x

الناجون من الربيع العربي.. لبنان: الطائفية تخنق المعارضة والطبقة الحاكمة تقوض «انتفاضة القمامة»

الإثنين 25-01-2016 21:20 | كتب: غادة غالب |
احتجاجات اللبنانيين فى «طلعت ريحتكم» احتجاجات اللبنانيين فى «طلعت ريحتكم» تصوير : اخبار

بعد نجاح ثورات الربيع العربى فى مصر وتونس عام 2011، خرج اللبنانيون إلى الشوارع بمطالب منها إلغاء نظام المحاصصة الطائفية، وتقنين الزواج المدنى، وحقوق المرأة، وحقوق خدم المنازل الأجانب، والعنف الأسرى، ومعظم تلك الاحتجاجات كانت منظمة بشكل جيد، وكانت فى بعضها مدعومة من أحزاب أو شخصيات سياسية، بينما بعضها الآخر يضم متظاهرين من نفس الطائفة الدينية.

ونجحت بعض الاحتجاجات فى تغيير القوانين القائمة فى ذلك الوقت أو تطبيق قوانين جديدة كتلك التى تتعلق بالعنف الأسرى، وتحقق نصرا متواضعا بعض الشيء بصدور قانون مرض ضد العنف الأسرى، ومع ذلك، كانت المشاركة فى مثل تلك الاحتجاجات محدودة وسقف التوقعات منخفضا، فلم تستطع تلك الاحتجاجات أن تغير من الوضع الراهن، لكنها تمكنت من إصلاح جزء من مظاهره. ولطالما اشتكى المواطنون اللبنانيون من تدهور أحوالهم المعيشية، فى ظل بنية تحتية سيئة، وانقطاعات متكررة فى الكهرباء والمياه، وخدمة إنترنت بطيئة وباهظة التكلفة، وشوارع متدهورة رغم ارتفاع ضرائب النقل، رغم أن وسائل النقل العام لا تكاد تذكر، فضلا عن أن التعليم المجانى والرعاية الصحية شبه معدومين.

وما زاد الأمر سوءا هو تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان بأعداد غفيرة، إذ ارتفع الإنفاق على التعليم والصحة بشكل هائل وأدت المنافسة فى سوق العمل إلى تدنى الأجور، فيما ارتفعت أسعار المواد الأساسية، وتسبب ارتفاع الطلب على المياه والكهرباء فى نقص حاد بهذين الموردَين، كما انعكست الأزمة السورية فى ازدحام المدارس وصعوبة إدارة النفايات، وأدى تصاعد حدة الصراع فى سوريا إلى تعميق الانقسام بين الفصائل السياسية- الدينية فى لبنان، خاصة فى الشمال، ومع ذلك لم يحتج الشارع اللبنانى كثيرا لانشغاله جزئيا بـ«لقمة عيشه»، ولقناعته بأن الحفاظ على الوضع الراهن أقل السيناريوهات المحتملة ضررا.

وفى سبيل جمع القمامة، أسس السياسيون اللبنانيون شركة خاصة باسم «سوكلين» حققت أرباحا كبيرة، إذ كان اللبنانيون يدفعون أعلى تكلفة فى العالم لجمع طن واحد من القمامة، لكن برز خلاف حول مستقبل الشركة بين النخب السياسية، وأصبح فسادهم كبيرا لدرجة أنه عندما لم يحصلوا على «قطعة من الكعكة» توقفوا عن الاهتمام بالقمامة المتكدسة فى الشوارع لتشكل تهديدا مباشرا لصحة المواطنين، فكانت تلك هى «القشة التى قصمت ظهر البعير». وفى هذه المرحلة، شن عدد قليل من الناشطين حملة على الإنترنت باسم «طلعت ريحتكم» وهو نفس الاسم الذى كان عنوان «هاشتاج» باللغة العربية على مواقع التواصل، ونظم النشطاء احتجاجهم الأول فى 28 يوليو 2015، وتركزت المطالبات على قضية القمامة والحلول التى يرغبون فى تنفيذها على الفور، وتجاهلت الحكومة تلك الاحتجاجات فى البداية، وأعلن وزير البيئة أن الحكومة وجدت حلولا مؤقتة دون تقديم أى تفاصيل، وأن اللبنانيين لن يروا القمامة فى الشوارع بعد اليوم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية