x

رامي جلال محمد - يا خوفى يا - بدران رامي جلال السبت 09-01-2016 20:51


رحلة صعود سريعة لرئيس حزب «مستقبل وطن».. تولى «محمد بدران» رئاسة اتحاد طلاب جامعة بنها أيام مبارك، وفاز بدورة أخرى أيام الإخوان، وهذا عادى لأن الاختيار كان أمنياً وليس انتخابياً.. وحين شكل «د.حازم الببلاوى» الحكومة، وهو عضو بالحزب المصرى الديموقراطى، انضم «بدران» إلى هذا الحزب فوراً. ورُشح بعدها لرئاسة اتحاد طلاب مصر. وفاز بالفعل ثم انقلب سريعاً على كل وعوده التى قطعها لحزبه وللقوى الثورية.

«بدران» تمّ تقريبه من الرئيس فى إطار عملية رعاية.. اختار «الطفل المعجزة» نفسه ليكون ممثلاً عن شباب حزبه على يخت المحروسة بجانب الرئيس، وكرر الأمر ذاته فى الإفطار الرئاسى الرمضانى.. هو، بالمعنى السياسى، «انتهازى» وهذا شىء جيد؛ فالانتهازية والندالة هما أول خطوتين فى طريق نجاح كل سياسى، لكن الخطوات التالية هى الرؤية والعمق، وهما غائبان حتى الآن (ومع ذلك يقول إنه يريد أن يصبح رئيساً للوزراء!).

«فتى السيسى المدلل» له الكثير جداً من التصريحات وعكسها، مما دفع البعض لوصف الأمر بـ«السذاجة السياسية»، وهى فى الواقع «طفولة معذبة» فى غياهب السياسة، وقتل للبراءة، ونوع من أنواع العنف ضد الأطفال.

أصغر رئيس حزب فى الكون والأكوان الموازية، هو توصيف «كده وكده»؛ لأن رئيس الحزب الفعلى هو النشط الذكى «د.على شمس الدين»، والحزب نفسه «كده وكده»، لأنه جمعية قامت «بتجنيس» مرشحين من توجهات مختلفة (أكيد هؤلاء ليسوا مستقبل الوطن)، وأوحى طوال الوقت بأنه حزب «السيسى» غير المُعلن، كما أنه يتلقى تمويلاً معلناً من رجال أعمال ظناً منهم أنهم يجاملون النظام. كل هذا لن يُجدى لأن من تشملهم رعاية الدولة لا يعرفون قواعد اللعبة ويعيشون الدور فيحرقون أنفسهم لتطال النيران أهداب ثوب النظام!.

الانتخابات الأخيرة نفسها «كده وكده»، (بمناسبة «بدران» فقد قال إن البرلمان القادم لن يُكمل دورته ولن يقوم بدوره فى الرقابة والتشريع!).. حتى الديمقراطية ذاتها عندنا «كده وكده»، لأنها آلية تصل إليها المجتمعات بعد أن تتطور، وليست طريقة تُستخدم لتطوير مجتمعات متأخرة (بس عيب نقول كده).. وكل هذا لن يقود إلا لدولة «كده وكده».. الأجدى للوطن أن يتم اختيار مائة شخصية عُرفت بالكفاءة والنزاهة فى المجالات المختلفة، ليكوّنوا مجلساً مستقلاً ترأسه شخصية وطنية (مثل المستشار عدلى منصور بعد إحالته للمعاش)، ليقوموا برقابة شعبية مع اقتراح التشريعات، لكن المهم أن يبتعد هذا المجلس الموازى (مجلس حكماء الأمة مثلاً) عن التعيينات الأمنية والشخصيات النمطية صاحبة الأكلاشيهات مثل «الطفل المعجزة» أو «أصغر رئيس حزب فى مجرة درب التبانة». المجلس الموازى مهم بدلاً من أن تصل الأمور بالبعض لعمل مجلس خاص و«خليهم يتسلوا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية