x

جمال الجمل رسائل إلى الرئيس (2015_4) جمال الجمل الأحد 03-01-2016 21:57


(0)

قد يسىء البعض فهم علاقتي بالرئيس السيسي، خاصة وأن مؤشر الغضب في مقالاتي قد يوحي بانقلاب نفسي وسياسي، وهذا غير صحيح بالمرة، لأن المسألة ببساطة أنه لا توجد أي علاقة مباشرة بيني وبين أي مسؤول، فعلاقاتي مع السلطة هي علاقة مواطن بحكام وليس أكثر، أما بالنسبة لمواقفي فهي رؤية فكرية وسياسية ترتبط بتاريخ من المعارضة والوعي الثوري، ولا يحكمها الغضب، ولا حسابات المصالح الشخصية، ولا المواقف المجتزأة أيضا، وفي هذا المقال الاستعادي أسعى لرسم خريطة لهذه العلاقة من خلال مقالاتي في 2015، فالتدوين تاريخ، والسياق يأخذنا إلى الحقيقة أكثر من شهادات مرتزقة المواقف أو المعارضين على سبيل الانتقام أو الطرق على الأبواب بحثا عن فرصة جديدة.

(1)

الخوف على الوطن، وتحديات الإرهاب، واستفحال الأزمات، جعل الكثيرين يواصلون دعم السيسي شخصيا، ويسمون ذلك «دعم الدولة»، تفهمت ذلك كمواطن محب لبلده وحريص على مستقبله، لكن هذا التفهم لم يكن يوما «تسليما» أو «تفويضا على بياض» للنظام.

(من مقال «سيادة الرئيس.. أما زلت تقرأ؟»- 2 مايو)

(2)

«ماذا يحدث في الاتحادية؟»

يراودنى هذا السؤال بإلحاح منذ عدة أسابيع، لأننى لم أعد مطمئناً للطريقة التي تعمل بها ماكينة صنع القرار السياسى.

(من مقال «ضباب وقصص مثيرة في القصر الرئاسي» / 9 مايو )

(3)

أقترح على رئيس الجمهورية إصدار قرار سريع بتخصيص يوم 11 مايو عيدا للنظافة، ففي هذا اليوم تقدم وزير باستقالته معترفا بخطئه في حق عامل النظافة (...) النظرة الإيجابية لردة الفعل على تصريحات المستشار محفوظ صابر، تؤكد بقوة أن مصر تتغير بإرادة شعبها، وأن أي سلطة لن تستطيع أن تمنع هذا التغيير، مصر لن تعود إلى الوراء، فقد عرف الشعب طريقه، وسوف يضغط بكل الوسائل للانتقال من حالة «عزبة الكبار» إلى حالة «الدولة الناعمة» التي تتخلص (بمزاجها أو رغما عنها) من أساليب البطش والقهر والوصاية على الشعب.

(من مقال «تكليف شعبي للرئيس: عيد النظافة» 12 مايو)

(4)

حديث (الرئيس) موجه إلى «رعية» يعولها ولي أمر، وليس إلى «شعب» بالمعنى السياسي العصري لمصطلح شعب، وقد سهرت لإعداد جداول زمنية لمقارنة مساحة كل قضية في العرض، وصدمني أنني وجدت نفسي أمام «فاتورة بقال» وليس «أجندة دولة»، فالحديث يركز على المأكل والمشرب والمسكن وفرص العمل من قناة السويس إلى عجول التسمين، فيما يغيب الجانب الثقافي والسياسي وقضايا الحريات، ومخالفات الدستور..!

(من مقال «سؤال لمصر ورئيسها: هل نحن شعب أم رعية؟»- 16 مايو)

(5)

الزند وزيرا وزكريا عبدالعزيز متهما!.. هكذا يمضي حال العدل والقضاء في بلد الثورتين... إذن، فلتسقط الحكمة، ويعلن الصابرون يأسهم من انتظار ما لن يجيء، فالعدل من العنوان يبان، ومن الوزير نعرف السلطان، والحكم مهما تخفى بوعود المستقبل فهو يتشكل دائما على شاكلة الأعوان.

لقد وعدنا السيسي بالعنب، فصبرنا وتحملنا، حتى يستأصل شوك النظام القديم ويزرع مكانه فواكه الثورة، فإذا بالشوك ينتشر ويتوغل ويستمر، والسيسي يستهين بتعهداته، فيقبل باستقالة الناطق باسم جمعية المنتفعين بالتوريث في مجال القضاء، ويعين مكانه عراب التوريث.

لا أعترض على الزند بشخصه، فالشخص لا يعنيني ولا ألتفت إليه، ما يعنيني هو تدني المستوى، ما يعنيني أن تفسح دولة السيسي مكانا لأمثال محمد فودة، ومرتضى منصور، وأحمد موسى، وسما المصري، وريهام سعيد... ما يعنيني أن يقبل السيسي حوله أمثال الزند، في وقت نريد فيه أن نشعر بالتغيير نحو الأفضل، والاقتراب ولو ببطء من دولة الثورة.

أيها الرئيس.. انعم بزندك، هذا فراق بيني وبينك.

(من مقال «أيها الرئيس: الزند فراق بيني وبينك»- 20 مايو)

(6)

طالت جولتي خارج الوطن، لكن الغربة كانت فرصة لرؤية مصر بشكل أعمق بعيدا عن مشاحنات اللحظة، وصراعات التطلعات المتناقضة: مصر بهية.. لكن شيئا في ملامحها انطفأ، ويثير الشفقة على وطن عظيم تعثر.

(من مقال «مصر من بعيد.. بحبك ولكن!» – 28 مايو)

(7)

اليوم يكمل الدكتور عبدالفتاح السيسى عامه الرئاسى الأول (...) صحيح أن جبهة 3 يوليو تعانى من مظاهر تفكك وتآكل وعدم رضا، وصحيح أن المسافات تتباعد بين ثورتى يناير ويونيو، وصحيح أن السيسى يتراوح بين الثورتين مثل البندول، لكن العام الأول من حكمه لم يقدم إجابة قاطعة على موقفه السياسى (...) لا أقصد أن مصر تعيش حالة قدرية، وعليها أن تقبل بالإذعان (...) الأهم أن تكون لدى الزعيم الثورى رؤية شاملة للمستقبل لا يعتمد فيها على عبقريته الفذة (كطبيب)، ولا عقله الملهم (لأن ربنا خلقه كده مثلاً..!)

(من مقال «وقفة حساب مع السيسى-1» – 6 يونيو)

(8)

* اتصل بي أحدهم متسائلا: انت ناوي تهاجم الريس؟

- قلت: ناوي أحاسبه، أليست المحاسبة ضرورة لمراجعة السلطة وتصحيح أدائها؟

* قال: مالك تهاجم الرئيس في الفترة الأخيرة، وأنت تدرك حجم الصعوبات والأزمات، لقد تسلم البلد بعد أن رهنت الحديدة!

- قلت: لا أهاجم، أنا أحذر، وأنبه، وأسعى للمساعدة، وفي اعتقادي أن الحساب والنقد عامل مهم في إعانة الحاكم، فالرؤية من داخل القصر لا تكفي لحاكم عادل، بل إنها في معظم الأحيان تصبح هي العماء نفسه.

* قال ضاحكا: ريحني وفهمني الخلاصة، يعني إنت لسه داعم للسيسي؟

- قلت بجدية: أنا أدعم مصر، لا أدعم أشخاصا، وليست لدي علاقة مباشرة مع النظام، ولن تكون، لقد صممت حياتي مبكرا أن أعيش كمواطن صالح يعرف ما له من حقوق، وما عليه من واجبات، ويعرف أن محاسبة المواطن للحاكم حق وواجب معا (...)

سيادة الرئيس: لا تحير المواطن الصالح الذي وثق فيك شخصا وقائدا، إنه يا سيدي يريد أن يطمئن على التوجهات، ليطمئن أن صبره اليوم سيطرح الخير له ولأولاده غدا، ولن يأتي من يسرقه ويستعبده، وحينها لن تنفعه الرافال ولن تطعمه القناة الجديدة (...) لا أريد يا سيادة الرئيس أن يكبر في دولتك الفساد وتضيق أرزاق العباد.

(من مقال «من مواطن صالح للرئيس»- 9 يونيو)

(9)

أنا لست مع أي رئيس، ولا ضد أي رئيس، أنا مع سياسات، وضد سياسات... الرئيس بالنسبة لي مثل سائق المترو، ليست بيني وبينه علاقة شخصية (...) نعم لدي غضب تجاه السيسي، واعتراضات على طريقة إدارته لبعض الملفات، الرئيس ليس جاراً أشاحنه، ولا صديقاً أخاصمه (...) لذلك يا أعزائي في اليسار وفي اليمين، لن أتوقف عن دعم الرئيس في أي قرار يتوافق مع مبادئ وأهداف الثورة ومع مصالح الجموع وخاصة بسطاء الشعب، ولن أتوقف عن نقده والاختلاف معه في أي قرار أو موقف يتعارض مع الثورة، أو يسمح باستمرار دولة التخلف والفساد والاحتكار، أما مخاصمة الرئيس، وتجنب مناقشة قراراته، فهذا أمر هزلي وغير واقعي في السياسة.

(من مقال «مخاصمك يا سيسي!» – 10 يونيو)

...................................................................................................................

الجزء الثاني من رسائل 2015 في المقال المقبل.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية