سيكون فى مَسك سيرة ابنته الطالبة، إذ فجأة وجد نفسه مطالباً بالدفاع عن ابنته أمام حملة عقور، قليل ما أُصيبت البنت بعقدة نفسية.

هذا ما أسميه «الاغتيال المعنوى»، استهداف عائلات المشاهير صار طقساً، والباباراتزى على مواقع التواصل الاجتماعى مُتَقَفُّون، مُتلمظون، لكل صورة، لكل تتويتة أو تغريدة يحلو للشاب أن يفسفس بها، إذ فجأة تصير حدوتة، والحدوتة حكاية، والحكاية نميمة، والنميمة فضيحة، وسك على بناتك.

وهشام قال.. طيب حط عليه، مش كفاية، حط على ابنته، ما يؤلم ما ذنب البنت، مَن يُرد ثأراً من هشام فأمامكم هشام، إلى متى سيظل هشام يدافع عن ابنته، وإلى متى ستظل ابنته محل اتهام، والصلح تم، وتوتة توتة خلصت الحدوتة، ولكن هناك مَن يريدها ملتوتة، عمال يلِتّ ويعجن، هشام دخل الحمامات الإلكترونية بقدميه فغرق فى الوحل.

مثل هشام الخلوق سيحتاج إلى وقت ليستوعب ما حدث، ستحتاج «زين» إلى تهيئة لتعود إلى حياتها الطبيعية، كم من الوقت نحتاج نحن إلى التعافى من هذا المرض الذى استفحل فى حياتنا، مرض مَسك السيرة، وهتك الستر، وانتهاك الحرمات، من أى مجرور تهب علينا هذه الروائح الكريهة، المجارى ضربت فى البلد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية