لاشك أن زيارة الرئيس الصيني لمصر، الأربعاء، في ظل التحديات الصعبة التي تواجه مصر اقتصاديًا وسياسيًا في المرحلة الراهنة، سيكون لها تأثير إيجابي على الصناعة وعلى الاقتصاد المصري، فماذا علينا أن نفعل للاستفادة من هذه الزيارة ؟.
تمتلك مصر الآن 126 منطقة صناعية معظمها تعاني من عدم وصول المرافق، في الوقت الذي استطاعت الصين النجاح في قطاع الصناعة، وأنشأت 8500 منطقة صناعية، وحولت «هونج كونج» إلى مركز صناعي وسياحي وإداري عالمي، لذلك علينا فعل 4 أشياء:
■ تطوير الصناعة بمصر، فالصناعة طورت أمماً عديدة، بالاستفادة من التجربة الصينية في إنشاء 1000 منطقة صناعية على غرار المناطق الصناعية التي أدت إلى نهضة الاقتصاد الصيني، فمثلا أعطت الصين الأراضي بالبيع أو الإيجار بكامل المرافق ووضعت حوافز كثيرة جداً، علينا بجذب كل الخبرات الصينية الممكنة لإنشاء وتسويق مناطقنا الصناعية، فالصين كانت تصنع بـ114 مليار دولار عام 1990 ونمت إلى 3700 مليار عام 2014، يساوي 90 ضعف الصناعة في مصر.
■ تخفيض الجمارك على الواردات والصادرات بين البلدين، ويمكننا تحقيق ذلك من خلال دعم الصادرات المصرية مثلما تفعل الصين، فهي تدعم الصادرات بـ23% في بعض الأحيان، إلى جانب توفير وقت العمال في العمل، فالعامل الصيني كان يستغرق ساعتين للذهاب من منزله إلى العمل، وساعتين للعودة، فيكون كسولا ومرهقا وقت عمله، فشجعت الحكومة الشركات على بناء مساكن للعمالة داخل المصانع، ولكن المستثمر كان لا يريد أن يتحمل تكلفة هذه المباني الإضافية، وهنا تدخلت الحكومة لدفع 50 إلى 60% من التكلفة لإنشاء المباني، وتحمس المستثمر لدفع الباقي، والنتيجة تحقيق مكاسب من 3 إلى 4 ساعات للعامل يمكن أن يربحهم زيادة في الإنتاج وفي الأجر له.
■ إنشاء جامعات صينية في مصر، وأخرى مصرية في الصين، إلى جانب عمل برنامج لتشجيع 100 ألف مصري ليذهبوا سنوياً للدراسة بالجامعات الصينية، فالحكومة الصينية سترحب بذلك، لأنها تقدر العلم وتريد نشر ثقافتها ولغتها الصعبة إلى كل دول العالم، وسيستفيد أبناء مصر من معرفة الكثير عن هذا التنين وبناء صداقات ستساعدنا على جذب استثمارات في المستقبل لمصر.
■ لابد من فتح باب التأشيرات بين البلدين، فالصين تصدر 50 ألفاً سائحًا سنويًا فقط لمصر، ويمكنا زيادة العدد إلى 10 أضعاف، والمصريون لا يستغنون عن الذهاب إلى الصين للاستيراد، ولكن الحصول على الفيزا يتطلب إرسال جوازات السفر إلى سفارتنا في بكين، حسبما أكد الخبير الاقتصادي، محسن خضير.
ويقول «خضير»: «إننا يمكننا الاستفادة من زيارة الرئيس الصيني لمصر في تحويل منطقة جنوب السويس إلى منطقة صناعية متطورة على غرار هونج كونج في الصين».
ويضيف «خضير»، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، الأربعاء، أن الصين تعتبر مصر دولة مهمة ورائدة في الشرق الأوسط، كما تعتبرها مفتاح استقرار المنطقة في ظل التحديات الجسمية التي تشهدها الأوضاع في سوريا والعراق واليمن وليبيا، مؤكدا أن مصر عليها الاستفادة من التجربة الصينية في المجالات التالية: «الصناعة، والتعليم، والسياحة، والصحة».