x

وجيه وهبة مسجل قطر وجيه وهبة السبت 19-12-2015 22:05


فى الأسبوع الماضى، وفى أثناء انعقاد مؤتمر الخرطوم، الخاص بمسألة المياه وسد النهضة، قام وزير خارجية مصر برفع ميكروفون قناة الجزيرة من أمامه، ووضعه على الأرض. بالطبع هذا التصرف يبين عن موقف سياسى ورسالة غضب لوزير يعبر عن مشاعر شعب، وبطريقة متحضرة- لا كما يظن البعض- فهو لم يفعل مثلما فعل الزعيم السوفيتى «خروتشوف» أمام الأمم المتحدة، فى العام ١٩٦٠، حينما شعر ببعض التجاوز تجاه بلاده من مندوبى بعض الدول، فغضب وأرغى وأزبد وخلع حذاءه ودق به على المائدة. لم يخلع الوزير المصرى حذاءه مهدداً القناة القطرية، بل وأزعم أنه لو كان قد فعل، لما حسبته متجاوزاً، هو أقل ما يجب تجاه إعلام دويلة تقتل أبناءنا وتستهدف هدم دولتنا، بمؤامراتها وإعلامها وأموالها، وتتصرف فى المنطقة تصرف صبى مراهق وارث لمال وفير وجهل أوفر، سبب له ضآلة حجمه، وقلة قيمته، بالإضافة لتاريخ عائلته، عقداً نفسية وراثية مكينة. ويريد أن يسيطر ويتحكم فى كل سكان الحى والجيران، الأرشد منه عقلا والأكبر منه سنا ومقاما، بل و«يبرطع» هذا الصبى الفاسد فى كل أنحاء العالم، يشترى ذمم أفراد وحكومات جشعة ونهمة للاستيلاء على أموال هذا السفيه.

■ الغضب

أحيانا يعتبر الغضب والتعبير عنه فعلا سياسيا مهما، وسلاحا متعدد المميزات، هذا إذا تمكن السياسى الأريب من الاستفادة من زخم طاقة الغضب الكامن لدى الجماهير، وتوجيهها التوجه الصحيح البناء. والسياسى الحصيف يفعل ما فعله وزير خارجيتنا، وما يجب أن يفعله كل مسؤولينا، فقد أرضى قطاعا عريضا من شعبنا، كان فى حاجة إلى «التنفيس عن كمده»، إلى من «يفش غله». ما فعله الوزير امتص ولو قليلا، ولفترة وجيزة، بعضاً من طاقة غضبهم العدوانية تجاه المسؤولين، أو حتى تجاه أى شخص فى محيطهم. غضب الوزير فرّج عن غضب شعب، ولو للحظات، ولكنها لحظات ذات دلالة مهمة، فالمعنى واضح، لا يقبل اللبس، هذا هو عدونا الحقيقى، وهكذا يجب أن نتعامل مع إعلامه، حتى وإن أملت الظروف على الوزير أى تراجع فيما بعد، فإن اللحظة قد سجلت. وحينما تغضب الشعوب لكرامتها، يمكن أيضا تحويل طاقة الغضب إلى طاقة صبر وتحمل لضريبة الثأر لكرامتها، من تقشف إلى شعور بضرورة الاعتماد على الذات، والاستغناء عما يأتى من مصادر العدوان على كبريائها وكرامتها، بل وحياة أبنائها.

■ الرهائن

الفكر السياسى الضعيف العاجز للرئيس الأسبق «مبارك»، كان ينظر إلى العاملين بالخارج- خاصة فى الدول «البترولية»- على أنهم نقطة ضعف، أو رهائن لدى الغير، رهائن نعم.. ولكن تهديد مصر يأتى من تحريرهم وإعادتهم إليها!!. فقد كان مبارك يخشى أن يمس الإعلام أى دولة لديها عمالة مصرية كبيرة، مهما كان انتهاك تلك الدولة لكرامة المصريين العاملين بها. وذلك خشية من أن تطرد الدولة تلك العمالة، فتعود لمصر مع مشاكلها، «والرئيس مش ناقص وكفايه إنه مستحملنا». ولقد عبر «مبارك» عن ذلك غير مرة، ولعل أشهرها، حينما تم جلد مصرى دون وجه حق، فى إحدى دول الخليج، بالإضافة لتجاوزات أخرى ضد مصريين آخرين، مما دفع بعض الإعلاميين للتعبير عن غضبهم. طلب الرئيس من الإعلامين والمثقفين، فى اجتماع مغلق معهم، التجاوز عن ذلك، لأنه حسبما قال: «عندنا ملايين تعمل هناك». إنه منطق قلة الحيلة ومحدودية الخيال السياسى، أو ربما منطق من «على راسه بطحه».

■ مسجل قطر

لدينا بعض من السياسيين والإعلاميين الذين يمثلون خطرا فعليا على البلاد والعباد، هم مسجلون مصريون فى الأوراق الرسمية، ولكنهم بأفعالهم ومواقفهم مسجلون «قطر»، عمدا مع سبق الإصرار والترصد. قطريون فى الواقع اليومى وفى وجدان الجماهير. بعضهم يعيش ويبث سمومه بيننا، وبعضهم يعيش فى الشتات فى مختلف أنحاء العالم. والبون شاسع، على سبيل المثال، بين أن تكون وزير خارجية مصرياً، قلباً وقالباً، وبين أن تكون وزير خارجية مصرياً «برانى»، قلبك معلقاً فى الدوحة، مسجل قطر. بعد يناير ٢٠١١، تولى الخارجية المصرية وزير «عابر»، عديل لأستاذ «خالد». هاجم الوزير بلده.. مصر، لأنها حرصاً على أرواح أبنائها أغلقت، فى فترة سابقة، معبر رفح، ووصف موقفها بأنه موقف «مشين» وجريمة حرب!!... كده الشغل.. وبهذا تضرب عشرة عصافير- بالإضافة لبلدك- بحجر، وتنتقم ممن تظن أنهم ظلموك ولم يولوك وزارة الخارجية زمان، وألقوا بك فى برودة الظل، بعيدا عن الأضواء. وأيضا تنول رضا الحمساوية والعثمانلية، وسفهاء قطر، وتنال «لهطة القشطة».. أمين عام جامعة «الدولر» العربية، منصب مناسب جدا.. ده حتى اللقب.. اسم العائلة «العربى».. يا محاسن الصدف.. شغلانة سهلة.. مريحة.. العن أبو الإمبريالية والمؤامرة الصهيوأمريكية من وقت لآخر، وتحيا الأمة العربية... وسلام مربع.. وقبضنى يا جدع. الشهرة والمال.. نحمده.. بلا وجع دماغ.. ياما ادينالك يا مصر... من كامب ديفيد لطابا.... خدنا إيه غير النكران من مبارك ورجالته... (التفاصيل فى حواره، حينما كان وزيرا للخارجية، بعد ثورة يناير، مع المذيعة «الثائرة» المتخصصة فى استضافة الثوار وانتزاع الدموع من عيونهم.. فقد سالت دموع عينه، ومن قبله دموع عين «ثائر إخوان جوجل»... وأهو كله علشان خاطر عيونك يا مصر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية