x

سليمان جودة خضوع لا يليق برئيس برلمان! سليمان جودة الثلاثاء 12-01-2016 21:46


ما هذه الخفة التى تصرف بها الدكتور على عبدالعال، بمجرد انتخابه رئيساً لمجلس النواب؟!.. وإلى أين يمكن للرجل أن يقود المجلس، من خلال خفة من هذا النوع، الذى تابعناه، وسمعناه، ورأيناه؟!

لقد أشرت بالأمس إلى محنة اللغة العربية على لسانه، وكيف أنه بدا، وهو يلقى كلمته بعد فوزه، وكأن هذه أول مرة فى حياته يقرأ كلمة باللغة العربية على جمع من الناس!

إننى لو نشرت الرسائل التى جاءتنى من الذين تابعوا الكلمة، فسوف يرى القائمون على الدولة، مدى الصدمة التى أصابت مصريين كثيرين، من مستوى اللغة، عند رجل قانون أصبح رئيساً للبرلمان.. وأقول رجل قانون، لأن العادة قد جرت، على أن رجال القانون، هم فى الغالب، من أكثر الناس تذوقاً للغة، وأقدرهم على التعبير بها، عما يريدون الحديث فيه، بسلاسة وقوة، وجمال!.. فإذا برئيس «النواب»، وهو قديم فى عمله كرجل قانون، يبدو وكأنه لا علاقة له باللغة العربية، ولا علاقة لها به!

ولو أن الأمر توقف عند هذا الحد، لهانت المسألة، ولقلنا إن درساً أو أكثر فى اللغة وقواعدها، يمكن أن يؤدى إلى اعتدالها، ولو بقدر مقبول، على لسانه الأعجمى!

الأمر وصل بكل أسف، إلى مضمون الكلمة التى ألقاها ذاتها، بمجرد فوزه، وهى كلمة كانت مكتوبة، أى أنها قد جرى إعدادها، بل ومراجعتها سلفاً، وبالتالى فإن محتواها يؤخذ على أنه مقصود تماماً!

إن الكلمة موجودة، ومتاحة، ومنشورة، وسوف تكشف أى عودة إليها عن قدر من النفاق، من جانب قائلها، للدولة، ولمسؤوليها الكبار، لا يمكن احتماله، ولا يمكن قبوله، ولا يمكن تفسيره، اللهم إلا إذا كان رئيس البرلمان قد قرر منذ اللحظة الأولى، تسليم البرلمان كله إلى السلطة التنفيذية، ليهدم بذلك واحداً من المبادئ المستقرة لعقود، وأكاد أقول لقرون من الزمان، وهو مبدأ الفصل بين السلطات!.

عودوا من فضلكم إلى الكلمة، ثم اقرأوها من جديد، لتروا كيف خاطب رئيس البرلمان، رئيس الدولة، الذى هو رأس السلطة التنفيذية فى البلد.. لقد راح يكيل له نفاقاً لم يسبق أن تلقاه الرئيس من أحد، وقد تم ذلك بانفعال وخضوع لا يليقان أبداً برئيس برلمان!

إن الرئيس موضع دعم من كل مصرى محب لهذا البلد، وموضع تقدير أيضاً، ولا أحد يمكن أن ينسى له وقفته الشجاعة فى 30 يونيو، ولا أحد يمكن أن ينكر حجم مهمته المقدسة فى وجه الإرهاب.. هذا كله مقدر من كل مواطن.. ولكن هناك فرقاً بين أن يأتى هذا كله تلقائياً من آحاد الناس، وبين أن يأتى رئيس «النواب» ليوجه الشكر إلى الرئيس على مهمته فى حماية كيان الدولة، فيتورط فى لون من النفاق، من شأنه أن يجعل البرلمان، فى مقبل الأيام، خاضعاً بنسبة مائة فى المائة، للسلطة التنفيذية!

إذا كان «عبدالعال» قد نافق الرئيس نفاقاً رخيصاً هكذا، فى غير وجوده، فما الذى سوف يقوله، إذا ما ألقى كلمة أخرى، فى حضور الرئيس؟!

المنافقون يرتكبون فى حق البلد، أكثر مما يرتكب فى حقه الأعداء!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية