اثنان من النواب كانت أعين الناس عليهما أمس.. الأول توفيق عكاشة، والثانى مرتضى منصور.. هناك من كان يتوقع أى شىء منهما.. «عكاشة» قال إنه تغيّر، ولن يُهين ثورة 25 يناير تحت القبة.. أما «مرتضى» فقد أصر على إثبات موقفه من 25 يناير.. قال إنها كانت ثورة حتى يوم 28 يناير، بعدها تحولت إلى مؤامرة، بعد أن سرقها الإخوان.. هذا الصراع النفسى جعله يضيف كلمة «مواد» إلى نص اليمين!
ظن النائب مرتضى منصور أن أحداً «لم يأخذ باله».. تصور أنها عدّت والسلام.. «قفشه» من يعرفون هذه التّكة.. هو نفسه قال إنه لن يحلف على شىء لا يؤمن به.. الدستور شىء، ومواد الدستور شىء آخر.. عندما حلف على مواد الدستور، يعنى أنه تجاهل الديباجة، والديباجة تنص على احترام 25 يناير و30 يونيو.. وهنا أُجريت الاتصالات.. ارجع تانى احلف.. مش هاحلف.. لأ هتحلف وإلا عضويتك باطلة!
الاعتراف بالثورة أصل فى الدستور يا سيادة النائب.. بالمناسبة لم أستغرب هذا الموقف من مرتضى منصور.. لا لشىء، ولكن لأن موقفه ثابت.. وهو من القلائل الذين لم «يرقصوا على الأحبال».. كثيرون تقلبوا وتغيروا وتحولوا إلا هو.. ظل على موقفه الذى يؤمن به.. اتفقنا معه أو اختلفنا.. لكنه فى النهاية عاد وأدى اليمين صحيحة، كما هى فى النص الأصلى.. لكنه لم ينس اتهام بعض النواب بأنهم «مخبرون»!
لا أعرف إن كان يقصد بكلمة «مخبرين» أن هناك من اتصل بالأجهزة أم لا؟.. لكنه قال فى لحظة انفعال هناك عملاء أمن دولة، وهنا حدثت مشادة مع النواب.. لا أظن أنها الأخيرة.. لكنها أيضاً ليست مخيفة، ولا تبعث على القلق.. مرتضى «قريّب» ويمكن التعامل مع انفعالاته.. وقد علمت أن الوزير العجاتى تواصل معه، ثم قال إن النائب سيعيد أداء اليمين.. وعاد من جنازة الكابتن حمادة إمام ليعيد أداء اليمين!
إجمالاً.. البداية جيدة.. الانضباط فيها واضح.. التزام النواب أيضاً لا تخطئه العين.. الارتباك سببه الرهبة أحياناً.. هناك من يريد أن يقول: نحن هنا.. وأرى أن موقف مرتضى منصور بروفة لما هو قادم مستقبلاً.. كما يمكن اعتبارها أول تطبيق لرقابة شعبية وقانونية على النواب.. هناك من يحاسب النواب.. وهناك من يعد عليهم الأنفاس.. العيون مفتوحة والكاميرات تحصى كل شىء، حتى من يتحدثون فى الموبايل!
حادثة مرتضى على بساطتها، أكدت أن رئيس المجلس ينبغى أن يكون مستيقظاً.. لا هو سياسى فقط ولا قانونى فقط.. مهم أن تكون لديه قدرات خاصة.. حتى كتابة هذه السطور لم يُحسم مقعد رئيس المجلس.. هناك أسماء ظهرت أمس فقط وراءها تكتلات معقولة.. وهى نقطة إيجابية.. شهادة لمؤسسة الرئاسة أنها لم تتدخل فعلاً.. وإن كان ائتلاف دعم مصر قادرا على حسم هذا المقعد، وغيره من مناصب البرلمان!
ليس عندى شعور بالخوف أو القلق.. هناك راس حربة.. وهناك لاعبون فى منتصف الملعب.. وهناك لاعبون فى منطقة الدفاع.. عرفنا أمس من هم اللاعبون الذين سنثبّت عليهم الكاميرات.. ليس أولهم ولا آخرهم مرتضى منصور وتوفيق عكاشة.. لا تتجاهلوا مصطفى بكرى ومصطفى الجندى.. حتى يظهر نجوم جدد!