مازالت المصائب والكوارث والفضائح تنهال على رؤوس أعضاء مجلس الجبلاية، وآخرها نكبتان: الأولى أزمة وثورة الحكام، بسبب عدم صرف مستحقاتهم المتأخرة لمدة سنة كاملة، والتى عبر عنها عضو المجلس، سيف زاهر، فى برنامجه التليفزيونى، بقوله: «هذا المشهد هو الأسوأ، ويُعتبر فضيحة مدوية لاتحاد الكرة والتحكيم المصرى والمنظومة بالكامل، مما يدل على عدم مسؤولية اتحاد الكرة، الذى لم يحسم تعيين رئيس جديد للجنة، بعد رحيل عصام عبدالفتاح، لتولى مهمة المدير الفنى للجنة الحكام بالاتحاد الإماراتى لكرة القدم»، وسخر من عصام عبدالفتاح، قائلًا: «منتظرين إيه من اتحاد، عضو مجلس إدارته المسؤول عن التحكيم ساب الجمل بما حمل، وراح يطوّر التحكيم فى الإمارات؟!»، والأغرب أن «سيف» عاد- فى اليوم التالى- للدفاع عن الجبلاية، وأشاد وامتدح رئيس لجنة الحكام السابق، وشكر المجلس على صرف المستحقات، بل استضاف رئيسها، فى مداخلة هاتفية، يا عم «سيف» المبادئ لا تتجزأ، والأفكار لا تتغير فى يوم وليلة!!!
والأزمة لن تنتهى فى المستقبل، بعد أن ظهرت أنياب الحكام، بينما الحل الأمثل واضح وظاهر، وقد نفذته كل الاتحادات الأوروبية، التى منحت الاستقلالية للجان الحكام، والسماح لهم بتأسيس جمعية مستقلة ترعاهم وتصرف لهم مستحقاتهم وتقوم بالتأمين عليهم وحمايتهم من أى اعتداء، وهو ما لا يتناسب مع حكماء الجبلاية، الذين يريدون السيطرة على كل مقدرات الكرة المصرية دون خبرة أو دراية.
وبعد أيام قليلة، انفجرت النكبة الثانية، بعد تأخر بداية مباراة الأهلى وسموحة لمدة ساعتين، بعد أن احتشدت الجماهير أمام فندق اللاعبين، ومنعوا خروجهم، وهو ما استغلته برامج الفضائيات، خاصة ممن أطلقوا على أنفسهم لقبى «إمبراطور» و«جنرال» الإعلام، وبدأت حرب الإشاعات واتهام أولتراس «الأحمر» بالإرهاب، مع احتمال أن بعضهم ربما يكونون مستأجرين لصالح الجماعة إياها، وطالبوا الشرطة بالقبض عليهم وتحويلهم إلى المحاكمة. هذا، وكانت تصريحات المسؤولين الوردية اليومية بعودة الجماهير قبل فشلها سبباً آخر فى غضب الجماهير، بالإضافة إلى صمت رئيس وأعضاء الجبلاية، وكان عليهم اتخاذ قرار سريع، فإما إعلان انسحاب الأهلى، كما تقرر اللوائح، مع أن المشكلة ينطبق عليها بند الظروف القهرية كالزلازل أو الفيضانات أو هطول الأمطار والجليد أو سقوط طائرة أو وقوع حادث لحافلة أحد الفرق، فكيف يخوض لاعبون مباراة وهم فى حالة رعب ومحبوسون فى الفندق لمدة 4 ساعات، وإما القرار الأمثل من وجهة نظرى- وقد أكون مصيبا أو مخطئا- أن يتم تأجيل اللقاء، منعا لوقوع كارثة جديدة- لا قدَّر الله- فى حالة انتقال المتجمهرين وزيادة أعدادهم إلى استاد المباراة، ما سيؤدى حتماً إلى انتشار الفوضى ووقوع اشتباكات مع الشرطة وسقوط ضحايا ومصابين كما حدث فى مذبحة بورسعيد وكارثة استاد الدفاع الجوى، يا عالم البلد مش ناقصة فضايح وأزمات وسلبيات!