أجمل ما في هذه الحكاية هو أنها ستبقى دليلاً على أن الاختلاف لايزال ممكناً في مصر، دون فقدان الاحترام المتبادل.. وأنه ليس من الضرورى أن تصبح الشتائم والسخرية والإهانات والاتهامات هي وحدها أسلحة وأدوات أي إعلام.. وأقصد حكاية نادى الجزيرة، الذي كاد يغرق في بحر الشكوك والظنون والمخاوف، لولا أننى نقلت الأسئلة المبعثرة خلف الجدران العالية والأبواب المغلقة للهواء الطلق أمام كل الناس.. فتساءلت: هل هناك مفاوضات سرية بين مجلس إدارة النادى ورجل الأعمال خالد فودة، صاحب البرج المهجور، لإنشاء جراج مشترك تحت أرض الجولف؟.. وهل يعتزم مجلس الإدارة التنازل عن أرض الجولف لإنشاء هذا الجراج حتى بدون مشاركة خالد فودة؟.. وتسلمت بالأمس رداً واضحاً وحاسماً من مجلس الإدارة أكد فيه لى أنه لا تفكير مطلقاً في بناء أي جراج في ملعب الجولف أو أي مكان آخر، وليست هناك أي مشروعات سرية أو مفاوضات تجرى في الخفاء، وأن المجلس يلتزم بالشفافية الكاملة أمام أعضاء النادى في كل شىء منذ تسلم مهمته في شهر إبريل الماضى.. أما المهندس خالد فودة.. فقد أكد لى أيضاً أنه لم يجر أي مفاوضات سرية أو علنية مع مجلس إدارة نادى الجزيرة بشأن إنشاء أي جراج.. وأن آخر مفاوضات أجراها بهذا الشأن كانت منذ ثلاث سنوات وبعدها جرى إغلاق هذا الملف تماما.. وأضاف خالد فودة أن البرج ليست به أي مخالفات، ومنذ البداية كان مخططاً بناء جراج من عدة طوابق أسفل البرج إلا أن الدفاع المدنى وحى غرب القاهرة أجبراه على تنفيذ طابق واحد فقط، ثم انتقل الخبراء الفرنسيون الذين كانوا يقومون بالبناء لتنفيذ الخط الأول لمترو الأنفاق..
وقد قام خالد فودة، عبر السنين الماضية، بتقديم عدة مقترحات لتنفيذ جراج خاص بالبرج على نفقته الخاصة يخدم البرج وسكان المنطقة المجاورة له، ولاتزال تلك الاقتراحات أمام الأجهزة المختصة في انتظار الموافقة على أي منها.. ولست أنشر اليوم رد مجلس إدارة نادى الجزيرة أو المهندس خالد فودة فقط، لأنه من حقهما الرد ولأننى طالبتهما بإجابة على ما طرحته من أسئلة لحسم هذا الأمر بشكل نهائى وقاطع.. إنما كنت أود أيضاً المحافظة على استقرار نادى الجزيرة الأنيق والعريق.. وترسيخ مبدأ أنه من حق أي إعلامى أن يطرح ما يشاء من أسئلة طالما لا يتجاوز أي حدود قانونية وأخلاقية.. وأن يبقى يحترم إجابات الجميع على أسئلته حتى إن خالفت توقعاته.. مع شرط أساسى هو أن الإعلامى فقط يطرح الأسئلة لكنه أبداً لا يصبح قاضياً يصدر أحكام الإدانة أو البراءة.. ومن جديد أؤكد احترامى لأعضاء نادى الجزيرة الذين وحدهم أصحاب الحق والقرار والاختيار ولمجلس إدارة النادى أيضا.. أما المهندس خالد فودة.. فقد قلت له إننى سأبقى مختلفاً معه في بعض الآراء والرؤى والحسابات لكننى سأبقى أحترمه رغم الخلاف، وسأبقى أول من يتضامن معه دفاعاً عن حقه في الدفاع عن نفسه ضد أي هجوم واتهام وحقه في عرض كل رؤاه وأفكاره.