قال الكاتب الفرنسي، روبير سوليه، إن الولع بمصر يجذب الكثيرين عبر العالم وهو «ليس موضة وتنته» بل هو ولع قديم جداً منذ زمن الإغريق والرومان، وأضاف: «الفن الفرعونى يبهرنا بعذوبته ويذهلنا بضخامته ويؤثر فينا أيضاً بحداثته».
وذكر، في حوار مطول معه نشره موقع صحيفة «لوموند» الفرنسية، أن «ما شهدته مصر من أحداث منذ ثورة يناير 2011، وكذلك ما تمر به المنطقة من توتر، أضر كثيراً بالنشاط السياحى الذي يعمل به ملايين المصريين، ويمثل 12% من الناتج الاجمالى العام، لكن مع ذلك تظل مصر لا يعوضها شىء، وهى إذن تعتبر أقل تهديداً في هذه الفترة من مقاصد سياحية أخرى».
وقال رداً على سؤال حول تهديدات تنظيم «داعش» بالتعرض للآثار القديمة كما فعلت في مدينة تدمر الأثرية السورية إنه «لا يمكن أن نهدم معبد بالكلاشنكوف أو بحزام ناسف لكن يتطلب ذلك السيطرة على الأرض التي توجد بها هذه الآثار»، وأكد أن «الأقصر ليست كتدمر».
وأكد سوليه الذي عمل مديراً لتحرير صحيفة «لوموند» ووضع العديد من مؤلفات عن مصر أهمها «مصر، ولع فرنسي» و«سقوط الفرعون، ثمانية عشر يوماً غيرت وجه مصر» وروايتيه «مزاج» و«السادات» أن «الأثار المصرية القديمة لم تشهد مساساً إلا بقدر يسير جداً خلال ثورة 2011، تمثلت في بعض السرقات»، وأوضح أن «المصريين أدركوا الأهمية البالغة لهذا الإرث بداية من القرن العشرين وهم الآن يدافعون عنه بقوة وفخورين به، ولم يكن من الصدفة أن يلقب لاعبو المنتخب المصرى الأول لكرة القدم بالفراعنة».
وقال إن «مصر تجنبت وقوع حرب أهلية داخلها كما حدث في كل من سوريا والعراق وليبيا، عقب إطاحة الجيش بنظام (الإخوان)، وإن الرئيس عبدالفتاح السيسي يواجه عقبة العناصر المتطرفة في سيناء ومشاكل اقتصادية جادة تأثرت بانخفاض الاسثمارات الأجنبية وعائدات السياحة».