x

أحمد عبد الحليم البرنامج النووى الإيرانى (2-3) أحمد عبد الحليم السبت 23-01-2016 21:12


قامت الثورة الإسلامية فى إيران عام 1979، ونتيجة للحرب الإيرانية العراقية التى بدأت بعد الثورة مباشرة توقف البرنامج النووى الإيرانى بين عامى 79-1984، وفى عام 1984، بدأ العمل فى مفاعل طهران النووى للأبحاث، وافتتاح مركز أبحاث نووى جديد فى جامعة «أصفهان» بالتعاون مع الصين وفرنسا وباكستان، واستمر تطوير البرنامج النووى لإيران خلال الثمانينيات، ففى عام 1985 بدأ التنسيق الداخلى على أعلى مستوى بيد مراكز البحوث، بما فيها المركز الجديد فى أصفهان، والسعى إلى إعادة التعاون النووى مع الدول ذات الخبرة النووية والذى توقف نتيجة للثورة، كما دعم علاقة إيران ببعض الدول ذات القدرات النووية، ففى عام 1986 قدمت باكستان عرضاً لتدريب العلماء الإيرانيين فى مقابل الدعم المادى لبرنامج باكستان النووى، وفى عام 1986 وقّعت كل من إيران وباكستان اتفاقية للتعاون الفنى فى المجال العسكرى النووى نتج عنها توجه 39 عالماً نووياً إيرانياً إلى باكستان للتدريب فى المنشآت الباكستانية النووية، وفى نفس العام أيضاً وقعت إيران اتفاقية كبيرة مع الأرجنتين لإمداد إيران باليورانيوم المخصب لـ20٪ من مفاعل إيران النووى الصغير، وتدريب الإيرانيين فى المنشآت النووية الأرجنتينية.

وقد نجحت إيران خلال الفترة من 87-1991 فى الحصول على التكنولوجيا المرتبطة بالتصور النووى، ففى عام 1987، دعا الرئيس الإيرانى على خامنئى العلماء الإيرانيين للعمل الشاق بسرعة كبيرة لتوفير القدرة النووية لإيران، وفى عام 1988 وبعد انتهاء الحرب الإيرانية العراقية، أعلن الرئيس الإيرانى رافسنجانى أن «إيران لا تستطيع تجاهل العنصر النووى فى العالم الحديث»، كما حاولت إيران شراء «التكنولوجيا النووية الألمانية» التى نقلت إلى البرازيل فى منتصف السبعينيات، وعارض ذلك كل من الولايات المتحدة وألمانيا، وكذلك البرازيل. كما حاولت إيران إقناع ألمانيا بالانتهاء من بناء مفاعلى «بوشهر» ولم تنجح أيضاً، وإقناع شركة «سكودا» التشيكية - المملوكة جزئياً لشركة «سيمنز» الألمانية - لإنهاء المشروع وفشلت أيضاً، كما فشلت محاولاتها للحصول على مفاعل نووى من الهند «10 ميجاوات» نتيجة للضغوط الأمريكية على الهند.

فى عام 1990، وقّعت إيران والصين اتفاقية للتعاون العلمى مدتها 10 سنوات، إضافة لتدريب الصين للعلماء الإيرانيين الذين سيعملون فى مفاعل نووى تنشئه الصين فى «أصفهان»، وقد رافق ذلك بعض التقارير الخاصة بحصول إيران من 3 - 5 «سلاح نووى تكتيكى» - أو مكونات مثل هذه الأسلحة - من كازاخستان، وأيضاً حصول إيران على بعض العلماء السوفييت للعمل فى المواقع النووية المختلفة، ورغم ذلك، وفى عام 1992، قامت لجنة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية «IAEA» بالتفتيش على المنشآت النووية الإيرانية ولم تجد أى مخالفات، وأعطت إيران شهادة بذلك، وإن كان العديد من دول العالم لا يعتبر ذلك دليلاً على عدم سعى إيران للحصول على القدرة النووية، وفى إطار ذلك كله تنكر إيران دائماً وجود أى برامج عسكرية للتسليح النووى، إلى أن وصل الأمر عام 2003 إلى تفجر الأزمة الحالية بخصوص تسليح إيران النووى، والتى مازالت ممتدة حتى الآن.

ولكى نغطى أحد الجوانب المهمة فى البرنامج النووى الإيرانى لابد أن نذكر أن إيران سعت للتعاون مع أكثر من 20 دولة فى المجال النووى، وهذه الدول هى: الأرجنتين، والبرازيل، والصين، وجمهورية التشيك، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وإيطاليا، وكوريا الجنوبية، وروسيا، وإسبانيا، والسويد، وكوبا، وكازاخستان، وكوريا الشمالية، والمكسيك، وباكستان، وروسيا البيضاء، وأوكرانيا، وبولندا، وفى إطار ذلك وقعت إيران مع روسيا والصين عقداً لإنشاء محطتين كل منهما تشمل 2 مفاعل 300 ميجاوات، وإنشاء مفاعلين للأبحاث «كل منها ٣٠٠ ميجاوات» يتم الانتهاء منهما خلال فترة من 5-7 سنوات، كما حصلت إيران على كميات من اليورانيوم المخصب من كازاخستان، وخام اليورانيوم من جنوب أفريقيا، ولكنها كانت دائماً تسعى للحصول عليه محلياً لعدم التعرض للضغط ولإخفاء حقيقة برنامجها النووى.

ولا يبقى لنا فى البرنامج النووى الإيرانى إلا التعرض للبنية النووية التحتية لإيران، وهو ما سوف نتابعه فى المقال التالى، والذى سوف يتعرض أيضاً لبعض تفاصيل - وليس كلها - الاتفاق النووى المبرم بين إيران والقوى الكبرى، الذى وقِّع فى 14 يوليو 2015، ودخل حيز التنفيذ خلال يناير 2016.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية