x

حمدي رزق ولو أنكروها... حمدي رزق الأحد 24-01-2016 21:44


سيبك من الاسم امسك فى المضمون، لا تقف طويلاً ممعناً فى التوصيف، ثورة، هبّة، انتفاضة، قف أمام نفسك، واسأل بصدق وبتجرد وبإيمان الباحث عن الحقيقة، ما وقر فى القلب، وصدقه العمل، قبل أن ينطق به اللسان، احسبها كما تحسبها، اعقلها بعقلك، وانظر جوه وجدانك، لا تتمترس فى موقفك، ولا تكن مثل أعجاز نخل خاوية لا تنبت ثمراً، وإن هززتها لن تساقط عليك رطبا جنيا.

تعالوا إلى كلمة سواء، دعكم من المسميات التى تعجزنا عن إدراك الحق.. والحق أحق أن يتبع، هل يختلف اثنان على الحق فى «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية»، مجددا سيبك من الاسم خليك فى المضمون، ليس مهماً شاركت أو لم تشارك أو وقفت على الحياد إيجاباً أو سلباً، أو اعتزلتهم جميعاً خوفاً أو طمعاً!.

هل تمارى فى حق الجوعى فى لقمة شريفة؟.. هل هناك مصرى يخون العيش والملح ويضن باللقمة يقتسمها مع شقيقه وحبيبه وجاره؟

هل هناك عاقل يرفض أن يكون حراً فى وطن حر، ينعم بالحرية مطرزة بالأمن والأمان باحترام كامل للآدمية؟.. هل ينكر (إلا جاحد) حق الغلابة فى العدالة الاجتماعية، وابن الزبال تتاح له نفس الوظيفة على قدم المساواة مع ابن البيه، على ابن الجناينى من حقه يلبس بدلة، أليس هذا حقه المشروع؟.. ألا يعاير مجتهد بأصل أبيه، الأصل الاجتماعى، ألا يكفيه أن يكون مصرياً، أصله مصرى، وعضم التربة ينطق بمصريته، «الأرض» فيلم، لكنها عرض، هل منا من يفرط فى عرضه؟.. لا يفعلها إلا ابن حرام!.

هل يقبل كريم على نفسه انتقاص الكرامة الإنسانية حتى لمن اشتد علينا وابتدرنا الخصام؟.. ربنا كرّم بنى آدم ألا تكرموه؟..

إذا كان هذا هو المتفق عليه جميعاً، ولا يمارى فيه إلا كاذب فى أصل وشه، علام نختلف والاتفاق قائم؟! متفقون، نتفق، كيف السبيل للوصول إلى تحقيق الأهداف؟ ليس من مصلحتنا الاختلاف، فليعذر بعضنا بعضا، ليس العذر بالجهل لكن بالاتفاق، ونعظّم المتفق عليه، ونتوقف ونتبين المختلف عليه.

وفرصة أمامنا لجردة حسابية، أربعة ملفات، وأكررها العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، ماذا تحقق من العيش، بالزائد أم بالناقص؟ والناقص يكتمل، والزائد يستزاد منه، الحرية بالناقص فلنعمل على سداد النقص بغية الكمال، والكمال لله وحده.

والعدالة الاجتماعية إلى أين تمضى بنا السياسات المرعية وفق الإمكانيات المتوافرة، بالناقص فليعن بعضنا بعضاً رغبة فى العدالة، والكرامة الإنسانية وهى مربط الفرس فيما شجر بيننا، لا الشرطة شرطة احتلال، ولا مصر مستعمرة، وطن يعيش فينا، الشرطة ابنى وابنك وأخى وأخوك وأبى وأبوك، فإن تفلت نفر منهم.. هناك شرفاء محترمون وهم كثر، يبذلون من دمائهم وأمنهم لنبقى آمنين، وفى ظهرهم وظهر الشعب قوات مسلحة أقسمت على حماية الوطن، مستعدة لتلبية النداء، نداء الشعب، ولمرتين كانت عوناً وسنداً وظهيراً، وبالسوابق تعرف الجيوش المؤمنة بربها ووطنها وعلمها، هناك (ولا أحد ينكر) ثمة مظالم، فلنعمل على رفع الظلم، وعيننا وديننا وديدننا أن نرد المظالم إلى أهلها.

هل فى هذا ما يختلف عليه؟.. لماذا إذن تفرقت بنا السبل، وصرنا أحزاباً وشيعاً وقبائل متناحرة؟ صرنا أعداء متقاتلين، وكنا أحباء متآلفين، كنا شعباً واحداً، صرنا فرقاً وأحزاباً، تمزقت وشائج، وقطعت أرحام، وتمكن منا الثأر، وأصبحنا ليس كما أمسينا، صرنا نحترب ونقتتل ونفرح فى الدم المراق، ونشمت فى المرض، ونتمنى الهلاك، ونغتبط بالمصائب، ونغرّد ونفسفس إجحافاً، ونكذب على أنفسنا، ونكذب على الآخرين.

اتركوا المسميات إذا اختلفتم، انظروا إلى المعنى الكامن، ماذا تبقى من يوليو؟.. ما ينفع الناس يمكث فى الأرض، لذا هى حية فى الضمائر، ماذا تبقى من يناير؟.. انظروا إلى ما يمكث فى الأرض، لا تقفوا عند حدود المسميات، فلينكرها الكارهون، وليتشبث بها المحبون، ولكن أبداً لن تنكروا الحق فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، من ينكر حقوق الشعب جاحد بأهله وناسه التواقين إلى العدل.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية