x

«نيويورك تايمز»: فيروس «سي» ينتشر في مصر بـ«شكل خبيث»

تطعيم البلهارسيا والسرنجات المستعلمة وقصافات الأظافر وفرشة الأسنان أبرز الأسباب
الأربعاء 16-12-2015 12:08 | كتب: محمد عبد الخالق مساهل |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : السيد الباز

قدرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، عدد المصابين بالتهاب الكبد الوبائي «سي»، من بين المصريين بـ150 ألف كل عام.

وقالت الصحيفة، إن فيروس الكبد الوبائي انتشر بشكل خبيث، حيث يعاني اليوم ما لا يقل عن 10 في المائة من المصريين البالغ عددهم 90 مليونا من الإصابة المزمنة، ما يعد المعدل الأعلى في العالم.

وأضافت في تحقيق موسع نشر الأربعاء، أن تلميذا ينتمي إلى إحدى قرى الدلتا المشهرة بزراعة الأرز، حيث يذهب فصله للمستشفى كل شهر لتطعيمهم من وباء البلهارسيا وهو الوباء الطفيلي المنتشر في قواقع المياه، موضحة إن الممرضة تقوم بغلى السرنجات وملئ كل واحدة منها بخمس جرعات ثم تحقن كل خمسة منهم بسرنجة واحدة.

وأكدت، أن 6 مليون مصري مصابون بالتهاب الكبد الوبائي سي، بسبب الإبر غير المعقمة، مشيرة إلى أن البلاد خاضت معارك طويلة استمرت عقودا ضد البلهارسيا، منبهة إلى أن الأدوية المعالجة لفيروس سي إضيفت إلى قائمة الأدوية الأساسية، بمنظمة الصحة العالمية في 8 مايو 2015، مؤكدة أن شركة «جلياد ساينسيس» باعت ما قيمته 10.3 مليار دولار من عقار سوفالدي المعالج للفيروس في 2014، مشيرة إلى أن عقار «هارفوني» قد يقصر مدة علاج فيروس سي، منوهة إلى أن العقار الذي تنتجه «جلياد سانيسيس» فاز بموافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية في أكتوبر 2014.

وقالت، إن قرص عقار سوفالدي يتكلف بشكل طبيعي نحو ألف دولار، بينما توصلت الشركة المصنعة للعقار باهظ التكلفة إلى اتفاق بشأن الأدوية الأساسية للدول الفقيرة، في 15 سبتمبر 2014، لافتة إلى أن شركات الدواء التي جرى «شيطنتها» بسبب سحب العقار «المنقذ للحياة»، ويعالج وباء الإيدز من الدول الأفريقية الفقيرة، تعكف على تجريب استراتيجية بديلة تتمثل في «اتفاق مقعد» لبيع عقاقير التهاب الكبد الوبائي بجزء من التكلفة المعتادة، بينما تفرض قيودا مشددة بغرض حماية أسواقها الرابحة في الغرب.

وأكدت، أن هذه الاستراتيجية أثارت صرخات الغضب من جانب المدافعين عن الصحة العامة في بعض الأوساط، موضحة أنه في حالة نجاحها فإن القيام بهذا الترتيب في مصر قد يخدم كبرنامج عمل، وليس فقط لعلاج التهاب الكبد الوبائي في جميع أنحاء العالم، ولكن من أجل توفير الأدوية القاطعة للمواطنين في الدول الفقيرة الذين لا يستطيعون تحمل تكاليفها.

وأكدت الصحيفة، أن فيروس سي وباء عالمي، موضحة أن 150 مليون شخصا مصابين به على نحو مزمن أي أكثر أربعة أضعاف من المصابين بالفيروس المسبب لمرض الإيدز.

وقالت، إن نحو 500 ألف شخص يلقون حتفهم كل عام بسبب مضاعفات المرض، خاصة تليف الكبد وسرطان الكبد، مشيرة إلى شن حملة ضد الإصابة بالبالهارسيا في الستنينات والسبعينيات التي انتشر فيها فيروس سي، حيث تستخدم إبرة واحدة لحقن أشخاص عديدين.

وقالت، إن الفيروس أكثر تجذرا في مصر، حيث يصاب نحو 150 ألف شخص كل عام، جراء إعادة استخدام السرنجات المفترض أنها تستخدم لمرة واحدة، كما أن هناك عوامل أخرى مثل الأجهزة الطبية الموثة واستخدام قصافات الأظافر بين الأشخاص وفرش الأسنان بين أفراد العائلة الواحدة.

وحذرت، من أن كل مصري مصاب ينقل الفيروس إلى ثلاثة آخرين في المتوسط، وفقا للدكتورة منال حمدي السيد، التي تدير الحملة القومية للوعي بالتهاب الكبد الوبائي.

وقالت، إن معهد الكبد المصري يدير 50 مركزا علاجيا ويستهلك ثلث ميزانية الصحة، لاتفة إلى أنه في مقابل بيع عقار «سوفوسبوفير» طلبت شركة جيلياد من مصر أن تفرض قيودا مشددة على كل زجاجة من دواء، منعا لبيع العقار في السوق السوداء ومن ثم تقويض أعمالها في مكان آخر.

وقالت، إنه لابد من صرف الجرعات من الصيداليات الحكومية، فلابد أن يعيد جميع المرضى الزجاجة القديمة لاستبدالها بأخرى جديدة، كما لابد أن يفتح كل من يتلقى العبوات الجديدة فتح الغطاء ليأخذ الحبة الأولى أمام الصيدلي، ما يجعل إعادة بيع الزجاجة أمرا يقترب من المستحيل.

ولفتت، إلى أن مثل هذه القيود أثارت غضب النشطاء الدوليين الذين يحثون على الحصول على المزيد من الدواء، ويعتبرون هذه الإجراءات انتهاكات لحقوق المرضى.

فيما اعتبرت هبة ونيس، صيدلة، وكانت تعمل في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إنها هذا الإجراء المتمثل في تلقى الجرعة أمام الصيدلي بأنه مهين، ويثير عديدا من القضايا الأخلاقية.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى الأهداف الطموحة لدى الحكومة المصرية المتمثلة في علاج 300 ألف مريض بالتهاب الكبد الوبائي في العام بداية من 2016، والحد من الإصابة إلى دون 2 في المائة بحلول 2025.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية