x

«وادى دجلة».. محمية طبيعية على أطراف القاهرة عمرها يتجاوز«56 مليون سنة»

الخميس 17-12-2015 10:48 | كتب: سمر النجار |
جانب من الحياة النباتية في وادي دجلة جانب من الحياة النباتية في وادي دجلة تصوير : محمد شكري الجرنوسي

«يرتادها الكثيرون من محبى الطبيعة، مصريين كانوا أم أجانب، للاستمتاع بجوها النقى ومناظرها الطبيعية الخلابة، أو لممارسة رياضة المشى أو تسلق الجبال أو اليوجا أو العجل أو حتى الاستمتاع بإقامة حفل شواء فى الهواء الطلق، أو التخييم فى الصحراء».. كل هذا وأكثر متاح فقط فى محمية «وادى دجلة» التى تدعو زائريها لكى يعيشوا حياة بسيطة فى بيئة ممتعة ونظيفة ولو ليوم واحد فقط.

«وادى دجلة» التى أعلنت محمية طبيعية بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 47 لسنة 1999 بمساحة إجمالية حوالى 60 كيلو مترا مربعا، والمعدل بالقرار رقم 3057 لسنة 1999، تقع شرق مدينة زهراء المعادى بالصحراء الشرقية بمحافظة القاهرة.

وتعتبر المحمية من الأودية التى تمتد من الشرق إلى الغرب بطول حوالى 30 كيلو مترا، وتمر بصخور الحجر الجيرى الذى ترسب فى البيئة البحرية خلال العصر الأيوسينى بالصحراء الشرقية «بدأ قبل 56 مليون سنة وانتهى منذ 33 مليون سنة»، لذلك فإن المحمية غنية بالحفريات، كما يبلغ ارتفاع تلك الصخور على جانبى الوادى 50 مترا، ويصب فيه مجموعة من الأودية على الجانبين.

ورصدت «المصرى اليوم» فى زيارة إلى المحمية، عدم وجود علامات إرشادية لتسهيل الوصول إليها، وعند دخولها لا تجد من تسأله عن طبيعة المحمية وأهميتها أو حتى تجد «بروشور» أو دليل لإرشاد زائريها، فضلا عن غياب النظافة، نظرا لعدم وجود عمال نظافة بها، ومع كل ذلك فحالها يعد الأفضل والأوفر حظا بين العديد من المحميات الطبيعية فى مصر، حيث إنها تلقى اهتمام بعض المسؤولين، ويعتاد زيارتها الكثير من الزائرين.

خلال جولة «المصرى اليوم»، رصدت رحلة جامعية لكلية العلوم داخل المحمية، فضلا عن عدد من الشباب القادمين لممارسة رياضة المشى، وآخرون جاءوا إليها بدراجاتهم، وغيرهم يمارسون اليوجا مع هدوء الطبيعة التى تحيطهم.

هشام محمد، أحد الزائرين، يقول إنه يأتى لزيارة محمية وادى دجلة من حين لآخر كى يبتعد عن زحام القاهرة وتلوثها.

وتقول شيرين فوزى، مسؤولة عن تنظيم رحلات لزيارة المحمية، إن المحمية لها مميزات كبيرة لوجودها داخل القاهرة، لكن ينقصها وجود متخصصين تابعين لوزارة البيئة لتوعية زوار المحمية بيئيا، مقترحة أن ترفع وزارة البيئة سعر تذكرة دخول المحمية مقابل تقديم خدمات مثل تقديم «سى دي» تحمل معلومات عن هذه المحمية وتاريخها، أو توزيع كتيب صغير يرشد الزوار ويشرح لهم طبيعة المكان.

بينما تؤكد مها محمد، وهى من سكان المعادى وتعتاد زيارة المحمية، أن المحمية مكان رائع للاستجمام وللاستمتاع بالهواء النقى والهدوء والطبيعة، لكنها أصبحت سيئة السمعة، موضحة أنه «نظرا لأن سعر التذكرة زهيد، يأتى لزيارتها العشاق والمحبون، فأصبحنا نرى مناظر غير لائقة ومثيرة للاشمئزاز داخل المحمية، لذا لابد أن تبحث وزارة البيئة عن حل لهؤلاء الذين يشوهون المكان، ويكسبونه سمعة سيئة».

ويقول الدكتور محمد إبراهيم، مدير عام المحميات الطبيعية سابقا، إن محمية وادى دجلة لها أهمية تعليمية وتثقيفية وترويحية كبيرة، حيث تعمل على جذب سياحة اليوم الواحد لطلبة المدارس والأطفال لاكتساب معلومات مفيدة عن الصحارى بمكوناتها المختلفة، ويضيف: «كما أن هذه المحمية تعد مكانا جيدا لإجراء الدراسات البحثية فى كافة المجالات النباتية والحيوانية والجيولوجية، وتوافر مقومات السياحة البيئية والترويحية فيها لممارسة رياضة المشى وإقامة المخيمات للعديد من الزائرين سواء من المصريين أو الأجانب دون تدهور النظام البيئى لها».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية