x

الطبيعة تبوح بأسرارها فى محمية «وادى دجلة»

الخميس 17-12-2015 21:28 | كتب: سمر النجار |
محمية وادى دجلة محمية وادى دجلة تصوير : محمد شكري الجرنوسي

قال الدكتور محمود القيسونى، مستشار وزير السياحة ووزيرة البيئة السابق، إن محمية وادى دجلة من ضمن الـ30 محمية الطبيعية المعلنة بمصر، حتى عام 2012، وطولها 15 كيلومترا شمال الصحراء الشرقية، وتُعتبر داخل كردون القاهرة، وتبعد دقائق شرق حى المعادى وجنوب غرب القطامية، ما يجعل زيارتها سهلة للغاية.

وأضاف القيسونى أن المحمية عبارة عن وادٍ تحيط به تكوينات من الحجر الجيرى لعصر الأيوسين الغنى بالحفريات، وارتفاعها على جانبى الوادى نحو 50 مترا، موضحا أن عوامل النحر بالمياه واضحة على الجانبين، ومن المهم عند زيارة هذا الوادى أن يلم المرء بتاريخ المكان، ففى العصور الممطرة منذ أكثر من 10 آلاف سنة، كانت النمور والأفيال والزراف ترعى بوديان الصحراء الشرقية الخصبة، وسجل إنسان ما قبل التاريخ صور هذه الحيوانات على جدران الكهوف والصخور، التى يوجد نموذج منها على مدخل وادى الرشراش جنوب حلوان (70 كيلومترا جنوب القاهرة)، وانقرض العديد من هذه الحيوانات فى تلك المنطقة نتيجة الجفاف والضغوط البشرية، وتُعتبر الصحراء الشرقية من أغنى المناطق بالنسبة للحياة البرية والتنوع الحيوى مقارنة بباقى المناطق بمصر، على حد قوله.

ولفت إلى أنه «توجد بالصحراء الشرقية 4 قبائل رئيسية ترجع أصولها إلى أفريقيا والمنطقة العربية مثل البشارية والعبابدة والرشايدة والمعازة».

واعتبر «وادى دجلة»، ومساحتها نحو 60 كيلومترا مربعا، متحفا طبيعيا للنباتات مثل الصف وأشجار السيال، وكذلك للحيوانات والتكوينات الجيولوجية التى يجب الحفاظ عليها، وأضاف: «يعتقد البعض للوهلة الأولى أن وادى دجلة لا ينمو به العديد من النباتات، لكن إذا دققنا النظر فسيكتشف الزائر أن هناك أكثر من 75 نوعا نباتيا فى هذه المنطقة، فأثناء فصل الربيع بعد سقوط الأمطار، يغطى أرض الوادى بساط من النباتات المزهرة، وتوجد أنواع أخرى تزهر خلال شهور السنة المختلفة».

وقال الدكتور محمد إبراهيم، مدير عام المحميات الطبيعية سابقا، إن وجود وادى دجلة قرب محمية الغابة المتحجرة يعطى أهمية كبيرة لجذب الوافدين إليها، لمشاهدة الحياة البرية، بجانب نماذج من الحياة الجيولوجية القديمة الممثلة فى الخشب المتحجر، ما يؤدى إلى تكامل المعرفة بالبيئات الصحراوية المتباينة.

وأكد إبراهيم أن «محمية وادى دجلة تضم مجموعة من الكائنات الحية الحيوانية، منها أنواع من الثدييات مثل: الغزلان، والأرانب الجبلية، والثعلب الأحمر، والفأر ريشى الذيل، والفأر أبوشوك، ومن الحشرات: الرعاش، وأبوالعيد، وفراش النمر، وأسد النمل، وأنواع عديدة أخرى».

وأضاف أنه تم تسجيل 18 نوعا من الزواحف، منها البرص أبوكف، والأفعى المقرنة، وغيرها، وكذلك تسجيل 12 نوعا من الطيور المقيمة والمهاجرة الممثلة لبيئة الصحراء الشرقية مثل: الحمام الجبلى، والحجل، والغراب النوحى، وعصفور الزمير، والبعفة، (وهى نوع من البوم الكبير)، وغيرها.

وتابع أن «الدراسات الميدانية أثبتت أن (وادى دجلة) تحتوى على أنواع عديدة من النباتات، وتم تسجيل نحو 64 نوعا، منها الشيح، وشاى الجبل، والغردق، وغيرها، وهى نباتات إما طبية أو رعوية أو للوقود».

وقال الدكتور طارق القنواتى، مدير عام محمية وادى دجلة السابق، إن وزارة البيئة فى الوقت الحالى تعد خطة لزيادة الخدمات أمام الحركة السياحية. وأكد أن الحوادث الأخيرة التى أضرت بالسياحة كانت لها فائدة عادت على محمية وادى دجلة بالتحديد، إذ استبدلت الشركات السياحية رحلات السفارى بالمبيت داخل «دجلة».

وأوضح أن المحمية بها مميزات كثيرة، لأنها بطبيعتها الخلابة موجودة داخل القاهرة، وهى مفيدة جدا للتعليم البيئى للأطفال والطلاب والشباب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية