x

محمد أمين «فلوس السعودية»! محمد أمين الأحد 13-12-2015 21:24


لا أعرف من يحاول تعكير المياه بين مصر والسعودية.. ولا أعرف لماذا نشعر بالفتور أحياناً بين البلدين؟.. هل هو تحريض الإعلام.. أم بعض الأطراف فى المنطقة؟.. هل هناك خلافات حقيقية فى اليمن وسوريا وليبيا؟.. هل قطعت السعودية دعمها لمصر فعلاً؟.. هل الحكاية عند مصر هى فلوس السعودية فقط؟.. أم أن مصر تحتاج السعودية أكثر من فلوسها؟.. هل علاقات الأشقاء ترتبط بالفلوس أم بالدم؟!

الرئيس السيسى قال مرات كثيرة، إن مصر لن تنسى من وقف معها، ولا من وقف ضدها.. وكان بهذا المعنى يريد أن يقول إن اللحظة التى تمر بها مصر «مؤقتة».. وهى بالفعل مؤقتة، ترتبط بظروف انتقالية.. والرئيس نفسه يحاول أن يختصر هذه المرحلة، حتى قيل إنه «يُفاصل» فى كل شىء.. وبالتالى فإن مصر حين تتعافى سيكون كل ما جرى فى ذاكرة الوطن.. والسعودية تتفهم معنى «تصريح الرئيس»!

أمّا الإماراتيون فقد سبقوا دول الخليج بالدعم المعنوى قبل المادى.. جاءوا إلى مصر داعمين ومستثمرين.. رأينا المجلس التنسيقى الإماراتى.. ورأينا مشروعات هنا وهناك.. فى المدارس والصحة وغيرها.. وكان أولاد الشيخ زايد يرددون مقولته «أوصيكم بمصر خيراً».. والحق أنهم كانوا بارّين بأبيهم وبمصرهم.. والآن السعودية تحذو حذو الإمارات، وإن كانت لم تتأخر فى أى شىء على مدى سنوات!

والآن أنظر بعين الاهتمام والاعتبار، إلى مساعى الأمير محمد بن سلمان، لدحض كل الافتراءات عن فتور العلاقات بين مصر والسعودية.. وها هو يزور مصر خلال أيام، كما قرأت، استعداداً لوضع كل ثقل المملكة فى دعم الاقتصاد المصرى، ولا يعنى هذا أنها أول خطوة سعودية.. العكس صحيح.. فقد قدمت السعودية من قبل مليارات الدولارات، لتعزيز احتياطى النقد الأجنبى، دون أن «تمنّ» علينا بشىء!

للأسف، حاول البعض أن يروج أن الملك سلمان له مواقف خاصة، وأنه ليس مثل الملك عبدالله- رحمه الله.. فهل يعنى هذا أن الملك سلمان لا يرضى عن إنشاء لجنة تنسيقية، تشرف على استثمارات السعودية؟.. وهل يعنى هذا أن الأمير محمد يتصرف على غير هوى من الأب الملك؟.. غير معقول وغير متصور بالمرة، أن يكون الملك فى وادٍ وولى ولى العهد فى واد آخر.. السعودية لا يمكن أن «تخسر» مصر أبداً!

تصدير الحكاية بأن مصر «تتسول» وأن الخليج «مجرد بنك»، مهين للجميع.. وربما يهين الخليج أكثر من مصر.. العلاقات بين مصر وشقيقاتها «علاقات دم».. بغض النظر عن قطر.. فنحن لا نقيم معهم علاقات متينة لأن عندهم «الفلوس».. قبل أن يكون معهم فلوس كانت مصر.. وبعد الفلوس ها هى مصر، التى تعرف دورها فى حماية الأمن القومى العربى.. للأسف الخليج تخيل أنه «مجرد بنك» فحسب!

علاقات الأشقاء لا تحكمها «الفلوس» فقط.. هل تتخلى مصر عن أشقائها فى الرخاء؟.. هل فعلنا ذلك فى الماضى؟.. مصر تحتاج الآن إلى السعودية أكثر من فلوسها.. هذا هو الخطاب الحقيقى الذى ينبغى تصديره.. فلا يمكن أن نتقرب إليهم لأننا «نحتاج الفلوس».. «مصر الكبيرة» أكبر من هذا، أيها السادة!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية