x

منى سيف: حبس علاء «قطم روحى».. ولا أتوقع العفو السياسى

شقيقة «علاء»: حالة أخي النفسية سيئة.. و«قعدته في السجن مطولة»
الأحد 24-01-2016 23:17 | كتب: هبة الحنفي |
منى سيف تتحدث لـ«المصرى اليوم» منى سيف تتحدث لـ«المصرى اليوم» تصوير : أحمد حسين

«أنا منى سيف، أخت علاء عبدالفتاح، أخويا في الحبس ظلم».. جملة خبرية أقرتها الناشطة السياسية، منى سيف، متهمة النظام بالتفريق بينها وبين أخيها الأكبر، علاء، المحبوس 5 سنوات في قضية مظاهرة مجلس الشورى.

أكثر من أي وقت مضى تفتقد «منى» أخاها الأكبر الذي تدين له بالفضل في الكثير مما وصلت إليه في حياتها الشخصية، قائلة إن تلك المرة تختلف كثيرًا عن المرات التي سُجن فيها «علاء» من قبل، لأن «المرة دى الحبسة مطولة»، كما أنه فقد أباه وعمله ولا يتوقع مستقبلًا أفضل من ذلك.

تكره «منى» وضع أخيها في صورة الرمز «اللى لازم يتحبس»، لأنه في النهاية، على حد قولها، أب وأخ له حياته التي يجب أن يعيشها وسط أحبائه، ورغم عملها في المجال العام والسياسى بشكل خاص، إلا أنها لا تستطع التعامل مع ما يفرضه هذا المجال على أخيها من وضعه في صورة محددة.

منى سيف

صورتان لـ«علاء» يراهما الناس تؤرقان «منى»، الأولى أنه ممول وعميل، والثانية أنه رمز ومناضل، لكنه بالنسبة لعائلته «علاء الأخ اللى في قلبه على لسانه»، وحرمه السجن من مشاركتهم أحداثهم ومناسباتهم الخاصة والعامة: «عايزة أحكيله عن شغلى وحاجات كتير، أنا بستنى أسبوعين علشان أقول اللى أنا عايزاه، في مشاركة فرحة أو زعل لحظية دايما بتبقى مع علاء مؤجلة، لكن الناس بتعملها مع إخواتها عادى، علاء فرحته بتستنى لما يسمح جدول الزيارة».

«منمن»، كما يناديها «علاء»، تشعر أن حبس أخيها «قطم روحها»، لكنها ترفض الاستسلام لفكرة أنه قد يقضى عقوبة الـ5 سنوات كاملة في السجن، معتبرة أن ذلك يعنى «هزيمة»، وأن العيش معه في السجن أفضل من الاستسلام لذلك، ورغم ذلك فإنها تؤكد أن «علاء» ليس نادمًا لاختياره طريق الثورة.

منى سيف

2014 لم تكن سعيدة في حياة «منى»، إذ فقدت أباها المحامى الحقوقى أحمد سيف الإسلام، وسُجنت أختها سناء سيف، وأخوها علاء، ما جعلها تشعر بالعجز تجاه ما يحدث في حياتها، لكنها ترى أن الحل هو البحث عن طرق جديدة لمساعدة جميع السجناء السياسيين وليس «علاء» فقط.

قلادة في عنق «منى» مكتوب عليها «علاء وسناء» ترتديها دائمًا، توضح التغيير الذي حدث في حياة أخت خائفة من تعرضها المستمر لفقدان إخوتها، كما أنها وسيلة منها للتعبير عن هويتها كـ«أخت معتقل»، كما تعرّف نفسها، قائلة: «لما حد منك بيتحبس، جزء من هويتك بيبقى إنك أخت معتقل، حساباتك وترتبياتك وشغلك، ولما تقابلى ناس لازم تعرفى نفسك على إنك أخت فلان المعتقل، علشان توفرى كتير، ولو إنتوا شايفين إن علاء خاين وعميل يبقى وفروا على نفسكم».

منى سيف

اعتاد «علاء» دخول السجن، لكن الأمر أصبح ثقيلًا عليه، ولم يعد يتعامل معه مثلما تعامل في البداية، ولعل أكثر ما يؤرق «منى» أن الحالة النفسية لـ«علاء» غير جيدة تلك المرة، قائلة: «علاء نفسيته المرة دى مش أفضل حاجة، وهو بعد خالد غير قبل خالد، قدرته على تحمله الحبس قلّت، دلوقتى الحبسات بتتحسب بكام يوم فات من عمر ابنه، مش تمن للثورة، ومش سهل بالنسبة ليه يتعامل مع حبسة طويلة».

زوجة علاء عبد الفتاح مع ابنها خالد

النظام يتعمد التضييق على «علاء»، كما تقول «منى»، وقصد عزله عن بقية أصدقائه، وسجنه في سجن لغير المحكومين حتى يشعر بالعزلة والغضب، موضحة: «الحبسة دى أتقل بكتير علشان خالد والوضع العام وشغله وحاجات تانية كتير، كمان هو زعلان من العزلة لأنه أخدوا منه الصحبة، النظام قاصد يفرق مجموعة من الناس عن بعض، عشان ميدوش بعض الدعم، والكتب ممنوعة، وحطوه في سجن مش بيحطوا فيه ناس عليها أحكام، فالناس بتروح وتيجى عليه وهو قاعد، وده بيزود إحساسه إنه مطوّل». لا تتوقع «منى» خروج أخيها قريبًا ضمن أي عفو سياسى، قائلة إن علاء وأحمد دومة وأحمد ماهر وبعضا من أعضاء المجموعات الإسلامية لن يخرجوا من السجن إلا بتغيير سياسى جذرى، لأنه، على حد قولها، هناك مؤسسات كاملة في الدولة في عداء مع أخيها، قائلة: «فى مجموعة من الأسماء علاء منهم موجودون في السجن بناء على رغبة مباشرة من السيسى».

منى سيف في منزلها

«أميرة الفراشات التي جاءت من الجنة»، كما عرّفها صديق لها قبل أعوام، تغيرّت الآن، ولم تعد ترى الحياة بصورة جميلة كما كانت قبل حبس أخيها ووفاة والدها، قائلة: «الدنيا اختبرت قوتنا بحاجات كتير، في سناء وعلاء وبابا، الناس كانت بتحتفى بعلاء لما بيتسجن، وبيشوفوه ملهم، لكن مع تكرار ده ببقى غضبانة من الدنيا إن ده جزء من اختبار القوة، إننا نتعايش ونصمد ونقاوم مع كل خبطة جامدة، بحس إننا من حقنا ننهار، مش لازم نبقى أقوياء، ورجعولنا علاء في وسطنا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية