قال الدكتور محيي عبيد، نقيب الصيادلة، إن ما يصدر للسوق والمريض أن أول عقار تم اكتشافه هو السوفالدي، ولكن أول عقار مضاد فيروسي تم اعتماده هو الـ«أوليسيو»، وبعده بأسبوعين تم اعتماد «سوفالدي».
وأوضح «عبيد»، في مؤتمر صحفي عقدته نقابة الصيادلة السبت، أن مصر بدأت باستيراد «سوفالدي» أكتوبر 2014، والتوصيات الدولية أكدت أن الفيروس يُقتل باستعمال 2 مضاد فيروسي أو أكثر، وأن النقابة طالبت بعدم استعمال الـ«إنترفيرون» والـ«ريبافيرين»، لما لهما من «تأثيرات جانبية خطيرة»، وقال إنها «ليست ضد السوفالدي مثلما تردد».
وتابع النقيب بقوله إن النقابة أوصت باستعمال بدائل «أكثر أمانًا» مثل الـ«أوليسيو مع السوفالدي، أو الدكلانس مع السوفالدي، أو الهارفوني بمفرده»، وكشف أن المادة الخام لـ«السوفالدي» وهي «سبوسبوفير»، ستصل مصر خلال أيام لتصنيعها في شركة النصر، فضلاً عن أن الهارفوني سيطرح في السوق بسعر 1100 جنيه للعبوة بعد أن كان سعره يباع في الصيدليات كسلاسل دوائية بـ120 ألف جنيه للعبوة.
ونوه «عبيد» بأن النشرة المعتمدة لـ«السوفالدي» لم تنص على استخدام العلاج الثنائي مع الـ«ريبافيرين» للنوع الرابع، حتى تم تغيير البروتوكول في مايو 2015، مطالبًا باستعمال الـ«هارفوني» باعتباره «أكثر أماناً، ويمثل علاجًا ثنائيًا في كبسولة واحدة».
وشدد نقيب الصيادلة على أن النقابة لم تحارب «سوفالدي» مطلقًا، ولكنها تقف ضد «بروتوكولات متعجلة خاطئة للتجربة على المصريين».
وقال الدكتور سمير قابيل، أستاذ الكبد بكلية طب بنها ورئيس الجمعية المصرية لأمراض الكبد، إن هناك عدم اتفاق في البروتوكولات التي تتم لمكافحة فيروس سي، وإن لجنة الفيروسات الكبدية لم تقدم مكافحة حقيقية للمرض، ولكنها قدمت مجرد تجارب فقط دون نتائج حقيقية «فلا يوجد شيء اسمه القضاء على فيروس سي، ولكن قيل إن العدد مرشح للزيادة، والأهم من ذلك هو الوقاية».
وقال الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة الأورام بالمعهد القومي لبحوث الكبد، إن سعر «سوفالدي» كان 14940 وقاومناه، لكن تم تمريره للسوق بهذا السعر، وانخفض إلى 2670 ثم 1600 جنيه، ومن المقرر أن ينخفض إلى 800 جنيه و600 جنيه في المراكز الحكومية.
وأشار «عزالعرب» إلى أن فيروس سي هو الأزمة الصحية الأولى في مصر، لافتاً إلى أنه يوجد أكثر من 185 مليون شخص مصابين بفيروس سي في العالم، و350 ألف شخص يموت كل عام، فيما تشغل مصر المرتبة الأولى عالمياً في الإصابة بفيروس سي.
وأوضح «عزالعرب» أن الأدوية الحديثة تعتمد على 3 إنزيمات، إلا أن الريبافيرين يعمل على نفس الإنزيم الذي يعمل عليه السوفالدي، ومن هنا تكمن المشكلة في العلاج الثنائي بتطبيقهما معاً، خاصة وأن هذا البروتوكول الثنائي لم يحصل على موافقة كافية من هيئة الدواء الأمريكية FDA.
وطالب «عزالعرب» بسرعة إقرار الـ«هارفوني» بدلاً من الـ«ريبافيرين» باعتباره حاصلاً على موافقة الـFDA، لافتاً إلى أن الجمعية الأوروبية للكبد أيضاً رفضت العلاج الثنائي لـ«السوفالدي مع الريبافيرين»، وأقرّت بدلاً منه علاجاً ثلاثياً هو «الإنترفيرون والريبافيرين والسوفالدي»، كما أوصت باستعمال «الأوليسيو والهارفوني».
وواصل «الجمعية الأمريكية هي الوحيدة التي أقرت العلاج الثنائي للنوع الجيني الرابع لفيروس سي، معتمدة في ذلك على دراستين فقط، هما 85 و87 واللتين تم إجراؤهما على 160 مريض فقط، بما يشير إلى أن هذا العلاج غير مثبت ولا يجب أن تعمم الدولة صرفه لجميع المواطنين».
وأشار إلى أن أغلب الذين دخلوا في العلاج الثنائي كانوا مصابين بتليف الكبد، وهو ما تسبب لهم في مضاعفات، بجانب أن اختلاف عينات البحث الأمريكي والمصري لا تنطبق مع ما يجري على أرض الواقع مع مرضى التليف الكبدي.
وتابع «متفقون على العلاج الثلاثي، ولكن الثنائي عليه اختلاف، واستخدمناه من 16 أكتوبر 2014، وحتى مايو 2015، ولكن للأسف هناك دراسة للدكتور مجدي الصيرفي عضو لجنة الفيروسات الكبدية، قال فيها إن الاستجابة المستديمة للعلاج الثلاثي على عينة بـ9591 كانت 69%، بمعدل انتكاسة 31%، بينما جاءت نسبة الاستجابة للعلاج الثنائي 53%، بما يعني أن الانتكاسة في حدود 47% وهو رقم صادم.
ورحّب «عزالعرب» بالبروتوكول الجديد «السوفالدي مع الأوليسيو»، باعتباره يتماشى مع بروتوكولات العالم، ولا مشكلة في تطبيقه، مشددًا على ضرورة عدم استعمال العلاج الثنائي لعلاج فيروس سي.
وأكد الدكتور أشرف مكاوي، عضو مجلس نقابة الصيادلة، إن اعتراض النقابة يتمثل في بروتوكول العلاج الثنائي الذي اعتمد من لجنة الفيروسات الكبدية وليس دواء السوفالدي.
وأضاف أن الأزمة في تطبيق العلاج الثنائي للسوفالدي والريبافيرين، وهذا لا يشكك في كفاءة السوفالدي لأنه علاج عادي جداً ولا مشكلة في تطبيقه.