رصدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية ظهور ما سمته «سلالة جديدة» من الجهاديين في تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، والتي وضعتها هجمات باريس الإرهابية الأخيرة تحت بؤرة أكثر وضوحًا.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقريرها الإثنين، أن الحد الفاصل بين الجريمة المنظمة والتطرف الإسلامي ينعدم داخلها، مشيرة إلى أنها تستخدم مهارات فائقة في اختراق القانون لخدمة التشدد العنيف.
ونبهت إلى أن الدولة الإسلامية تنشئ جيشًا من الموالين من أوروبا والذي يضم عددًا متزايدًا ثم بلطجية الشوارع والمحتالين، في الوقت الذي تتطور فيه طبيعة التحول الراديكالي في عصر الخلافة المعلنة ذاتيًا، وأن بعض المنتمين للتنظيم يستخدمون مواهبهم «غير الشرعية» لتمويل عملية تدريب العصابات وتكاليف السفر للمقاتلين الأجانب حتى ولو كانت خلفياتهم تجعل الحصول على المال والسلاح «أكثر منالاً»، مما يشكل نوعًا من التحدي أمام السلطات الأوروبية.
وأوضحت «واشنطن بوست»، أنه على سبيل المثال كان عبدالحميد أبوعود، (28 عامًا)، يرتبط قبل أن يصبح زعيم عصابة «سيء السمعة» للهجمات الإرهابية في باريس الشهر الماضي، لوكر للصوص الذي تم تحولهم «راديكاليًا» والذي كان يقوده رجل يكنى بـ«سانتا كلوز».
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن العصابة «تضم شبابا يستعدون للقتال في في سوريا والعراق، كانوا يسرقون السياح ويسطون على المحال التجارية ويرتكبون جرائم الجنح لخدمة الدولة الإسلامية، لافتة إلى أن السجون الأوروبية كانت بمثابة مقار ترعرع بها المتطرفون الإسلاميون منذ سنوات، خاصة في بلجيكا وفرنسا.
واستدركت «واشنطن بوست» بالقول إن ممارسة الجريمة والتطرف صارا مؤخرًا متداخلين، بينما يستمر السلوك «غير القانوني» للمجندين حتى بعد أن تم منحهم «ضوء» ما سمته الصحيفة بـ«الإسلام الراديكالي».
واستطردت الصحيفة الأمريكية بالقول إن كثيرا منهم يعيشون حياة البلطجية، كانوا يحتفلون بعيد الغطاس ثم تحولوا للتدين، غير أنه لم توجد نية لاختفاء ارتباطهم بارتكاب الجرائم الجنائية، على حد قول خبير التحول الراديكالي بـ«كوليدج لندن» بيتر نويمان، والذي أضاف «أرى هذا كجانب حركي من جوانب الدولة الإسلامية»
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين وقيادات إسلامية أن القائمين على التجنيد في الدولة الإسلامية «يفضلون الشباب المسلمين ممن لهم سوابق إجرامية لأنهم يحققون أفضل الأهداف»، مشيرة إلى أنهم «غالبا ما يكونوا ساخطين ويشعرون بالاغتراب».