وصف الدكتور، مصطفى الفقى، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشعب الأسبق، مصر بأنها كالفيل الضخم المحاصر داخل حجرة، وطالب بكسر الجدران واختراقها وأن تكون مصدرا للفعل والهجوم، بدلا من أن تظل ساحة رد الفعل، وطالب البرلمان الجديد بكسر الحصار السياسى والإعلامى عربيا ودوليا.
وأشار الفقى، إلى أن البرلمان إحدى الأذرع الدبلوماسية للدولة ويمكنه تمهيد الطريق لعلاقات مصر مع العالم ويقوم بما لا تستطيع وزارة الخارجية القيام به، لما يتمتع به من حرية ومرونة الدبلوماسية الشعبية، وطالب البرلمان بفتح الجسور مع تركيا وقطر وإيران.
«المصرى اليوم» حاورت الفقى، للتعرف على رؤيته للبرلمان المقبل في معالجة قضايا العلاقات الخارجية والعربية بصفته رئيسا سابقا للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشعب.
■ كيف يمكن للبرلمان المساهمة في تحسين صورة مصر أمام العالم؟
- يستطيع البرلمان، من خلال لجان الشؤون الخارجية والعربية والأمن القومى وحقوق الإنسان، إحداث اختراقات سياسية لمصر في الخارج.
■ كيف يمكنها أداء هذا الدور؟
- يمكن للبرلمان تنظيم زيارات لوفود برلمانية إلى دول تتسم علاقاتنا معها في هذه الفترة بأنها علاقات معلقة، وفى مقدمتها إثيوبيا ونحن نعرف أهميتها في ضوء مشروع سد النهضة، ودولة مثل إيران في ظل ما يثار حول الخلاف الشيعى السنى مع الأزهر الشريف، ودولة مثل تركيا، التي تتآمر باستمرار على مصر.
■ وما الدور الذي يمكن أن تؤديه هذه الوفود البرلمانية؟
- يتميز البرلمان بكونه ممثلا عن الشعب، وبالتالى فهو لا يعبر بالضرورة عن المواقف الرسمية للدولة، ما يتيح له حرية الحركة، ويجعله أقرب إلى وفود الدبلوماسية الشعبية، ما يمنحه مرونة وحرية حركة وتعبيرا، ويمكن الوفود البرلمانية من التطرق إلى موضوعات قد لا تفضل الحكومة التطرق إليها في علاقتها بالدول الأخرى.
■ وما الذي يمكن أن تقدمه هذه الوفود لتحسين علاقات مصر بالعالم؟
- يمكن للبرلمان وأعضائه أن يتحركوا عربيا ودوليا لفتح جسور علاقات مع دول كثيرة، فمصر محاصرة سياسيا وإعلاميا، وهناك برلمانات كثيرة في العالم لا تعرف حقيقة ما حدث في مصر، وتتحدث عن انقلاب عسكرى، وعن اعتقالات لنشطاء وصحفيين وتجاوزات في مجال حقوق الإنسان، وأعتقد أنه يجب على البرلمان التحرك سريعا في كل الاتجاهات، وشرح حقيقة ما جرى في مصر لمساعدة الحكومة والنظام.
■ كيف يمكن تحسين العلاقات مع تركيا.. وهل تتوقع تنظيم زيارات مباشرة إلى هناك؟
- البرلمان المصرى عضو في الاتحاد البرلمانى الدولى، والبرلمان الأفريقى والبرلمان العربى والبرلمان الأورومتوسطى، وهذه ميادين فسيحة للحركة والحديث، ومن الممكن أن يكون البرلمان الدولى والبرلمان الأورومتوسطى ساحة تجمع البرلمانيين من مصر وتركيا، وإضافة للبرلمان الإسلامى، ربما يصلح كساحة للحديث مع إيران، فليس بالضرورة تنظيم زيارات ثنائية لهذه الدول.
■ وما المطلوب من البرلمان؟
- يجب على البرلمان إعداد خطة شاملة للتحرك وتغطية المساحة الخالية إعلاميا في الخارج، ولا بد من فتح جسور التواصل مع العالم، فمصر مثل الفيل الضخم المحاصر في حجرة، يجب أن نكسر الجدران ونقتسم الأدوار، ونبادر بالحديث والهجوم، بدلا من البقاء في موقف الدفاع ورد الفعل.
■ وكيف تصف فترة رئاستك للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب؟
- كانت فترة ذهبية، وتواصلت خلالها مع كل القوى السياسية في برلمانات العالم على جميع مستوياتها، ونظمنا زيارات إلى البرلمان الأوروبى، واستقبلنا وفودا من الكونجرس الأمريكى، ومجلس العموم البريطانى، والجمعية الوطنية الفرنسية، والبرلمان الألمانى البوندستاج، والبرلمان العربى، لم نترك ساحة إلا وتحركنا فيها.
■ وعلى مستوى دول حوض النيل؟
- كنت أتحرك على مستوى دول حوض النيل، وفتحنا جسور التواصل مع أوغندا وإثيوبيا، وتبادلنا الزيارات على كل المستويات، واقترحت مصر تأسيس كيان برلمانى لدول حوض النيل.
■ هل اقتصر دوركم على تنظيم الزيارات المتبادلة؟
- إلى جانب الزيارات الثنائية كنا نعد جلسات استماع للسفراء داخل اللجنة، واستقبلنا سفراء أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، وعددا من الشخصيات المهمة، وأمين عام جامعة الدول العربية، أجرينا حوارات متواصلة مع كل القوى السياسية داخليا وعربيا ودوليا، فالبرلمان هو رأس الحربة التي تتحرك وراءها الدولة، ومن أهم الأذرع الدبلوماسية للدولة ويمكنه تمهيد الطريق لعلاقات مصر بالعالم ويقوم بما لا تستطيع وزارة الخارجية القيام به.