x

سمير عطا الله السادات فى الثامنة والتسعين سمير عطا الله الثلاثاء 26-01-2016 21:10


فى 25 ديسمبر 1918، ولد أنور السادات «فى الجنة». الاسم الذى كان يشير به دائماً إلى قريته، ميت أبوالكوم، فى قلب الدلتا. تلك الجنة كانت لاتزال دون مياه جارية أو كهرباء. وكان مدرِّس الكُتّاب فيها، الشيخ عبدالحميد، يساعده فى التلقين قضيب خيزران. وكان محمد السادات يأتى حافياً إلى الكتّاب بجلابيته ومعه كل ما يحتاج: قصبة مبرية للكتابة، ولويح صغير، ويملأ جيوبه بقطع الجبن الجاف والخبز.

صدرت عن سيرة أنور السادات كتب عدة. وكتب عنه كثيرون، إما مدحاً كما فعل هنرى كيسنجر، الذى كان الرئيس المصرى يناديه «صديقى هنرى»، وإما هجوماً قاسياً مثل محمد حسنين هيكل، الذى قرر الانتقام من الرجل الذى ورث عبدالناصر وأرسله إلى السجن، يزيد فى مرارته وحنقه من الرجل الذى كان آخر الأسماء المرشحة للخلافة.

قبل أشهر صدرت عن «دار نوفل»، بيروت، سيرة أخرى للرجل المحير بعنوان «السادات» للكاتب الفرنسى من أصول مصرية، روبير سوليه، رئيس تحرير «الموند». وقد كرّس سوليه مؤلفاته، الروائية والتاريخية، لمصر التى لها فى فرنسا هائمون كثيرون، سواء من أصول مصرية أو من جذور فرنسية كلياً. ولن يكون طبعاً أول المشغوفين ولا آخرهم.

اخترت عرض الكتاب فى أكثر من حلقة، لأننى من مقدرى أعمال سوليه «المصرية»، إضافة إلى إعجاب قديم بزاويته فى «الموند» التى سدّت الفراغ الذى تركه الكبار فى أهم صحف فرنسا. والسبب الآخر هو الكتاب فى حد ذاته، لكونه عملاً بحثياً ممتازاً وصيغة موضوعية إلى أقصى الحدود الممكنة، فلم أستطع فى نهاية المطاف أن أعرف ما إذا كان المؤلف معجباً بذلك الشاب، هاوى التمثيل، الذى ظل يستغل موهبته فى كبرى القضايا والمواجهات، أم أنه استعان بالكتابات المضادة وتناقضات السادات نفسه لواحد من أمرين: إما التشديد على موضوعيته، أو الإضاءة على النواحى السلبية ونقاط الضعف فى حياة عسكرى سياسى لم يتوقف فى الطريق من «جنة» ميت أبوالكوم، إلا فى حدائق القصور التى استهوته، واستهوت خصوصاً زوجته الثانية، جيهان رؤوف، الملقبة «جين».

إلى اللقاء..

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية