الطاقة أنواع. أسهلها الطاقة البترولية. الموجودة فى باطن الأرض. فى وقت كانت المصدر الوحيد. هى التى أدت بنا إلى ما نحن فيه. هذا هو حظ المنطقة. خصوصاً فى حال غياب أنواع الطاقة البديلة. التى بدأنا فى توفيرها الآن. المخزون البترولى فى منطقة الشرق الأوسط. هو الذى أدى إلى تقسيمها على هذا النحو الذى هو عليه. هو من جعل إسرائيل ضرورة أمريكية. هو ما جعل لأمريكا صفة وكياناً فى المنطقة. فلولا إسرائيل ما كانت لأمريكا هذه الأهمية وهذا الحضور.
ارتفاع قيمة البرنت إلى ١٢٠ دولاراً للبرميل ذات يوم غير بعيد، هو ما تسبب فى حرب العراق وتقسيمها. واليوم هو ما يؤدى إلى المساندة التركية لكردستان، أو فى قول آخر الاحتلال التركى لكردستان بحجة تدريب البشمركة على محاربة داعش. فجميع الأطراف تعلم أن أرض كردستان عامرة بالبترول.
النفط السعودى هو الذى أدى لأن تكون أول زيارة لروزفلت، بعد الحرب العالمية الثانية، لاستضافة الملك عبدالعزيز آل سعود على بارجته فى البحيرات المرة. الملك عبدالعزيز هو بطل عربى أسطورى. وحد الجزيرة العربية نعم. أخرجها من العصور القديمة. ولكنه لم يكن له يد فى الحرب العالمية الثانية. لم يكن له ذكر حتى يتجشم روزفلت هذه الاستضافة. الأمر اليوم واضح وضوح الشمس.
الكاتبة القديرة «مها عبدالفتاح» أضافت بعداً آخر إلى هذا الطرح. إن ما حدث فى سوريا هو حرب على مصدر ومسار أنابيب الغاز. إذا كانت قطر هى المصدر؟ إذاً فالمرور بالسعودية والأردن ثم سوريا ثم تركيا. إذا كانت إيران هى المصدر فالمرور بالعراق ثم سوريا وبأنبوب تحت البحر إلى اليونان.
اختار «بشار الأسد» حليفته إيران ووقع معها مبدئياً. فكان ما كان. إذا أصبح هناك تحالف إيرانى عراقى روسى. هذا بالتأكيد يشكل اعتداءً سافراً على التحكم الأمريكى فى طاقة المنطقة. إذن لا بديل إلا المواجهة. من قبل الحلف التركى القطرى السعودى. لهذا صار الوضع فى سوريا إلى ما هو عليه. لذا كان موقف مصر مختلفاً عندما رفضت الدخول فى هذا التحالف. والنتيجة النهائية التى تعكس النجاح الباهر. أن سعر برنت اليوم 16 ديسمبر ٢٠١٥ هبط إلى 36 دولاراً نزولاً من ١٢٠. لتذهب كل الدول المصدرة للطاقة للجحيم. ويتحقق حلم أمريكا والغرب الأبعد. إيجاد مصدر جديد للطاقة يغنينا عن هذه المنطقة. كل هذا الثمن على فاتورة الدول العربية بالدرجة الأولى ثم إيران وروسيا فى النهاية. ولا بأس بهذا أيضاً.