x

سنجار.. مدينة المذابح من العثمانيين إلى «داعش»

السبت 19-12-2015 22:30 | كتب: صفاء صالح |
جبل سنجار جبل سنجار تصوير : اخبار

هى مدينة سنجار، او شنكال باللغة الكردية، ويعود تاريخها إلى الألف الثالث ق.م. وزنج تعنى أسود أو المصدى نسبة إلى قمة الجبل وهذا تفسير آخر لمعنى الاسم، أما أصل التسمية الكوردية «شنكال» فجاءت من تركيب كلمتين وهما شنك ويعنى الجميل وآل وتعنى الجهة أى الجهة الجميلة.

تقع مدينة شنكال فى أقصى غرب كوردستان الجنوبية - كوردستان العراق - وتشكل جناحها الغربى الممتد عند تخوم الصحراء، وتبعد ما يقارب 120 كم غرب مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى العراقية، وقد أقيمت هذه المدينة على جبل سنجار منذ ما قبل الدولة الآشورية أى ما يزيد عن ثلاثة آلاف سنة ويمتد جبل سنجار لأكثر من 70 كم ويبلغ ارتفاع أعلى قممه 4800 قدم عن مستوى سطح البحر، وتنتشر قرى الفلاحين عند أطراف الجبال، وكان يسكن المدينة مجموعة خليط من الأيزيديين والسنة والشيعة والمسيحيين السوريان، بينما كان سفح الجبل يضم قرى الفلاحين من أبناء الديانة الأيزيدية، قبل أن تخلو المدينة من سكانها بعد أن اجتاحتها قوات داعش فى 3 أغسطس 2014.

مقبرة جماعية تركها داعش

وعن أصل كلمة سنجار تقول الروايات إن سفينة نوح لمّا مرّت بالجبل نطحت به فقال هذا سن جبل جار علينا فسميت (سن- جار)- (سنجار) وزنج تعنى أسود أو المصدى نسبة إلى قمة الجبل وهذا تفسير آخر لمعنى الاسم.

يربط الجبل الرقة عاصمة تنظيم «داعش » فى سوريا، بالموصل عاصمته فى العراق.

حيث تبعد مدينة سنجار 120 كم غربى الموصل بينما تبعد عن الرقة 190 كم تقريبا شرقا.

وقد كان لاستقرار الإيزيديين بهذه المدينة عواقب وخيمة على مر العصور حيث تعرضت لعمليات إبادة على فترات متباعدة، ويذكر التاريخ الأيزيدى أن تيمور لنك لم يبق فى سنجار بيتا واحدا دون حرقه، وكان أكثرهذه الفترات دموية فى العهد العثمانى بمجموعة من الفرمانات العثمانية التى استحلت قتل الإيزيديين وتدمير مدينتهم بسبب ديانتهم، وقد طالتهم مذابح الأرمن الذين فروا من تركيا إلى سنجار، وبينما وجد الأرمن من يدافع عن دمائهم من مسيحيى الغرب والشرق، لم يجد الإيزيديون المنغلقون على ديانتهم أحدا ليذكر مذابحهم فى كتب التاريخ، وكان آخرهذه المذابح ما تعرضوا له على يد داعش منذ دخلت قواتهم المدينة فهم لم يطردوهم أو يطلبوا منهم جزية بل كان العقاب للرجال هو الذبح وللنساء السبى والبيع فى سوق للنخاسة أقامه تنظيم «داعش» خصيصا من أجل حسناوات جبل سنجار من الإيزيديات.

وسنجار هى مدينة متنازع عليها حيث تطالب حكومة كردستان بضم قضاء سنجار إلى إدارتها بينما تتمسك الحكومة المركزية فى العراق بتبعيتها إلى محافظة نينوى.

أنفاق حفرها داعش

وعن سنجار وعلاقتها بإقليم كردستان، حيث تربط كثيرا منها نفس اللغة وإن كانت بلهجة مختلفة فتقول الدكتور رافدة عبدالله أستاذ التاريخ بجامعة السليمانية بإقليم كردستان «لا شك أن هناك ترابطا تاريخيا بين سنجار وكردستان فسنجار تعتبر جزءا لا يتجزأ من الإقليم، ولكن ديانتهم أعطتهم خصوصية فالديانة الإيزيدية من أقدم الديانات فى المنطقة، ولكن الصراعات السياسية الحالية خلقت مشهدا يرعب أى مواطن فى المنطقة، ولكن منطقة سنجار وما حولها، عاشت مع إقليم كردستان أحداثا تاريخية طويلة، كيف يمكن فصلها عنها الآن».

وعن تاريخ جبل سنجار تقول «بالألف الثالث قبل الميلاد كان جزء من بلاد كيبارتو ثم عندما ظهرت الدولة الآشورية فى الألف الثانى قبل الميلاد فأصبح جزءا من بلاد آشور حتى سقوط الدولة الآشورية فى عام 612 قبل الميلاد، ثم فى عهد الإسكندر الأكبر وهكذا سنجار جزء من الدولة العراقية على مر العصور».

وعن صحة الرواية التى تربط مسمى جبل سنجار بسفينة نوح عليه السلام تقول رافدة الله «رسا سيدنا نوح عليه السلام على جبل الجودى الذى يقع ضمن أراضى كردستان (تركيا الحالية)، ومنطقة جبل سنجار هى امتداد لنفس سلسلة الجبال التى تقع ما بين جبال طاروس وجبال زاجروس، وبالقطع الطبيعة الجغرافية للمنطقة تلعب دورا فى أحداثها وحضاراتها وصراعاتها».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية