كشفت تحقيقات نياية الأحداث الطارئة بجنوب الجيزة، اليوم، في حادث الهجوم المسلح على فندق الأهرامات الثلاثة وحافلة سياحية كانت متوقفة أمامه لنقل سياح من فلسطيني عرب 48، عن تراخٍ أمني في حماية السياح، وأن عدد منفذي الهجوم تجاوز الـ 30 شابًا جميعهم كانوا ملثمين، وحملوا البنادق الخرطوش، وأن الجنّاة لم يقتلوا أحدا من السيّاح عقب صياحهم بـ«الله أكبر»، رغم محاولة المهاجمين اقتحام الفندق ذاته.
قالت تحقيقات النيابة، برئاسة المستشار محمد سمير الطماوي، إن منفذي الهجوم الـ 30 شابًا قطعوا نهر الطريق العام أمام حركة المواصلات العامة بشارع الهرم الرئيسي من الجانبين، وأطلقوا النيران من الأسلحة تجاه قائدي السيارات لإثارة رعبهم، ثم توجهوا إلى حافلة السياح وأطلقت مجموعة النيران على المقعد التالي للسائق، والمقعد الأخير بمؤخرة الأتوبيس ناحية اليمين، وأخرى حاولت اقتحام الفندق.
وأضافت التحقيقات أن المهاجمين كانوا في سبيلهم إلى اقتحام الفندق من الداخل، وأطلقوا النيران على واجهات الفندق، وحطموا لوح زجاجي، إلا أن السياح خدعوا الجنّاة رغم كثرتهم بهتافات: «الله وأكبر.. الله أكبر»، التي كرروها لعدة مرات، فأمر قائد المهاجمين باقي المجموعة بالانصراف، مؤكدًا لهم: «دول مسلمين»، ولاذوا بالفرار، سيرًا على الأقدام، فيما عدا مجموعة قليلة كانوا يستقلون دراجات بخارية.
وذكرت التحقيقات أن الفندق لم يكن عليه حراسات أمنية بشكل مكثف، أو المنطقة محل الحادث، ما جعل الجنّاة يفرون دون ملاحقاتهم، وتصدى للمهاجين حال خروجهم من بهو الفندق فرد أمن أطلق طلقتين من «طبنجته» في الهواء.
وأفاد مصدر قضائي بأن قوات الشرطة التي وصلت إلى موقع الحادث أرادت انصراف السياح في أتوبيس آخر مجهز إلى مدينة طابا، قبل وصول النيابة لسماع أقوالهم، ولدى وصول فريق النيابة تم التحفظ على مفاتيح الأتوبيس قبل تحركه، واستجوبوا السائق والمرشد السياحي والمجني عليهم السائحين، وأجمعوا على رواية واحدة، بأنهم أثناء استعدادهم للإقلاع بالأتوبيس هجم عليهم صبية أعمارهم لا تتجاوز الـ 18 عامًا، ولم تصل قوات الشرطة سوى بعد الحادث بنصف الساعة.
ويعكف خبراء الأدلة الجنائية على رسم ملامح تقريبية للجنّاة الذين التقطت صورهم على مسرح الحادث كاميرات فندق الأهرامات الثلاثة، وعدد من المؤسسات المالية والتجارية في شارع الهرم الرئيسى، وتوزعت تلك الصور على جميع الأقسام الشرطية على مستوى الجمهورية، والأكمنة الثابتة والمتحركة.