x

«الانشقاقات» تمزِّق «إخوان الأردن» إلى 3 جبهات

الجمعة 01-01-2016 21:56 | كتب: طارق صلاح |
تصوير : اخبار

كشف عدد من قيادات جماعة الإخوان المنشقين عن الجماعة فى الأردن، قبل أيام، والمنتمين لحزب جبهة العمل الإسلامى، الذراع السياسية للجماعة، عن اتجاههم لتأسيس حزب جديد يضم جميع أعضاء الإخوان المتمردين على الإدارة الحالية، وقالوا إن الحزب الجديد سوف يستوعب عدداً كبيراً من الرموز السياسية بالأردن من مختلف التيارات، لافتين إلى أن المسيحيين والمرأة سيكون لهم مساحة كبيرة داخل الحزب.

كان ما يقرب من 400 عضو ممَّن سماهم التنظيم «مطاريد» استقالوا من حزب جبهة العمل الإسلامى، التابع للجماعة فى الأردن، بعد ماراثون من الخلافات بين المنشقين والإدارة الحالية التى يقوم عليها همام سعيد، المراقب العام الحالى، الذى أصر- كما أوضح المعارضون له- على إدارة الجماعة بشكل ديكتاتورى، واستخدام الحزب للعمل السياسى وفق أهواء الإدارة فقط دون النظر إلى مستجدات الأوضاع فى المنطقة العربية والأردن.

وبدأت الخلافات بين إدارة سعيد والمعارضين له قبل عام، إثر تأسيس الدكتور رحيل غرايبة، رئيس القسم السياسى للجماعة، ما سُمِّى «مبادرة زمزم»، لإشراك أطياف سياسية خارج الجماعة فى عمل سياسى يهدف إلى توحيد الجميع تحت مظلة واحدة للم شمل الأردن، ما أدى إلى فصله من الجماعة باعتباره متمرداً، وهو ما أغضب كثيرين من مؤيدى «غرايبة» فى الوقت الذى قامت فيه إدارة الجماعة بالتصعيد، وتوجيه الإنذارات بالفصل لجميع الغاضبين، ولم تفلح لجنة الحكماء الخاصة بعمل مصالحة فى لم شمل الجماعة، بل زادت الخلافات إلى أن انفصلت مجموعة بقيادة المراقب العام الأسبق للإخوان الدكتور عبدالمجيد الذنيبات، الذى أسس جمعية جديدة للإخوان بعد موافقة الحكومة الأردنية.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد أعلن قبل يومين 400 من أعضاء الجماعة استقالتهم من حزب جبهة العمل الإسلامى.

من جانبه قال المراقب العام السابق للجماعة، سالم الفلاحات، لـ«المصرى اليوم»، عبر اتصال هاتفى من عمان، إن سبب الاستقالات الجماعية عن الحزب هو فشل الإدارة الحالية، وانفرادها باتخاذ جميع القرارات، واقتناعها بأنها الأصوب، وأن المعارضين لقرارات التنظيم دائماً على خطأ، ما أدى إلى استحالة التوافق.

وأضاف: «حاولنا كثيراً إقناع الإدارة بأن مخالفة الرؤى يمكن أن تنتج أفكاراً إيجابية، لكنها رفضت كل محاولاتنا، وأصرت على العناد، وتجاهل كل آراء معارضيها، ما أدى إلى (عقم الأداء)، وتراجع الجماعة فى العمل السياسى».

وتابع «الفلاحات»: «لم يكن أمامنا إلا محاولة تصحيح المسار عن طريق فكرة تأسيس حزب جديد يضم بين جنباته كل الراغبين فى العمل الجماعى، سواء من داخل الإخوان أو خارجها لما فيه مصلحة الوطن».

وعن انفصال المنشقين عن الجماعة والحزب على السواء، قال «الفلاحات»: «مازلنا أعضاء فى الإخوان ولم ننفصل عن الجماعة، ولكن الانفصال فقط عن حزب جبهة العمل الإسلامى التابع للجماعة الذى يقدر أعضاءه بما يقرب من 2000 عضو فاعلين لا يزيدون على 500، ولا صحة لانضمامى ورفاقى إلى جماعة الإخوان الجديدة التى أسسها (الذنيبات) قبل عام بعد موافقة الحكومة».

وعن خلفية الحزب المزمع تأسيسهقال المراقب العام السابق: «سيكون ذا خلفية مدنية، ولا توجد نية لأن يكون حزباً دينياً بدليل أن أعضاءه سيكونون من المسيحيين والمسلمين».

واعتبر رئيس قطاع الشباب بإخوان الأردن، محمود الدقور، الذى استقال من الحزب قبل أيام الانشقاقات جاءت لتصويب أوضاع الجماعة وما آلت إليه من تردٍّ فى العمل السياسى، الذى يتم عبر حزب جبهة العمل الإسلامى.

وقال إنه ورفاقه لديهم رؤى تتمثل فى عمل يجمع أطياف الشعب الأردنى لخدمة الوطن بشكل عام، وهو الهدف الأسمى، الذى كانت تطمح إليه الجماعة منذ نشأتها.

وأضاف: «لا بد أن نكون صادقين مع أنفسنا، حيث إن الحركة الإسلامية فى الأردن حدث بها مراجعات بعد ثورات الربيع العربى ولكن قيادة الإخوان فى عمان رفضت التعاطى مع المستجدات السياسية، وحاولنا كثيراً إقناعها بأن الأفضل للجماعة والوطن هو مواكبة التغييرات التى شهدها العالم العربى».

وتابع: «قيادات الجماعة رفضوا كل محاولاتنا التى جاءت لتصحيح مسارها، وأصروا على المكابرة والعناد، ما أدخل الإخوان فى متاهات، ولم يكن أمامنا سوى الاستقالة من حزب الجبهة المنوط به العمل السياسى، وأنا شخصياً قدمت استقالتى الثلاثاء الماضى».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية