x

محمد أمين «البسوا طرحة»! محمد أمين الأربعاء 27-01-2016 21:12


ربما تغضب النساءُ من تعبير «البسوا طرحة».. بعضهن يقول ومالها الطرحة بقى؟.. لكنه تعبير شائع منذ القدم، عندما لا يكون الرجال رجالاً.. ونحن نقرأ من زمان قولهم: ابك كالنساء ملكاً مضاعاً، لم تحافظ عليه مثل الرجال.. وقد تردد بيت الشعر، بعد سقوط دولة المرشد أيضاً.. المهم أن هذا المعنى تجدد بقوة، بعد فشل الإخوان وحركة 6 إبريل فى نزول الميدان، فى الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير الخالدة!

المثير أن هذه الملاسنات كانت بين قيادات إخوانية وشباب 6 إبريل.. ولا أريد هنا أن أقف أمام تعبير دارج، بقدر ما أريد أن أسأل: لماذا يسبُّ الإخوان شباب الحركة، على هذا النحو؟.. فما هى العلاقة؟.. هناك إحساس دفين بعلاقة سرية.. ويمكن أن تنطق كلمة سرية بالكسر، فتكشف عن علاقة مريبة بينهما.. ويمكن أن تنطقها بالضم، فتكشف عن علاقة ابن بأمه، أى أن هناك علاقة ارتباط سُرية من السُرّة!

فماذا تفهم من توبيخ الجماعة؟.. المعنى بوضوح أن 6 إبريل لم تكن حركة ثورية حرة، إنما كانت ربيبة الإخوان وصنيعة لهم، وتحصل على الأموال منهم.. وتنفذ أجندات خاصة بالجماعة.. وإلا ما كانت تجرؤ على وصفها بهذا الوصف، الذى لا يخلو من دلالة.. وأكاد أيضاً أشمُّ أن الجماعة وقعت ضحية نصب من شباب الحركة، خصوصاً إذا كانوا قد دفعوا لهم المعلوم كاملاً، ولم ينفذوا ما اتفقوا عليه!

وحين تعيد النظر من جديد فى مقولة «البسوا الطرح»، تجد نوعاً من التقريع البلدى.. وهو يحمل فى طياته نوعاً من الحثّ على التحرك بقوة أكبر، عندما تلوح الفرصة.. وهى «طريقة بلدى» يعتمدها الأميُّون لحث أبنائهم على المذاكرة، وقد يقول أحدهم لابنه: يا فاشل، أو يا ساقط يا بليد!.. وهى طريقة يسميها علماء النفس «التحفيز السلبى» أو ما معناه.. وللأسف لم ينظر هؤلاء إلى «قدرات الفاشلين» أصلاً!

الغريب أن هناك من دافع عن موقف الحركة.. وهؤلاء ممن بقى لهم «عقل» من الإخوان.. وأظنهم لا يريدون أن يخسروا شباب الحركة «مستقبلاً».. وأعتقد أنهم يستشعرون ضغط الأجهزة الأمنية، وأن الظروف غير مواتية الآن.. وهى نبرة خبيثة للتخفيف عنهم، فى مواجهة هجوم كاسح، يتهمهم بأنهم «أكلوا البرسيم» وناموا.. وربما ترى أن هذا التقريع لا يصدر من شركاء أبداً، وإنما من السيد للأتباع!

الآن أستطيع أن أصل إلى نتيجة تعيدنا مرة أخرى إلى أن شباب الحركة لم يكونوا أحراراً فى مشروعهم.. إنما كانوا يعملون بفلوس الإخوان، ويعملون بأجندة إخوانية.. وقد لا يكون غريباً أن انقساماً قد حدث بينهم سابقاً، كان فريق يعمل لحساب مصر، وآخر يعمل لحساب الجماعة فقط.. دون الخوض فى الأسماء.. فالحكاية معروفة.. وهى إذن مسألة فلوس، ظهرت آثارها عليهم فى شقق فاخرة وسيارات فارهة!

المؤكد أن شباب 6 إبريل يعرفون أنهم انتهوا معنوياً.. انتهوا فى الشارع، وانكشفوا.. لا يستطيعون تحريك طوبة، ولا يتحملون تقريع الإخوان.. فعلى الجماعة أن تبحث لها عن «مرتزقة جدد»، وعليها أيضاً أن «تستعوض ربنا» فى الفلوس.. شباب إبريل لن يلبسوا «الطرح» وحدهم.. قيادات الإخوان سيلبسونها أيضاً!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية