x

«المصري اليوم» في «العراق»: حكايات العائدات من سوق «نخاسة داعش» (الحلقة الثانية)

الأحد 20-12-2015 21:36 | كتب: صفاء صالح |
نساء خلف الأسلاك الشائكة فى قبضة داعش نساء خلف الأسلاك الشائكة فى قبضة داعش تصوير : اخبار

عشرة أعوام مرت منذ إجراء الاستفتاء على دستور عراق ما بعد الاحتلال فى 2005، أعقبتها سلسلة من الفساد الإدارى والعزل السياسى لأطياف من سنة العراق الذين تحالفوا مع بقايا حزب البعث السابق، لينعكس كل ذلك فى صورة تنظيم متشدد مد جذوره فى كل مدن السنة بالعراق، وكانت حاضنته الفالوجة، تلك المدينة التى ضربها الأمريكيون بالفسفور الأبيض فى 2004 لتفوح منها رائحة الموت، ولكن العالم أبى إلا أن يسد أنفه عن رائحة القتلى فى الشوارع، لذا فلا تنفصل النتائج التى يحصدها العراق اليوم عن مقدمات ما حدث به فى 2004 و2005 وعلى مدار عقد كامل، فها هو أبوبكر البغدادى، ربيب الزرقاوى، يكمل المسيرة، ويعلن نفسه فى يونيو 2014 خليفة لدولة الخلافة «داعش».. أقاموا سوقا للجوارى تباع فيها الإيزيديات ليتبادلوا سباياهم مع إخوانهم بسوريا، ملايين النازحين من الأقليات تركوا مدنهم فارين بأرواحهم وأعراضهم، حتى العراقيين السنة فر معظمهم من سوء الحياة، ولكنهم هناك على مشارف بغداد ممنوعون من الدخول بوصمة الإرهاب.

حول مدينة سنجار تنتشر القرى على حواف الجبل حيث تسكن واحدة من أصغر الأقليات في العالم، أبناء الطائفة الأيزيدية. صباح الثالث من أغسطس عام 2014، كان عاديا للفلاحات في الحقول، يبدأن في الانتشار للعمل في المزارع بجانب رعاية أطفالهن في المنازل الفقيرة. كانت قوات البشمركة الكردية تنتشر في ربوع الجبل قبل أن تقرر الانسحاب فجأة في الساعات الأولى من تلك الليلة، فقط أغنياء المدينة تمكنوا من الفرار بحياتهم. وحدهم فلاحو المدينة من أبناء الطائفة سقطوا في اختبار الهرب. فبقوا وحدهم عُزّل في وجه «داعش» بأسلحتهم الحديثة وأفكارهم الدينية التي كانت أخطر على تلك الفئة من السلاح نفسه.

الطائفة الأيزيدية في نظر داعش «مجموعة من المشركين» لا كتاب سماوياً، ولا ذمة. كانت الكلمات الأولى في المساء من أمراء داعش مطمئنة «إن بقيتم في دياركم فلن نضركم شيئا، فنحن لم نأت من أجلكم، بل من أجل مسلحى البشمركة».

صدقهم الأهالى ليلاً، ليجدوا أنفسهم في الصباح سبايا وعبيدا، يساقون إلى «تلعفر»، شرق سنجار، ومنها إلى الموصل، قبل أن يتم شحن النساء عبر شبكة مواصلات وشبكة «نخاسين» تنقلهم إلى «سوق الجوارى» في مدينة الرقة السورية، معقل داعش. حيث يحظى مقاتلو التنظيم بالمتعة الدامية بعد أن وجدوا في الأيزيديات كل ما يصبون إليه، فهن حسناوات، غير مسلمات أو من أهل الكتاب، لذا كان «حلالا» في عقيدتهم فعل أي شىء بهن حتى البيع والشراء، في عودة إلى زمن الرقيق والجوارى الذي تجاوزته البشرية بعد كفاح مرير.

هناك في سوق النخاسة بالرقة السورية، وحسب روايات الناجيات، اللواتى التقتهن «المصرى اليوم»، لا يقف رجل أجش الصوت ينادى على مميزات الجارية ويعدد مآثرها، بل تعرض إدارة السوق صور الفتيات على تطبيق «تليجرام» للرسائل الآمنة، أو مجموعات «واتس آب» لأعضاء التنظيم، وتحديد موعد المزاد العلنى.

3 آلاف و339 سيدة وفتاة أيزيدية جرى اختطافهن، منهن من كانت بصحبة طفلها، ليتم اغتصابها أمام ناظريه أو تحت تهديد بقتله، ومنهن الفتيات العذراوات الأكثر طلبا والأعلى سعرا، واللاتى كان «الدواعش» يقومون بتخديرهن قبل اغتصابهن في بداية الأمر. لم يعد من هؤلاء العدد إلا 1360 سيدة حتى بعد تحرير سنجار وإبعاد قوات التنظيم الإرهابى نسبيًا. ذهب منهن للعلاج العضوى والنفسى في ألمانيا أكثر من 500 سيدة، حيث البلد الوحيد الذي عرض تسفير الناجيات من أسواق نخاسة داعش إليها لإعادة تأهيلهن وعلاجهن. «المصرى اليوم» ترصد في هذا الملف «جزءًا» من حكايات دامية لمجموعة التقتها من الناجيات، وافقن على الحديث دون ضغط أو إلحاح في الطلب.

«راوية».. أجهضت جنين الاغتصاب بـ«دولة داعش» وهربت قبل بيعها في سوق الجواري

رواية

راوية، عمرها حاليًا 17 سنة، تحمل عينيها جرأة وتحديا، فهى الوحيدة من بين الضحايا التي لم تطلب تغطية وجهها أو تجهيل اسمها عند النشر. وعلى الرغم من حجتها: «أريد للعالم كله أن يعلم ما حدث لى ولقريناتى من بنات الطائفة الأيزيدية»، إلا أن «المصرى اليوم» فضّلت إخفاء اسمها وتمويه وجهها في الصور والفيديوهات مكتفية بذكر التفاصيل التي أصرت الشابة الصغيرة على نشرها، والمتعلقة بوقائع اغتصابها تحت مسمى «ملك اليمين».. سنطلق عليها اسم راوية.

المزيد

العائدات من «نخاسة داعش»: «جيلانة».. تعرَّضَت للاغتصاب أمام طفلها الرضيع

جيلانة

جيلانة 19 سنة (أم لطفل عمره سنتان) كانت معشوقة الأمراء، فهى بيضاء ذات بشرة ناصعة ونقية وعيون سوداء عربية، وجسد ينبض بالحياة. 7 أمراء تناوبوا شراءها أو إهداءها لبعض، ليغتصبوها جميعا، بل بعضهم كان يغتصبها أمام ناظرى طفلها الرضيع. المزيد

العائدات من «نخاسة داعش»: «عايدة».. اغتصبها أحد المقاتلين تحت التهديد

عايدة

لا تريد ذكر اسمها الحقيقى. وبرغم الضوء الخافت الذي لا يظهر كامل ملامحها تصر على إخفاء وجهها بوشاح. على العكس من راوية، بصوت أليم منكسر، تطلب المترجمة التي رافقتنا إعادة الجمل مرة أخرى من درجة انخفاضه، تحكى قصتها، وعلى ذراعها طفل في عامه الثالث لا يفارق حضنها أينما جلست ولا تستقر عيناها الزائغتان إلا حينما تطمئن عليه. المزيد

العائدات من «نخاسة داعش»: نسرين.. تعرضت للاعتداء تحت تأثير الحقن المخدرة

نسرين

نسرين، 20 سنة، مزارعة تسكن مع أهلها قرية تدعى سولاخ قريبة من سنجار.. الجميع عجزوا عن الهرب قبل السقوط في أيدى داعش. المزيد

العائدات من «نخاسة داعش»: «بلقيس» تروى قصة عودة ابنة شقيقتها

بلقيس

السيدة بلقيس خلف، من أهل سنجار، في العقد السادس من عمرها. 50 رجلاً وامرأة من عائلتها لا يزالون في يد تنظيم داعش لا تعلم عنهم شيئاً حتى الآن. فقط نادية ابنة أختها الشابة استطاعت أن تخبرهم بموعد عرضها للبيع في سوق جوارى الرقة ليدبروا خطة لشرائها والعودة بها إلى كردستان، كانت بلقيس وأسرتها من ميسورى الحال في سنجار، استطاعت الهرب، ولكن إحدى بناتها خُطفت قبيل اجتياح داعش لسنجار من إحدى الخلايا النائمة لداعش من متشددى سنجار. أحد جيرانهم ذو الفكر الداعشى اختطف ابنتها بمجرد علمه بوصول داعش إلى أبواب سنجار، ليست فقط ابنة بلقيس هي من ينفطر قلبها لفراقها، ولكن أختها الصغرى وبناتها السبع أيضاً مازلن بيد داعش بعد أن قتل داعش أبناءها الذكور الخمسة. المزيد

أبوشجاع.. مؤسس ميليشيا استعادة الأيزيديات من سوق الجواري

أبو شجاع الدناى أحد أفراد الطائفة الأيزيدية ومؤسس الميليشيا

يجلس بثبات يتحدث بصوت قوى يبدو وكأنه صراخ، وله عينان يملؤهما التحدى، إنه أبوشجاع الدناى (40 عاماً) من أبناء سنجار، لديه 7 أبناء أصغرهم سماه «شجاع»، بعد إصرار أصدقائه الذين لقبوه بـ«أبوشجاع» منذ أن كان في مقتبل شبابه. المزيد

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية