أكد مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء أن تشكيل التحالف الإسلامي لمواجهة «داعش» يمثل ضربة قاصمة لكل روايات وادعاءات التنظيم الدينية، واستناده إلى نبوءات نهاية التاريخ ليبرهن على صدق قوله.
وشدد المرصد، في رده على التسجيل الصوتي الذي أصدره التنظيم ويهاجم فيه التحالف، الاثنين، على أن التحالف الإسلامي ينسف كل هذه الادعاءات ويدحضها ويهدم أركان التنظيم المعنوية، والتي تستمد قوتها بالأساس من تلك الادعاءات الباطلة.
وأوضح المرصد أن تنظيم "داعش" استثمر بشكل كبير تشكيل التحالف الدولي ليقدم نفسه باعتباره محققا لنبوءة الرسول (ص) في ملاقاة جيوش 80 دولة، واستمر في ترويج تلك الرواية والتي لاقت صدى كبيرا لدى الكثيرين، قبل أن يجد التنظيم نفسه أمام تحالف إسلامي يهدم أركان روايته وينقضها بالكلية، ليفقد التنظيم بذلك الأساس الأيديولوجي الذي استند إليه واستمد منه قوته.
وأضاف أن التنظيم دأب على تسمية التحالف الدولي بـ«التحالف الصليبي» بهدف تصوير الأمر وكأنه حرب دينية بين المسلمين وغير المسلمين، وكثير من عناصره الإرهابية يؤمن بهذه الرواية، وتعمل على ترويجها، إلا أن التنظيم لم يحسب لمواجهة تحالف إسلامي يضم جيوش نحو 35 دولة إسلامية، تؤكد جميعها أن التنظيم الإرهابي لا يمثل الإسلام ولا المسلمين، وإنما هو تنظيم متطرف يسعى لتحقيق مكاسب خاصة باستخدام شعارات دينية وترديد روايات ما يعرف بـ«نهاية التاريخ».
ولفت المرصد إلى أن أخطر ما يخشاه "داعش"، هو فقدانه لسنده الفكري والديني وهزيمة نبوءته الدينية حول معارك التاريخ، وهو ما يفسر الهجوم الكبير الذي يشنه التنظيم على التحالف الإسلامي منذ الوهلة الأولى للإعلان عنه، وإصداره لعدد من المواد الصوتية والمصورة ومواد الرأي التي تهاجم التحالف، وكان آخرها إصدار مرئي بعنوان «النّحرُ الدّامي حقيقة التحالف الإسلامي»، والذي وضح فيه حجم الخوف الذي يعتري التنظيم جراء هذا التحالف.
وأكد المرصد أن التنظيم لن يقبل بمعادلة «تحالف إسلامي في مواجهة دولة الخلافة المزعومة أو الدولة الإسلامية الزائفة»، لذا فإنه سيسعى بكل السبل المتاحة لديه لتشويه هذا التحالف ونزع صفة أنه تحالف لدول إسلامية، والترويج لعدد من فتاويه التي تكفر الدول الإسلامية بالكلية ليصل إلى الصيغة التي يقبلها والتي تحقق مصالحه، وهي «تحالف مرتدين في مواجهة الدولة الإسلامية»، على حد زعمه.
وأشار المرصد إلى أن استمرار هذا التحالف والحفاظ عليه، كفيل بهدم البناء الفكري والأيديولوجي للجماعات التكفيرية بشكل عام، وتنظيم «داعش» على وجه الخصوص، وهو ما يحتم على الدول الإسلامية المشاركة في التحالف أن تبذل قصارى جهدها للحفاظ على هذا التحالف، وتحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها.