x

سليمان جودة عربية «عبدالعال» المخجلة! سليمان جودة الإثنين 11-01-2016 21:31


حزنت للغاية وأنا أتابع الدقائق الأولى من كلمة الدكتور على عبدالعال، بعد انتخابه رئيساً لمجلس النواب، ولم أصدق أذنى، وتساءلت بينى وبين نفسى فى أسف: هل هذا هو مستوى رئيس برلمان مصر فى اللغة العربية؟!

لم أستطع أن أواصل سماعه لأكثر من خمس دقائق، بعد أن أهان الرجل اللغة الرسمية للبلد، وراح يرفع المنصوب، وينصب المرفوع وهو يقرأ من ورقة أمامه!.. ولابد أن كثيرين غيرى قد تساءلوا عما سوف يكون عليه مستوى العربية عنده، إذا ما ارتجل الكلمة، ولم يقرأها من ورقة مكتوبة سلفاً!

هل عجز الذين كتبوا الكلمة عن تشكيلها، وعن وضع ضمة فوق الكلمة المرفوعة، أو فتحة فوق الكلمة المنصوبة، حتى لا نكون «فُرجة» هكذا لكل إخواننا العرب الذين كانوا يتابعون الجلسة، وسمعت من بعضهم أسفاً على أن يكون هذا هو حال اللغة العربية على لسان رئيس برلمان مصر بجلالة قدرها؟!.. هل من المعقول أن يكون رئيس برلمان البلد، الذى يضم الأزهر، ودار العلوم، ومجمع اللغة العربية، غير قادر على التمييز بين المرفوع وبين المنصوب فى كلامه؟!

لقد جاء علينا وقت، كانت الكلمات التى يلقيها مسؤولون على هذا المستوى قطعة من الأدب البليغ، وكان بعضها ولايزال يجرى تدريسه لطلاب المدارس والجامعات، ليتعلموا كيف يكتبون، وكيف يعبرون عما يريدون أن يقولوه، فى لغة مفهومة، وجميلة، ورفيعة.. فهل انحدر بنا الحال إلى الحد الذى لا يستطيع معه الواحد منا أن يواصل سماع كلمة مكتوبة يلقيها رئيس مجلس النواب، لأنه يهين لغته، ولغتنا، ولغة العرب، فى كل جملة نطق بها تقريباً؟!

إذا كان هناك من سوف يرانى أبالغ، فليرجع إلى تسجيل للكلمة، وليستمع إليها، وسوف لا يطيق الاستماع لصاحبها إلى نهايتها، وسوف تصدمه الكلمة فى أذنيه، من جملة إلى جملة، وسوف يشعر بأن خطباءنا العظام من رجال السياسة يتقلبون فى قبورهم ألماً، إذا كانوا قد رحلوا، ويلطمون خدودهم على حال لغتهم إذا كان بعضهم لايزال حياً بيننا!

يرحم الله السادات العظيم، الذى كان يعزف باللغة وهو يخطب فى المصريين، ولم يكن يتلو عليهم مجرد كلام مكتوب.. ويرحم الله الدكتور رفعت المحجوب، الذى يجلس الدكتور عبدالعال فى مكانه، فلقد كان المحجوب حُجة فى اللغة بمثل ما كان حجة فى القانون.. ولماذا نذهب بعيداً؟!.. عودوا إلى الكلمات التى كان الدكتور فتحى سرور يلقيها عند بدء انعقاد البرلمان، واستمعوا إليها، لتروا مدى الرقى فى مستوى اللغة الوطنية عند الرجل!

ومما يحز فى النفس حقاً أن عبدالعال ليس وحده فى هذا الاتجاه، فأغلب مسؤولينا الكبار فى أشد الحاجة إلى درس فى اللغة، ليعرفوا كيف يخاطبون الناس!

إن ما جرى مساء أمس الأول كان بمثابة الفضيحة المذاعة على الهواء مباشرة!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية