يشهد ختام دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، صدامات هامة، ففي المجموعة الرابعة بالرغم من أن الأمور شبه محسومة إلا أن سيناريو المباريات جاء مفاجئاً للعديد من المتابعين، قياساً بأن الأمور انتهت قبل الوصول للجولة الأخيرة وبقى الشكل النهائي للترتيب لا أكثر.
يوفنتوس، بطل إيطاليا ووصيف بطل دوري الأبطال الموسم الماضي، يحل ضيفاً على إشبيلية ممثل إسبانيا وبطل الدوري الأوروبي للموسم الماضي، وكلا الفريقين يعلمان أهمية نتيجة المباراة.
صاحب الأرض يعلم أن الفوز فقط هو أمل الفريق من أجل استمرار مشاركته الأوروبية عن طريق الانتقال إلى بطولة الدوري الأوروبي، بعد أن فقد الأمل في التأهل للدور الثاني من بطولة دوري الأبطال، وبطولة الدوري الأوروبي تمثل قمة النجاح للنادي الأندلسي الذي حقق لقب هذه البطولة 4 مرات في آخر 10 سنوات، من بينهما لقبين في آخر موسمين.
معادلة النادي الإسباني في الفوز تصطدم بالعديد من المعوقات والصعوبات، أولها الضيف الإيطالي الثقيل الذي سيبحث عن ضمان قمة المجموعة بعد أن تصدرها في الجولة الماضية، وتكفيه نقطة وحيدة لضمان ذلك.
كذلك مشكلة الفريق الأندلسي، هي أنه سيضطر للاعتماد على نتيجة المباراة الأخرى التي ستلعب بملعب الاتحاد في مدينة مانشستر بإنجلترا، عندما يستقبل مانشستر سيتي فريق بروسيا مونشنجلادباخ الألماني في ختام مباريات المجموعة.
جلادباخ الألماني يكفيه التعادل لضمان احتلال المركز الثالث والمشاركة في مسابقة الدوري الأوروبي، بعد أن تأكد خروجه من مسابقة دوري الأبطال، لكن مضيفه مانشستر سيتي، سيبحث هو الآخر عن نقاط المباراة الثلاث أملاً في سقوط يوفنتوس في إسبانيا، ومن هنا يستغل الفريق الإنجليزي الموقف ويستطيع اعتلاء قمة المجموعة لتفادي شبح قرعة الدور الثاني المرعبة التي دائماً ما أتت له بأسوأ الخصوم في كرة القدم في الوقت الحالي.. برشلونة.
مانشستر سيتي يفتقد للعديد من اللاعبين المهمين على رأسهم القائد فينسينت كومباني والذي اثبت من خلال حضوره هذا الموسم مدى اهميته، إذ اظهرت الأحصائيات لمباريات الفريق ان بحضور القائد البلجيكي، تزداد نسب الخروج بشباك نظيفة وتحقيق الفوز، بل أن نسبة الهزيمة في حضور القائد هذا الموسم هي 0%، إلا ان غيابه دائماً ما كان يعني إهتزاز شباك الفريق وتقديم اداء دفاعي كارثي، وهذا ما ظهر جلياً في اخر مباريات الفريق في بطولة الدوري عندما تلقى الفريق درساً قاسياً من نادي ستوك سيتي، وكان محظوظاً بالخروج مهزوماً بهدفين فقط.
ضيف مانشستر سيتي هو فريق يعيش واحدة من أفضل فتراته، فمع تغيير القيادة الفنية للنادي الألماني بعد البداية السلبية للموسم، نجح الفريق في تحقيق 8 انتصارات وتعادلين في آخر 10 مباريات في بطولة الدوري جعلت الفريق يتحرك من قاع الترتيب إلى المركز الثالث، ليس ذلك وحسب، بل ان الفريق حقق ما كان يبدو مستحيلاً عندما ألحق بمتصدر الدوري الألماني بايرن ميونخ هزيمته الأولى بثلاثة اهداف، لذا فالفريق الألماني حالياً في افضل حالاته الفنية.
الوضع الحالي للمجموعة يوضح أن المصالح متضاربة تماماً لكنها تتفق بين كل فريقين على حدة، أصحاب الأرض من مصلحتهما تحقيق الفوز والذي سيخدمهما بتصدر الفريق الإنجليزي للمجموعة وتأهل الفريق الأسباني لمسابقته المفضلة (الدوري الأوروبي)، أما الضيوف فالتعادل فقط يكفيهما لتحقيق اهدافهما، يوفنتوس يضمن قمة المجموعة وجلادباخ يؤكد على مركزه الثالث ومن خلاله ينتقل للبطولة الأوروبية الأصغر.