عندما تم تعيينى فى «الأهرام» وانتدابى مراسلاً للجريدة العريقة فى إيطاليا، وبعد مرور خمس سنوات، أسست المكتب وأصبحت مديرا له فى روما على مدى حوالى عشرين عاما، وفى البداية فكرت كثيرا فى عمل خبطة صحفية، وهدانى تفكيرى إلى إجراء حوار صحفى مع الراحل صالح سليم، نظرا للعلاقة الطيبة التى جمعتنا من خلال زمالة فى الملاعب، ولن أنسى جملته عندما تم تصعيدى إلى الفريق الأول عندما قال: «الفانلة دى لون دمك ولازم تموت عليها»، ثم تطورت العلاقة بيننا من الزمالة إلى الصداقة القوية، بعد الاعتزال، وقررت فى بداية مشوارى الصحفى أن أُجرى معه حوارا، لأكسر مقاطعته مع الصحافة، اتصلت به تليفونيا خلال إقامته الطويلة فى العاصمة لندن، وفوجئت بقبوله، وتواعدنا على اللقاء فى منزله بعد يومين، جلست خلالهما لأصيغ أسئلة الحوار، والتقينا وقدمت له ورقة الأسئلة، وفوجئت به يمزقها، ضاحكا، وقال لى: شغل المُسَجِّل، وسأوضح وجهات نظرى المختلفة، وعليك صياغتها فيما بعد، بشرط ألا تغير كلمة أو حرفاً مما سأقوله، ووافقت على الفور، وعدت إلى روما، وصغت الحوار، وأرسلته بالبريد السريع إلى الزميل حسن المستكاوى، وتم نشره على صفحة كاملة كانت مثار إعجاب الكثيرين، ولا يفوتنى أن «صالح» خلال اللقاء قد تلقى مكالمة هاتفية من جانب رئيس قنوات «إيه. آر. تى»، وقد حكى لى الراحل ما دار فيها بقوله إن القناة عازمة على عمل سلسلة حوارات مع رموز مصر فنيا ورياضيا، وقد بدأت بسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة كرمز من رموز السينما المصرية، تليها حلقات أخرى معه كرمز من رموز الكرة المصرية، الذى فاجأ المتحدث بسؤال: كم تقاضت- الراحلة- «فاتن»؟ فرد عليه: 200 ألف دولار، فقال له «صالح»: أنا حاخد 300 ألف دولار، ووافق الطرف الثانى، وخلال استكمال حوارى، دق جرس الباب، ودخل مندوب عن القنوات، حاملاً له العقد والشيك، وبعد الفحص قال له صالح: «أرجوك كتابة الشيك باسم النادى الأهلى وليس باسمى، مردداً أن كل ما سأحكيه فى الحلقات يخص النادى، ولولاه ما جئت إلىَّ، فهو صاحب الفضل الأول والأخير علىَّ، يبقى هو صاحب الحق، والأَوْلَى بما سأحكيه عن الأهلى مش عن صالح سليم»، وقد أعجبتنى فقرة من الحوار عندما سألته: هل تقبل رئاسة اتحاد الكرة؟ فرد ضاحكا: نعم، ولكن لدىَّ ثلاثة شروط، الأول بدون انتخابات، والثانى مع حريتى الكاملة فى اختيار أعضاء المجلس، والثالث والأخير نسف مبنى الجبلاية بمن فيه من العاملين.. ألف رحمة ونور عليك يا «مايسترو»، وهو اللقب الذى كان يحبه، وما دعانى لسرد هذه الحكاية سوى توجيه رسالة إلى المجلس الحالى، من أجل فض وإنهاء مشاكله الداخلية التى انفجرت منذ أيام فى أقرب وقت، فالأهلى فوق كل المشاكل والأزمات، وربنا يهدى الجميع.