x

سمير فريد نمطان من الممثلين ومن الحياة سمير فريد السبت 23-01-2016 21:24


فقد فن التمثيل فى مصر هذا الشهر حمدى أحمد «9 نوفمبر 1933- 7 يناير 2016»، وعبدالعزيز مكيوى «29 يناير 1924 - 18 يناير 2016»، وكلاهما يعبر عن نمطين من الممثلين، ونمطين من الحياة، وقد جمع بينهما صلاح أبوسيف فى فيلمه «القاهرة 30» عام 1966، عن رواية نجيب محفوظ «القاهرة الجديدة»، وعنوانها الأصلى «فضيحة فى القاهرة»، ولكن الرقابة على الكتب غيرت العنوان.

غيرت الرقابة على الأفلام أيضاً سيناريو الفيلم، وحذفت منه شخصية كاملة «مأمون رضوان الذى يعبر عن التيار الإسلامى»، وكانت شخصيات الرواية عن التيارات الأساسية فى مصر بعد الحرب العالمية الأولى، وقد مثل عبدالعزيز مكيوى شخصية المناضل الاشتراكى الوطنى، بينما مثل حمدى أحمد الساخط العدمى نتاج الفقر والتفاوت الطبقى والفساد الإدارى، وعرف كلاهما بهذين الدورين أكثر من أى أدوار أخرى.

الشائع بين الناس أن الممثل هو «النجم» الذى يذهب المتفرجون إلى دور السينما والمسرح ويشترون التذاكر لمشاهدته، ولكن فن التمثيل لا يقتصر على هذا النمط فقط، الذى يطلق عليه «نجوم الشباك»، وإنما هناك أيضاً «نجوم التمثيل»، بل إن بعض نجوم الشباك ليسوا من الممثلين المبدعين.

حمدى أحمد وعبدالعزيز مكيوى من «نجوم التمثيل»، وهل كان عبدالوارث عسر وحسين رياض وزكى رستم وحسن البارودى على سبيل المثال من «نجوم الشباك»، وهل يثبت للمقارنة أداء أى من هؤلاء وأداء نجم شباك مثل أنور وجدى أو حسين صدقى، وهذا لا يعنى بالطبع عدم إمكانية الجمع بين الفن والنجاح التجارى، كما هو حال أحمد زكى وسعاد حسنى وغيرهما.

ويمثل كل من حمدى أحمد وعبدالعزيز مكيوى نمطين من الحياة أيضاً، حمدى أحمد كان يعيش فى المجتمع، يتزوج، وينجب، ويعمل كممثل محترف فى المسرح والسينما والراديو والتليفزيون، فضلاً عن التزامه السياسى بحزب العمل الاشتراكى القومى، حتى أصبح عضواً فى البرلمان، ولكن عبدالعزيز مكيوى كان يعيش على هامش المجتمع، وخارج أسواق الفنون، وينشد التجديد والتغيير فى الإبداع، ووقع بين رغباته غير المحدودة وقدراته المحدودة، حتى وصل إلى الحياة مشرداً فى الشوارع، وأنقذه نقيب الممثلين أشرف زكى الذى عرف قيمته، وكونه أيقونة من أيقونات جيل الستينيات فى المسرح، رحم الله كلا الفنانين، والعزاء لكل عشاق الفن.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية