x

إبراهيم نجم: «الإخوان» تعاني مشكلة هيكلية.. والجدية تقضي على داعش في أقل من سنة

الثلاثاء 12-01-2016 11:00 | كتب: نيفين العيادي |
الدكتور إبراهيم نجم، مدير مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء الدكتور إبراهيم نجم، مدير مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء تصوير : آخرون

قال الدكتور إبراهيم نجم، مدير مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء، إن جماعة الإخوان المسلمين تعاني مشكلة هيكلية كبيرة وتخبطا كبيرا وفقدت الدعم الأكبر في الداخل والخارج وتواجه أزمة على كافة المستويات.

وأضاف «نجم»، في حوار له مع وكالة أنباء الصين «شينخوا»، الثلاثاء: «أعتقد أن جماعة الإخوان في المرحلة القادمة ستواجه حصارًا كبيرًا على المستويين الداخلي والخارجي، وبالتالي هذه الدعوات لن تلقي أي صدى».

وعن إمكانية لجوء الإخوان لإجراء مراجعات فكرية، أشار مدير المرصد إلى «نحن رصدنا دعوات داخل الجماعة تشير إلى إمكانية حدوث مراجعات على المدى القريب والمتوسط هذه المراجعات ليست فقط على المستوى الفكري لكن على المستوى التنظيمي والهيكلي».

ورأى أن «فكرة المراجعات باتت ضرورية بالنسبة للإخوان بعد الفشل الذريع على المستويات السياسية والتنظيمية وأعتقد هم في جانب البناء التنظيمي محتاجون لهذه المراجعات التي ستكون بمثابة إعلان فشل الجماعة ومحاولة لتصحيح المسار في أمور كثيرة تتعلق بالعلاقة بين الجماعة والوطن وبين التنظمات المسلحة وبين قضايا المواطن العادي وقضايا تتعلق أيضًا بالفكر لاسيما أن الإخوان في الفترة الأخيرة اعتمدت على أدبيات سيد قطب في كثير من الأمور مما يمثل تهديدًا مباشرًا لأمن الوطن والمواطنين».

وحول فرص دخول المؤسسات الدينية في مصر لإقناع الإخوان بهذه المراجعات، لفت «نجم» إلى أن هذه المؤسسات تنأى بنفسها عن هذا الأمور عادة المراجعات حراك داخلي ينتج عنه شىء يصحح مسار التنظيمات، معتبرًا أن إجراء الإخوان لهذه المراجعات «مسألة وقت بسبب الهزائم المتلاحقة للجماعة على المستوى السياسي والتنظيمي والفكري وعلى مستوى الدعم في الداخل والخارج».

ذكر مدير المرصد أن «ثورة 25 يناير كانت نابعة عن حراك سياسي واجتماعي في مجمله كان حراكًا إيجابيًا لكن بعض الجماعات الحزبية تستغل ذكرى الثورة في تنفيذ بعض الأجندات الخاصة بها ونحن نعول كثيرًا على الشعب المصري لرفض هذه الدعوات التي لا تخدم الوطن والمواطن».

وردًا على دعوة الإخوان أنصارها للتظاهر في ذكرى ثورة يناير، أضاف: «أعتقد كمثيلاتها في الأعوام السابقة ستمر ذكرى 25 يناير بدون أي تظاهرات حقيقية على الأرض، بالرغم من توارد أخبار تفيد بأن بعض الجماعات السياسية المحسوبة على التيار الإسلامي ستستغل هذا الذكرى لكن لا أعتقد أنها ستحدث شيئًا، لأن الشعب المصرى ينتبه لمثل هذه الدعوات».

وتابع: «عقدت أول جلسة للبرلمان واستكملت خارطة الطريق.. الشعب يدرك أننا على الطريق الصحيح، وهذه الدعوات لن تلقى قبولاً لديه».

وعن احتمالية أن يكون لتنظيم داعش أرضية في مصر، رأى «نجم» أن هذه «العمليات وليدة أفكار يجب تفكيكها والرد عليها بشكل مناسب وهذه هي وظيفة مرصد الفتاوى التكفيرية الذي يقوم بالأساس على مواجهة الفكر بالفكر والأمور الأمنية طبعًا مجالها أجهزة الأمن ولها اتخاذ كافة الإجراءات التي تتماشى مع سيادة الدولة والقانون»، مستبعدًا بشدة أن يكون لداعش ظهير في مصر، مضيفًا: «مصر لها طبيعة خاصة شعبها وجيشها متماسك»، مشيرًا إلى أن من أعلن ولاءه لداعش هم «بعض الأفراد وسيتم القضاء عليهم قريبًا».

وواصل «نجم» أن «المرصد له دور كبير في انحسار الفكر التفكيري في مصر والعالم، نحن كشفنا عوار البنية الأيديولوجية للجماعات التكفيرية ومن ضمنها داعش وغيره من التنظمات الإرهابية التي تستغل وتلوي عنق النصوص الدينية لتنفيذ أجندات خاصة بها».

وحول ما يردده بعض الخبراء من كون داعش صناعة غربية للتدخل في الشأن العربي، قال مدير المرصد: «نحن لا نؤمن بفكرة المؤامرة لذلك أستبعد أن تكون هذه التنظمات صناعة خارجية لكن طبعًا يتم استغلالها من أطراف كثيرة حتى من قبل الجماعات اليمينية في الغرب الآن بعض المرشحين للرئاسة الأمريكية يستغلهم بطريقة أو بأخرى في رسم صورة سلبية عن الدين الإسلامي»، مشيرًا إلى أن هذه الجماعات ظهرت في ظل عدم تماسك بعض الدول نتيجة الحروب وتفكيك الجيوش ولا بديل عن تمكين الدول والجيوش.

واستطرد «نجم» قائلاً: «إن هذه الجماعات تستغل وسائل التكنولوجيا الحديثة في إيصال رسائلها ونحن أولينا اهتمامًا كبيرًا بوسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية ونحاول أن نجاري هذه الجماعات في استغلالها للتكنولوجيا الحديثة، إلى جانب أن هناك أمية دينية منتشرة في العالم وهذه الجماعات تستغلها لبث أفكار تؤدي إلى العمل المسلح».

وردًا على عدم ظهور هذه الجماعات في الأراضي الفلسطينية أو إسرائيل، قال إن الجماعات الإرهابية تؤمن بفكر الأولويات وكثيرًا ما قالت إن الأولوية للقضاء على ما تسميهم «الأنظمة المتخاذلة» في الدول العربية وتطهيرها ثم بعض ذلك الأولوية للقضية الفلسطينية وهذا فهم خاطئ لأن طبعًا من يقوم بحمل هذه القضية ليسوا أفرادا مهما بلغت قوتهم، لكن كيانات الدول والمنظمات الرسمية.

وحول إمكانية أن تستمر دولة الخلافة التي أعلنها «داعش»، رأى «نجم» أن «هذا الأمر حسم، لا يمكن لفرقة أو جماعة أن تعلن الخلافة مهما بلغت قواتها، هذا ليس من الشرع في شىء»، مضيفًا: «نحن في تقارير مرصد الفتاوى التكفيرية فندنا ذلك من الناحية الدينية والتاريخية، ومن ناحية الواقع أيضًا هذه دعوة باطلة فهي ليست دولة، وليست إسلامية وليست خلافة».

وأشار إلى أن أكثر المقاتلين المنضمين لداعش هم من الشباب الأوروبي الذي ولد في ثقافة أوروبية محضة، والاهتمام الأكبر للمؤسسات الدينية والفكرية هو كيفية الوصول لهذا الشريحة من الشباب التي للأسف تعرضت لغسيل مخ وقررت الانضمام لهذه الخلافة المزعومة، مستطردًا: «نحن نشرنا تقريرًا يفسر هذه الحالة المرضية وهذا الهوس بأمور داعش والانضمام إليه، فأكثر من 400 شخص غير مسلم انضموا مؤخرًا لداعش القضية ليست تمسكا بالدين بل تسويق لمنتج مشوه عن الحياة التي ينعم بها الشخص المنضم لداعش، الذي لديه أكثر من سيدة وينعم بحياة السلاطين ورغد العيش وأيضًا تلبي رغبته الجامحة في الذبح إلى غير ذلك، القضية هي عقلية مافيا يجب أن نواجهها بشتى الطرق».

وتابع: «لو هناك جدية في مواجهة هذا التنظيم وغيره من التنظيمات أعتقد في أقل من سنة ستختفي هذه التنظيمات تمامًا»، مشيرًا إلى أن «الإسلاموفوبيا والإرهاب باسم الإسلام وجهان لعملة واحدة، فإذا انحسر الإرهاب والقتل باسم الدين انحسرت موجات الإسلاموفوبيا والعكس، وهذا ما نؤكد عليه أن محاربتنا للإسلاموفوبيا تقتضي بالإساس مواجهة الفكر الأيديولوجي الذي يدعو إلى القتل باسمه».

ووصف أعضاء داعش الذين يلجأون لذبح ضحاياهم وحرقهم بـ«مرضى ينبغى عرضهم على أطباء نفسيين»، مشيرًا إلى أن سفك الدماء والتعذيب لا علاقة له بالدين أو العقلية السوية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية